- كتب يوسف رِقة :
# عايدة قزحيا , أستاذة مادة اللغة العربية وقواعدها , التي لا تترك شاردة او واردة من أخطاء اللغة التي نقع فيها خلال النشر في موقع ” ميزان الزمان ” إلا وسرعان ما نجد رسالتها على المسنجر تدعونا لتصويب الخطأ ( كذلك يفعل صديقنا المرجع اللغوي الدكتور محمد توفيق أبو علي ) ..
المهم أن نوضّح لأصدقاء الموقع أنّ السيدة عايدة قزحيا حرفوش هي أيضا تكتب الشعر وتكتب الأغاني و لديها مئات الأغنيات والأناشيد بصوتها ومن كلماتها وألحانها .
ولا يغيب عن بالنا المقالات والمقطوعات الأدبية التي تنشر بعضها وأحيانا هي تحذف ما كتبته ( وهي كما عهدناها تحذف كثيرا ) .
مناسبة هذا الكلام , أنها ومنذ أيام أرسلت نصاً ( قالت انها غير مستعجلة على نشره ) تحت عنوان ” الكرامة أنسان ” وأرادت أن تأخذ رأيي في النص قبل نشره , فقالت ” إذا لم تجده ملائما للنشر , الأفضل أن لا تنشره” , وقالت ضاحكة ” بالناقص نص “..
أجبتها بالقول : النص صالح للنشر , لكنني أمام حيرة تصنيفه بين أن يكون شعرا أو مقالة , لكنني حسمت الأمر أنه بالتأكيد ليست مقالة نظرا للإيقاع الذي يحمله من الداخل “.
وردت الكاتبة قزحيا بالقول :” حيرتك تؤكد لي قدرتك على التمييز لأن الذي قلته حتى أنا وقعت فيه.
وهذه سمة خاصة في كتاباتي أحاول دائمًا التخلص منها , حاولت كثيرا ولم أقدر..
أبدأ بكتابة الشعر وينتهي كنص , أو أبدأ كنص ويغلبني الإيقاع.
هاهههه
ربما لأني أحب الفن والموسيقى والغناء
فأقع في إيقاعية الحرف..
أنت على حق في حيرتك 100%”..
أضافت القول : ” أنا كأستاذة ممكن أن أصنفه(نثر شعريّ)
وليس شعر نثري
لأنه يتضمن وقار المعنى وإيقاعية المبنى”..
وأردفت القول :” ومن الممكن تصنيف هذا النص بأنه ” مقالة وجدانية شعرية , لأنها مقالة ابتدأت بنمط إيعازي وجداني لكنها خلت من الإشكالية في النهاية..
فهي أشبه بالكتاب المفتوح “…
.. وبعد جدل مع الشاعرة حول النثر الشعري والمقالة والشعر بالنثر والمقالة الوجدانية الشعرية ، نترك للقارىء التصنيف .. هنا النص :
” الكرامةُ إنسان”
…فيا سيّدتي
علّمي ابنتك أنّ
الرّجلَ نصفُها
وليس لعبتَها..
ويا سيّدي
علّمِ ابنَكَ أنّ
المرأةَ شريكتُهُ
وليسَتْ خادمتَه..
فتستقيمَ الحياةُ
وترتقي..
ومن هنا تبدأُ
كرامةُ الإنسان
وحضارةُ البشر.
فالحجر مهما
ثَبَّتْنا بُنيانَهُ فقد
ينهار
من انفجار من إعصار
من فيضانِ أنهار
من مدفعِ تجّار
من صفقة إعمار
أمّا أخلاقُ البشر إذا ما ثُبُّتَتْ في
النّفوس
فلا تنهار
لأنّها مبدأُ حكمةٍ
لا مبدأ قرار
أيَا أيّها العَالَم
ألم تعلموا
وتتعلموا بعدُ
أنّ الأنانيّةَ والفرديّة
هما الدّمار؟!
ألم تعلموا
وتتعلموا أنّ
الحياةَ
هبةٌ مِنَ الله
وليست مِنَّةً منكم.
وكلُّ ما عليها
هبةٌ للبشر؟!
أوّاه يا أخي الإنسان
كم يؤلمني
جهلُكَ!
فهو أقوى وأشدُّ
من صفعةِ كفِّك
فالصّفعةُ موجعةٌ
لِآن..
أمّا الجهلُ فهو
موجعٌ في كلِّ أوان..
تعال معي
نُجرّبْ جمالَ
البُعد عن
الأنانيّة..
تعالَ معي نسافر
معًا على جناحِ
الحريّة
أطلقْ لنفسِكَ
العَنان
حرّرها من قيود
الذُلِّ والارتهان
أليستِ العبوديّة
قد حَرَّرَتْها
الأديان؟
فما بالُكَ تستعبدُ
نفسَكَ..
تتاجرُ فيها
في أسواقِ الأنا
في نزوات الدّنى
باسمِ حريّة
الإنسان
أرجوك..
فأنا اليومَ لا أدعوكَ إلى العصيانِ
بل أدعوكَ
إلى وِقفة عزٍّ
إلى التّحرّر
من لقمة السّلطان
فحياتُكَ مُلكٌ لكَ
وليست وَقفًا
للشّيطان.
# الكاتبة والشاعرة عايدة قزحيّا / لبنان