ميزان الزمان
  • الصفحة الرئيسية
  • امسيات
  • قصائد
  • شهرياد الكلام
  • ومضات وأدب وجيز
  • حكاية و قصة
  • مسرح
  • للمساهمة في النشر اتصل بنا
لا نتيجة
عرض جميع النتائج
ميزان الزمان
لا نتيجة
عرض جميع النتائج
 
نظام مارديني يقرأ مردوك الشامي : شاعر يلحن قصائده بموسيقى الوجع والحب والأمل 2025/06/07
” العيد عن بُعد ” مقالة اليوم للكاتب د. قصيّ الحسين 2025/06/07
د. فاروق شويخ يكتب للشاعر الراحل الياس لحود : ” اكتمال العصفور في نصّه الأرجوني “ 2025/06/03
التالى
سابق

د. جوزاف الجميل يقرأ الشيخ نعيم تلحوق : “جسد القصيدة وروح الابداع “

د. جوزاف الجميل يقرأ الشيخ نعيم تلحوق :  “جسد القصيدة وروح الابداع “
منصة: شهرياد الكلام
26/11/2020

    جسد القصيدة وروح الإبداع

    (قراءة في قصيدة الشاعر نعيم تلحوق)

    أرشدتني القصيدةُ

    الى مخدع الجَسَدْ ،

    فتأنيتُ عنّي ،

    ظنَّاً بأنّي ،

    احتمالُ الأبد ْ…

    الشاعر نعيم تلحوق

    القصيدة الومضة..عنوان راود فكري حين قرأت أبيات الشاعر الشهرياد نعيم تلحوق.

    بين الشاعر تلحوق والقصيدة فعل معرفة. ألمْ يقل الشاعر الفرنسي بول كلوديل: الشعر هو الفعل؟ والفعل الأول في حياة الإنسان هو فعل الكينونة المبني على المعرفة.

    أرشدتني القصيدة..فعل ماض يعود إلى الأزل، إلى شجرة معرفة الخير والشر. تناول الإنسان منها تفاحة فعرف أنه عارٍ، واختبأ من وجه الإله. عرف أنه عاشقٌ امرأةً أغرته بالتمرّد، والسعي إلى المعرفة الكلية التي لا يحدّها منع أو زجر.

    فعل أرشد متعدّ لأن القصيدة تعدّت المسموح والممنوع لتسرق النار وتهديها للشاعر في مساره الحياتي. والشاعر هو المتلقي، أسيرُ واقع مفعول به وسط مطرقة الفعل أرشد وسندان الفاعل القصيدة. ضمير متصل تقوده أنويةُ متكلم يعبُر من ذاتيته الضيّقة إلى بحر العالم الذي تحكمه الظلال.

    والقصيدة الفاعل أنثى. فهل تكون رمزا لحواء التي أغرت آدم بأكل الثمرة المحرمة؟

    فعل الإرشاد من جذر رشد، أي أصبح راشدًا، سيد نفسه. فهل هذا ما سعى إليه أبوانا الأولان، حين ارتكبا خطيئة الخروج على قوانين السماء؟ وهل المعرفة المنشودة تتضمن استقلالية معينة في إطار معصية هيولية القرار؟

    أما الفاعل فهو القصيدة. والقصيدة قصد ومآل. فما غاية الشاعر من كتابة الشعر؟ أيكون القصد منه إعلان فعل تحرر أم عبودية لحرف ضاقت به الأهواء فانتحر؟ وأين موقع الشاعر من هداية الكلمة المعلمة القائدة في مدرسة الحياة؟

    ثمة تعدية ثانية لفعل أرشد، بوساطة حرف الجر “إلى”. وهذا الحرف دلالته انتهاء الغاية المكانية. وهذا ما يقودنا إلى تناقض بين الإرشاد وغائيته. فالإرشاد فعل توعية فكرية هدفها التسامي بالإنسان والابتعاد به عن الخطيئة والضلال. ولطالما عدّ الشعراء الجسد رمزا لخطيئة الإنسان، يسير به نحو الهاوية.وإذا بالشاعر التلحوقي يخالف هذه المعادلة، ويحول الجسد إلى فعل خلاص؛ لأنه في مخدع الزواج الشرعي. والمخدع هو حجرة صغيرة للنوم، ومكان للاستتار. كما أنه مشتق من خدع أي استُميل بمظاهر براقة. والجسد هو الخادع والمغري. ذاك الجسد المرتبط بالأغراض والأهواء، كما وصفه الشاعر الجبراني:

    والحب إن قادت الأهواء موكبه

    إلى فراش من الأغراض ينتحر

    ولكن الجسد المقصود في قصيدة الشاعر نعيم تلحوق لم يعد جسدا عاديا، أو جسد أنثى. إنه جسد الشعر، قالب القصيدة الشعري، صياغتها بلا وزن أو قافية، حرة متحررة ومحررة من عبودية القوالب المتحجرة.

    الشاعر الشيخ نعيم تلحوق

    قصيدة تلحوق، جسدانية الصيغة، روحية الزمن. أرشدته إلى حقيقة بنائها ومضة، لُمحا تكفي إشارتُها فلا مطولات ولا حشو ألفاظ وإضافات. وكانت نتيجة الإرشاد التأني والظن أنه بلغ الخلود، في شعره والإبداع.

    بين الجسد والأبد اختلاف وائتلاف، يتقاطع بينهما الظن وخداع الذات. يظن الشاعر أنه، في قصيدته، قد بلغ الكمال والمطلق، وإذا بتفكيره هذا قبض ريح وسراب.وإذا الجسد المستتر في مخدعه كهف تسيطر عليه الظلال. أما التأني فهو نوع من اليقظة التي قال عنها الحديث الشريف:

    الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا.

    أما حرف الجر “عن” المرتبط بالفعل تأنّيت فيحتمل معنى البعد والمجاوزة. أي تجاوز الشاعر ذاته وابتعد عنها كي يصل إلى الظن والتقدير بأنه بلغ  أقصى درجات  الكمال.

    بين أزلية الجسد وأبدية الشعر فيض احتمال. واحتمال الخلود هدف الشاعر ومرتجاه. فهل يكون الجسد جواد الروح؟ وما رسالة الشاعر؟

    رسالة الشاعر كما نستشفها، من هذه القصيدة، هي رسالة معرفة وتأنٍّ وتجاوز. ترشده القصيدة فيعرف حقيقتها المصطفاة، يتأنى في قراءة أسرارها الوجودية والإبداعية، ويتجاوز الذات إلى فهم الخلود، بشكل أعمق وأرقى وأشمل.

    نعيم تلحوق، أيها الشاعر البروميثيوسي، شعلتك وصلتنا، وعقابك آتٍ، لا محالة. ولكنك أديت قسطك للعلى فنم مرتاح الضمير، في مخدع شعرك الحر النمير.


    # د. جوزاف ياغي الجميل

    الناقد الدكتور جوزاف ياغي الجميل
    المقال السابق

    ” ذكرياتي مع فيروز ” / الجزء الثاني / للكاتبة رانية مرعي

    المقالة القادمة

    ” زخات حب في آيات العشق ” للكاتبة زينة جرادي

    اترك تعليقاً إلغاء الرد

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    انضموا إلى أصدقاء الموقع على فيسبوك :

    ميزان الزمان

    محتوى إعلاني:

    ADVERTISEMENT

    ذات صلةمقالات

    الشاعر ناصر حمزة في قصيدةٍ للفنان الراحل محمد علي الخطيب في ذكرى رحيله
    شهرياد الكلام

    الشاعر ناصر حمزة في قصيدةٍ للفنان الراحل محمد علي الخطيب في ذكرى رحيله

    06/05/2025
    مقالة فكرية للفنان الراحل محمد علي الخطيب في ذكرى ميلاده : الدور الريادي للفنانيين والثقافة
    شهرياد الكلام

    مقالة فكرية للفنان الراحل محمد علي الخطيب في ذكرى ميلاده : الدور الريادي للفنانيين والثقافة

    11/03/2025
    “السنوات العجاف” لمحمد خليل، صرخة كاتب في وجه التفاهة والظلم والاستبداد
    شهرياد الكلام

    “السنوات العجاف” لمحمد خليل، صرخة كاتب في وجه التفاهة والظلم والاستبداد

    18/12/2024
     الناقدة أسماء الشرقي :  دلالات الحلول في “ديوان الوجد”   للشاعرة جميلة الماجري
    شهرياد الكلام

     الناقدة أسماء الشرقي : دلالات الحلول في “ديوان الوجد”   للشاعرة جميلة الماجري

    15/11/2024
    د. قصيّ الحسين يقرأ ” السنوات العجاف ” للكاتب محمد خليل : إنها لتجربة في لعنة الزمان والمكان
    شهرياد الكلام

    د. قصيّ الحسين يقرأ ” السنوات العجاف ” للكاتب محمد خليل : إنها لتجربة في لعنة الزمان والمكان

    15/11/2024
    ” شوق ” و ” حوار آحاديّ الجانب ” قصيدتان للشاعرة نجاح داعوق
    شهرياد الكلام

    ” شوق ” و ” حوار آحاديّ الجانب ” قصيدتان للشاعرة نجاح داعوق

    24/08/2024
    المقالة القادمة
    ” زخات حب في آيات العشق ” للكاتبة زينة جرادي

    " زخات حب في آيات العشق " للكاتبة زينة جرادي

    لا نتيجة
    عرض جميع النتائج
    • الصفحة الرئيسية
    • امسيات
    • قصائد
    • شهرياد الكلام
    • ومضات وأدب وجيز
    • حكاية و قصة
    • مسرح
    • للمساهمة في النشر اتصل بنا