قصيدة الشاعرة التونسية سليمى السرايري التي ألقتها خلال ملتقى علّيسة الدولي للمبدعات بدار الثقافة المغاربية ابن خلدون تونس لمديرها الشاعر عادل الجريدي :
على خطى عليسة
يا ربّةَ أقواسٍ قزحيةٍ
وتمائمَ ليلٍ وزّعتْ شهوتُهُ على الساهرين
تحتفينَ بالرياحِ
بالصقيعِ خارجَ الأسوارِ
ولا سماءَ اليومَ تُخرجُ أثقالها
منْ أقبيةِ سماءٍ عتيقةٍ
لا صحائفَ ملأى بالغيابِ
ولا ظلالَ ترتفعُ في بُردةِ الوقتِ
على طرفِ ثوبكِ الملكيُّ
ينامُ التفاحُ منتشياً بأنوثتهِ
هناكَ،
خارجَ منظومةِ الأرضِ شجرةٌ ترتفعُ
وانت تتسعين بينَ الأرضِ والسماءِ
غريبةٌ شرائعُك
ولا أحدَ يفرُ منْ القدرِ
الكلُ يرددُ ما يشبهُ الأناشيدَ
وحدهُ حبيبكِ يغربلُ الرمالَ المالحةَ
على أطرافِ الرحيلِ
فاتحاً صناديقَ السعادةِ
على تراتيلِ المياهِ
وأمواجِها الغاضبةُ
عروسٌ غفتْ في جنحِ الظلامِ
صدفةٌ تزغردُ للعاشقينِ
أفتحُ الآنَ نافذةً على أغنياتٍ ملوّنةٍ
أُشْرعُ ثوبي للعطورِ العتيقةِ
وبين رفوفِ الشعرِ علبةُ شوكولاتا
كسمراواتِ القصور
أخاطبُ سياجَ صمتي
لا أحدَ يعرفُني
ويعيدُ لي أحلامي المتسللة خارجَ وجعي
عليسة فقط
من ترسمُ خطاها
قربَ مساءاتِ الغروبِ
تلك الَّتي كانتْ قبل قليلٍ في جسدي
تمشطُ شعري المبعثرَ
تبتسمُ قليلاً في حيرتي
وتأخذُ برفق يدي المرتجفة
تسير بي مع أغنياتِ الريحِ
فأنا لم أعدْ أدركُ طريقي نحوي
حين خانتني المنعرجاتُ
لماذا إذن، حينَ تولدُ قصائدُنا صامتةَ
تتجرّدُ المعاني منْ دلالاتِها
تُعتقلُ “الكلمةُ”
وعلى هامشِ مدائنِ العشقِ
معتوهٌ في بلادِ المكفوفينَ
يتلوُ فرائدَ ” الوجدِ” ،
على مسامعِ الفزاعاتِ الوحيدةِ في العراءِ
لماذا … تُطمسُ مغامراتُ العشقِ، في ذاكرةِ
جِنَايتُها النسيانُ؟
يغادرنا “طيرُ السنونو”… مُعْلِناً “حلولَ الرحيلِ”
ليَقْفُرَ الرّبعُ … أهلاً وأحبّةً وبعضَ حروفَ غزلٍ
قالتْ لي عليسة هامسةً:
غدا سيخجلُ الوجعُ
حين تمتطين الفصولَ المراوغةَ
ولابدَّ للوقتِ أنْ يعلنَ تمردَهُ
فمن قالَ سنعودُ قبلَ أنْ نفتحَ نافورةً للهذيانِ
وننثرُ بعضَ حروفِ على الشاطئِ الحجري؟
حين قبلتْ عليسةُ الأرضَ الممتدةَ
كتبنا معا وصيّتيْنا لمعابدِ قرطاجةٍ
واستندنا على أسوارِ المدينةِ
فكيف نقنعُ الصمتَ بالكلامِ
ونتقنُ لغةَ الجدارِ
آهٍ عليسةَ
لو يدرك المسافرون
كيف تبتلُ مناديلُ الليلِ
ويبكي الياسمينُ على شرفاتِ الوداعِ
فلا تساليني كم جنيتُ من الهزائمِ
حين أخذتْني الخياناتُ في غفلةِ المواعيدِ
ولمحتُ جنائزَ عشقِي
تطير نحو السماء
تعالي عليسةَ
سنستعيدُ الآن إثمَ التفاحِ
في حكايةٍ تفطو على الموجِ
وتختفي..تختفي..تختفي
فجأةً في العمقِ…
# هنا نبذة عن الشاعرة سليمى السرايري :
~~~~
مصمّمة ديكور ومصممة أزياء…ومنتجة أفلام وثائقية وفنّيّة.
وصاحبة صالون السرايا للأدب والفنون والتراث ومديرة إذاعة راديو شغف صوت الأدب والفن (على الواب).
- عضو مؤسس في رابطة الكاتبات التونسيات.
- عضو بالاتحاد الجهوي للمكفوفين
- عضو بمؤسسة رعاية المسنين
- عضو في الرابطة العربية للفنون والإبداع كمديرة لمهرجاناتها الثقافية وكعضو مهتم بالمشاركات الخارجية تحت اشراف وزارة الثقافة التونسية
أقمتُ 6 معارض فنّية في تونس العاصمة وداخل الجمهورية.
و من الاصدارات :
.. ديوان شعري بالفصحى بعنوان: “أصابع في كفّ الشمس”
..ديوان بالفصحى بعنوان : “صمتٌ… كصلوات مفقودة”
.. مترجم إلى الفرنسية والأنجليزية.
..ديوان عنوانه “حديث الياسمين” صدر في سوريا مشترك مع 45 شاعر وشاعرة من عدّة أقطار عربية.
مشاركة في الكتاب العالمي “المرأة الآلهة” 2020 صدر في صربيا
مشاركة في كتاب عالمي بعنوان “لكي لا ننسى”: 2019 صدر في صربيا
مشاركة في ديوان عالمي بعنوان باقات من الورد 2020
وعديد المشاركات في كتب صدرت في تونس..
ودواوين عالمية صدرت كذلك في بلغراد تُرجمت الى الأنجليزية الإيطالية
ديوان الومضات في لمساته الأخيرة بعنوان : حين اشتهانا الغرق
تجربة في المسرح الغنائي ،بنصّ عنوانه: “قمر وصبية وحكايات”