بينَ الأغنامِ والعالمِ النَّاضج :
في ظلِّ التعتُّقاتِ المتراكبةِ لهذي الأرض وبحسب المنوحاتِ الموهوبةِ عبر قياماتِ النُّورِ المتجلِّيةِ في العصور الغابرة
حينَ انكفاءٍ نحو جوهراتِ الأعماقِ وانثيالاتِ النَّفسِ المنتثرةِ فينا جميعاً كوهوجاتٍ مضيئةٍ وامضةٍ تغمزُ بعينِ التَّنورِ وتومئُ بتراشقاتِ المستَدرَكات
وبتصدُّراتِ المُستَنبَت وفراهةِ اخضرارِه في بدءِ التَّكوينِ كأنامل تلقي مِن أَكُفِّ البهاءِ إشاراتِ البدءِ والتَّصور
وبإيمانٍ متسامٍ متماهٍ ومتهادر ، متباعدٍ ومتداورٍ كالخلق البدئي بحنيفياتِه عن استقاماتٍ بلا نهايات والسَّعي نحو اكتمالِ الالتفافاتِ البهيَّةِ اللامرئيَّةِ إلا في العقلِ المتراشقِ في النُّدرة …
تتلوَّى الموسيقا بنغماتِها المكشوفةِ ضمنَ أبعادِنا المُدرَكةِ الواعيةِ حتَّى منتهياتِ رؤانا الدَّاخليةِ وبشغفِ الطُّموحاتِ الخفيَّةِ في قلوبٍ وقعَ عليها النُّورُ فَتلقَّفَتهُ بشبقٍ غرائزيٍّ مستترٍ جَاب فيها سويِّاتٍ ومقاماتٍ متعمشقاً كل التَّخيلاتِ
فكانت فتوحاتٍ مِن نوافذَ وارتحاماتٍ كَجِنانٍ مهيبةٍ في ضلوعاتِ الغيبِ المعتنقِ للاختفاء …
هنا وبارتساماتِ النّبتِ والزَّهرِ واقتحاماتِ التَّطاولِ حتَّى التَّماهي مع زرقةِ السَّماءِ في بديعياتِ المناظرِ والحقولِ السَّابحةِ بذهبيَّاتِ السَّنابلِ وبتسبيحاتِ الطَّبيعةِ السَّاحرةِ
كانت تسابيحُ ثغاءاتِ الأغنامِ المتدثِّرة ببعضِها تتماشى بِهدأةِ السكينةِ في الرُّوحِ الهانئةِ ترتوي من نغماتِ القصبِ المتراقصِ وَ بِحجمِ الصَّخبِ بعدَ التَّكوينِ تحملُ في حركاتِها تَعَاكساتِ الاتِّزانِ بصمتٍ قنوعٍ
و باتِّحاداتها خلفَ مَوسَقاتِ الرُّعاةِ واندماجِها بِصوتِ العصافيرِ وجرجراتِ الغيمِ المُنسحبِ كأقدامٍ حافيةٍ لا توقظُ النَّجماتِ ولا القمر …
تسترسلُ مثولاتٍ شاهقةَ الدَّهشةِ للحياةِ ومعلِّماتٍ لاستنطاقِ التواضعِ والسَّلامِ من الحسِّ المُتعالي للجبالِ وضمنياتِها من صلاباتِ التُّرابِ …
أيُّها الإنسانُ المُتَعالقُ بينَ السَّماواتِ والأرضين المُتَباهي بقدراتِ العقلِ فيكَ والتنويماتِ المتعاقباتِ على مفاصلِ رؤيوياتِكَ المحدودةِ حينَ تكاسلاتٍ شلَّالةٍ هادرةٍ تلطمُ خدودَ الصَّخرِ فَتَتَناثرُ هباءً أَقِمْ لهذا العقلِ معاقلَ يقظةٍ واستفقْ من غفوةٍ مُستَطابةٍ لإحالاتٍ لم تُخلَق لها …
أكملْ تَدَوُّراتِك بارتقاءاتٍ نابضيَّةٍ وانسجاماتٍ نابضاتٍ بالنُّورانيَّاتِ والاستناراتِ وحتَّى غاياتٍ منشودةٍ لا نهائيةِ التَّفتحِ و التَّخيل …
# الكاتبة غادة رسلان الشعراني/ سورية