كتب يوسف رقة :
..يوم قدمَتْ الشاعرة ميراي شحادة حداد أمسية شعرية لمنتدى ” مرايا الحرف ” وحضرتها في صالون كنيسة مار جرجس في الحدث , لفت انتباهي ذلك الأداء المنبري لها ولم أكُ أعرفُ أنها ابنة خطيبٍ و صاحب بالٍ وخبرة طويلة على المنابر , إبنة شاعر الكورة الخضراء الأديب الدكتور عبد الله شحادة .ِ
…بالأمس حصلت على جائزة قيمة من منتدى ” شاعر الكورة الخضراء ” , جائزة هي عبارة عن وجبة غذائية دسمة من فكر وقصائد الدكتور شحادة , جائزة ؟ نعم هي جائزة من الغذاء الفكري قدمتها لي رئيسة المنتدى المهندسة والشاعرة ميراي عبد الله شحادة , جائزة ثمينة مؤلفة من ستة مجلدات ضخمة تضم أعمال الشاعر وكتاباته الفكرية والأدبية وقصائده الشعرية .
ولد الشاعر في 10 حزيران 1910 في بلدة كوسبا / الكورة في شمال لبنان .
نال شهادة الدكتوراه في 17 حزيران عام 1960 من جامعة ” سانت أندروز ” في بريطانيا .
مارس التعليم في لبنان , وشغل وظيفة مفتش تربوي في وزارة التربية في بيروت .
تزوج عام 1967 من السيدة إميلي العيناتي وله منها صبيان ( إيليا وربيع ) وبنتان هما ( ميراي ورندلى ).
غادر إلى عالمه الآخر عام 1986 , تاركاً إرثا ثقافيا وأدبيا كبيرا , عملت إبنته المهندسة ميراي على جمعها وعلى مدى ثلاث سنوات من الجهد والبحث بمساعدة بعض أصدقائها اللغويين والعارفين في قضايا بحور الشعر والأوزان .
قصائد الشاعر تنوعت بين البحر البسيط والكامل والرّمل والوافر والمجتثّ والخفيف والسريع والرّجز والمتقارب , وكانت أول قصيدة له كتبها عام 1923 حملت عنوان ” أرزنا ” وجاءت على بحر الرّمل.
# مختارات من مجموعته :
في تمهيد المجلد الأول كتبت رئيسة ” منتدى شاعر الكورة الخضراء عبد الله شحاده ” المهندسة والشاعرة ميراي شحادة في الإهداء : ” إلى من غابوا عنّا ولهم قلوبنا منازل , إلى أمي وأبي ” .
ومما كتبته في كلمتها إلى أبيها : ” بي لهفة الأوتار إلى عزف ألحانك على قيثارة العمر , أرشقك اليوم بعطر اللٌوز والزيتون , فيتبدّد الكفن , وبقوافيك على اللّحد تنتصر وتخطب بنا قائلا : أنا هنا باقٍ يا زمن ! ” ِ
كما تضمن مجلد التمهيدي حوالي 50 صفحة كتبتها الاستاذة ابتسام غنيمة في دراسة قيٌمة عن شاعر الكورة الخضراء عبد الله شحادة وقيمته الوطنية والأدبية وثورته الشعرية وعلاقته بالمرأة التي شغلت حيزا من كتاباته .
كذلك تضمن هذا الجزء الوقائع والكلمات التي ألقيت خلال المهرجان التكريمي للشاعر عام 1987 الذي أقامته الرابطة الأدبية في كوسبا / الكورة .
# ” ليالي القاووش ” :
تميز المجلد الثالث بنشر ” يوميات الشاعر ” خلال العام 1942 التي ختمها ليلة 31 كانون اول 1942 بالقول :
” لكل أغنية نهاية , يعقبها الصمت الأزليّ , كذلك العمر , والأمل !! “
كذلك تضمن هذا المجلد قصة شعرية عنوانها ” عشتار ” تحكي مأساة زاهد بين قبر عشتار وصومعته الوحيدة .
القصة بمثابة ” مونولوغ ” مسرحي يتألف من 151 بيتا من الشعر .
وأطرف ما جاء في المجلد الثالث هو الرسائل والمقالات التي كتبها تحت عنوان ” ليالي القاووش ” خلال خمسة عشر يوما في العام 1962 قضاها في السجن يوم تعرض لوشاية الانتماء الى الحزب السوري القومي الإجتماعي والتبس على المحقق العسكري بين اسم ” شحادة ” واسم ” سعادة ” فسجن في ” قاووش البريمو ” .
# تعريفه للشعر :
يقول د. عبد الله شحادة عن الشعر :
” الشعر هندسة حروف وأصوات تعمّر بها نفوس الآخرين عالما يشبه عالمنا الداخلي .
هو همس الإنسان للإنسان .
الشاعر هو ذلك الساحر الذي يحوٌل نحاس الكلمات إلى ذهب ويقلب تراب الأبجدية إلى نور .
الشّاعر يمدّد يده إلى الأشياء فيحييها , كما فعل موسى تماما , والفارق الوحيد أنّ أداة موسى هي العصا وأداة الشاعر هي الكلمة “.
# بيروت كما اليوم :
لم تغب بيروت عن شاعر الكورة , فكتب وكأنه اليوم بيننا, فقال :
” يا رعى بيروت في نكبتها ,
ورعاها في شقاها الحذرُ
كفَّها الهمُّ وأضنى أهلَها
فهي في مأساتها تُحتضَرُ “
# الجزء السادس الأخير من المجلدات تضمن الدراسات والمقالات التي نشرها شاعر الكورة الخضراء لإفادة طلاب البكالوريا حول تعريف الشعراء والفلاسفة العرب من امرؤ القيس إلى أبو نواس والمتنبي والجاحظ (… ) الى الشعر الأندلسي .
كما تضمن المجلد أطروحة الدكتور عبد الله شحادة حول ” وليّ الدين يكن ” .
# مجموعات شاعر الكورة الخضراء تثري مكتبتنا العربية , والشكر كل الشكر لابنته المهندسة ميراي عبد الله شحادة التي قال بها والدها يوم ولادتها قصيدة نقتطف منها :
” يا بنت أحلامي
يا زهوّ أيامي
نسيت آلامي
لمّا أتت ميراي ”
# نم هانئا ايها الشاعر , فمن لديه ابن او ابنة مثل ميراي , يبقى حياٌ أبد الدهر بتراثه وكلماته الخالدة ..
# ( مجموعة الأعمال الكاملة للدكتور عبد الله شحادة هي من منشورات منتدى شاعر الكورة الخضراء ) #