# مقالة مؤثرة بقلم الكاتب المسرحي والمخرج الدكتور هشام زين الدين تستأهل النشر والتوثيق :
هشام زين الدين
باغتني سكون العجائز باكراً، والصمت الساخر حين تنظر إلى بهلوانيات الكائنات الاجتماعية الممسوخة التي تجتاح يومياتك كعواصف رعدية ماطرة لا يمكنك الهروب منها.
هذا الذي يعتقد أنه نجم في السماء وهو قنديل كاز بالكاد يضيء،
وذاك الذي اغتنى بالمال فظن أنه بات نبياً وَجَبت عبادته،
وتلك التي تتباهى بعدد “الفانزات”، و”الفانزات” الأرقام المعتوهين انفسهم،
والفنان الذي ترك الطليعية ليلتحق بعشيرته وآلهتها المحنطة بالأوهام،
والسياسي الموهوم بأنه ذكي ولا يزال يلقي خطابات تثير القيء،
والنساء النسويات والذكور الذكوريين، والحائرون والحائرات بينهما،
وذاك الذي يتكلم لغة أجنبية فيظن أنه بلغ قمة افرست، ولا يدرك أن المعرفة أهم من اللغة، والثقافة أهم من العلم، ومن لا ينتشي برائحة التراب ولا يستحم بنور الشمس في الطبيعة،
ومن يسرق ويقلقه ماله المسروق إلى درجة الموت قلقاً، ومن يضرب زوجته وأولاده وهو لا يدري أنه حيوان في جسد إنسان،
ومن يقود جماعة، جمهور، شعب، وهو لا يصلح لأن يكون راعياً للماشية، ومن يقتل، تحت أي مسمى وأي شعار إنساناً آخر ولا يدري أنه هو القتيل، وأخيراً، من لم يعرف قلبه طعم المحبة والحب ومن لم يذق طعم السعادة.
باغتني شعور العجزة باكراً، وأنا في منتصف الطريق.