-1-
عَلِّمني ….
علِّمني كيف أعتادُ غِيابَك….
حينَ تُصِوِّبُ الساعات عقاربها
على جبيني كبندقية…
لعلَّها تظنني عدواً فتقتلني….
علمني…
كيف ألمُّ دمي المتخثِّرَ فوق معصمي
لأكتبَ قصيدتي …
علمني ….
كيف أضعُ الرُّمحَ فوق صدري..
وأطعنُ به قلبي كي لا يشتاقك…
وكيف أصنعُ من ذاكرتي
عُكَّازَ روحي….
علمني ….
كيف لا ابكي وملحُ الدمعِ لا زالَ
قابعاً في زوايا الأزِقَّة العتيقة…
وكيف أُضمِّدُ جراحَ حلمٍ
يلفظُ أنفاسهُ الأخيرة….
علمني …
أن أنام على سريري
وبعضي يحتضنُ بعضي…
وأن أكتبَ وصيتي
على جميع الوسائد
والجدران والأمكنه….
علمني …..
كيف أوقفُ النبضَ
حيث تُصبحُ المسافات أرصفه….
مخنوقة البعدِ….
وكيف أصنعُ من قصائدي
طفلاً يشبهك….
علمني يا عزيزي….
كيف أكون أماًحنونةً للفقدِ..
وأنا أترك نهدي له….
كلَّ ليلةٍ….
لأُسكِتَ جوعه…..
أنور مغنية 27 11 2020
-2-
إلاَّ أنتَ……
أراكَ حولي….
في كلِّ مكانٍ….
أتخيَّلُ ملامحكَ…
إبتسامتكَ….
نظراتكَ….همساتكَ….
كلُّ شيء أُحبُّهُ فيك….
حتَّى وإن كنتَ بعيداً….
ولكن….
أقرب من أنفاسي لي….
قدَّمتَ لي حبيباً….
وعشقاً لا ينتهي…..
كيفَ أتخلَّصُ منكَ.. ؟
وأنا أراكَ في كلِّ مكان….
احببتكَ بجنونٍ….
وأعلمُ أنَّكَ مستحيلٌ..
وبعيدٌ جداً….
أحبُّكَ يا قَدَري…..
الجميعُ مَرَّ مِن خِلالي…
إلاَّ أنتَ…..
ستبقى بقلبي .
حتى الممات…..
أنور مغنية 30 11 2020
-3-
يا لهذا الكحل القاسي …
أنا والقلمُ …
لا أثِقُ بهِ…
ولا يثقّ بي…
لا نعرفُ متى
يقفزُ أحدُنا على الآخر….
انا والكحلُ….
لا أثقُ بهِ….
ولا يثقُ بي…
لا نعرفُ متى…
يعشقُ أحدُنا الآخر….
أن تتوجَّعَ مِن قدرِك…
غيره أن تشتري…
قَدَراً لأوجاعِك….
وقَدَرٌ يناديكَ فيهِ نبيٌّ….
غيرَهُ قَدَرٌ…
تناديكَ فيه إمرأةٌ…
قالت لقلبكَ السلام ورَحَلَت…..
كتبتني هي…
قبل أن أكتبَها….
ولَّت هي بالكتابةِ….
وبقيتُ أنا بالقلم…
آآهٍ….
يا لهذا الكحل القاسي….
أنور مغنية 01 12 2020
-4-
تباغتني الذاكرة….
تباغتني الذاكرة في خلوتي …..
ضاربةً عرضَ القلب….
بكلِّ أسراري…
غرباءَ كُنَّا…..
والوطنُ في القلبِ….
والأحراشُ والمدن الساحليَّة….
والناس الطيبون
والأسواق الصغيرة….
والأسئلة التي ظلَّت عبثاً….
تبحثُ عن أجوبتها المستحيلة….
كنتُ في ذلك الزمان
الذي صارَ اليوم بعيداً….
الكاتبُ العاشقُ…الغارقُ….
في الأبجديات الغامضة…
وكنتِ الطفلة المعشوقة…
التي لم يكفها
إتساع القلب لإحتضان الدنيا…
هكذا تقاسمنا الأحداث بعفويَّة..
واتفقنا منذ بداية القصَّة….
وهكذا …عشنا قبل ان تفرِّقَنا
حماقة الكبرياء والأفكار المُعَطَّلَة..
ثُمَّ هذا العبث الأبله والغريب
الذي اسمه الموت….
هل كان من الضروري أن نفترقَ….
لنُدرِكَ كم كنَّا بحاجةٍ لأن..
نبقى قيلاً لنقول ما لم نستطع قولهُ
او ما أخفقنا في قوله….؟
هل ما حدَثَ بيننا
كان مجرَّدَ قصَّة حبّ….
ومن فرط الفقدان أو الخوف
صدَّقنا أنها الحقيقة المُطلقة….
أم خطوة اولى …
إبتلعتها هُوَّة الفراغ…
بدلَ أن تقعَ على اليابسة……
أنور مغنية 2 12 2020
-5-
كيف أُقنِعُ قلبي …
وكيف أُقنِعُ قلبي
ببديهيةِ النهاية….؟
وهو المتمرِّدُ
على أعرافِ الحقيقة….
والمُتَخَلِّفُ …
عن ركبِ التعقُّل…
مَن مثلي …؟
وقد انغمسَ بالوهمِ
حتَّى أذنيه..
وتنفَّسَ الخرافات
عوضاً عن أنَّ
الاسودَ أسوداً
بفعلِالأيايدي…
والأبيضَ ابيضاً بالفطرةِ…
من مثلي…؟
وللوجوه …وللأصوات
وللعيون…
ألف اسم….
وأنا المتباهي …
ببضعِ أحرفٍ…
بحبِّ كلّ مَن مرَّ بي ….
أنور مغنية 5 12 2020
-6-
تبَّاً….
تبَّاً….
لكلِّ هذا الحزن الذي
يلازمني عقوداً من حياتي….
تبَّاً…
لكلِّ هذا الحنين
لمَن هجرني …
طوعاً أو كُرهاً…..
تبَّاً….
لكلِّ قيودي التي
لا تتَحطَّمُ مهما ضَربتها
وضَرَبتها بمطرقَةٍ عَزمي…..
تبَّاً…
لكلِّ ما لا أستطيعُ
البوحَ بِهِ لأحدٍ….
ولا حتَّى بالهمسِ…
تبَّاً ….
لكلِّ دموعي التي
صارَت كمطر المَواسِمِ غزيرة….
تنسكبُ سكباً..
فتغلب أبوابَ تَجَلُّدي….
تبَّاً…
للحبِّ الذي
لا يرسو داخلي….
أنور مغنية 07 12 2020
-7-
قال الكحَّال للسومرية…
قال الكحَّالُ يوماً…
لمن أسماها بالسومريَّة…
في أوَّلِ مرَّةٍ….
إشترت منه الكحلَ..
بالكحلِ الذي
باتَ في عيونها….
وضوء البصرةِ …. في نخلِها…
وضوء العين………في كحلها….
وهمستُ لنفسي …
وأنا أتَذَكَّرُ سجني….
وضوء البصرة ….. في سجنها
ووضوء العين …… في حزنها..
كانت تتمنى الأنهار
ان تمشي بين شفتيها….
زهرة اللَّيلك الفارسية
إتخذتهما جرفاً….
آهٍ….
الطريقُ بين الترائب
لم يمشهِ عاشقٌ قَط
لأنَّه مكان موتي….
أنور مغنية 08 12 2020
-8-
على ذمَّةِ الليلِ….
أُحِبُّك …
على ذمَّةِ الليل….
وقلبي هذا…
قد شدَّ الرحالا…..
ونجمةٌ ..
سطَعَت على البعدِ…
ترسمُ درباً…
لأحلام ٍ وآمالا….
قد فاضت روحي…
بل ومُلِأَت ..
حتَّى وتينَها…
واصبحتُ ارى
كلَّ ما دونك..
سراباً ومحالا…..
فما الدُّنيا …
مِن بعدِكَ سوى
شدُّ متاعاً..
وارتحالا….
أنور مغنية 09 12 2020
-9-
الجمال والفقه…
الجمالُ والفقهُ….
أيّ وادٍ بينهما…!!!
والعدلُ تحتَ القمر….
تجوالُ قلق…..
بين عاشقةٍ
زنا بها دينها….
فعيَّرَها الشرفُ….
مع آخر وجعٍ …
لحصى الراجمين…..
وبين حاكمٍ …
زنا بوطَنِه…
فمجَّدَه العارُ.. .
مع أوَّل نشوة
لأقلام المُمَجِدين…..
أنور مغنية 10 12 2020
-10-
إنتهى الغياب ….
غفونا….
كحمامتين …
تداخَلَت أرياشها….
تشابهت…
أحلامها والوانها….
وذبنا غراماً…
كشمعتين…
تمايلت أضواؤها….
نمنا طويلاً…
متعانقين…
كما الجدائلُ…
تعانقُ شَعرها…
كما العشقُ …
يعشقُ سحرها…
وشربنا آهاتنا…
خمراً شرابها…
يا لهُ مِن شراب…!!!!
إنتهى الغياب ….
أنور مغنية 11 12 2020
