أصناف الدلالات (الجزء،الأول)
المقدمة :
في مقالنا الجديد الذي سيكون في جزءين سنحاول الوقوف على ما يسمى الدلالات في بعدها البلاغي وتبين مفهومها النظري والتطبيقي في مستوى اصطلاحية الاستعمال في الواقع الفردي والجماعي أو حتى الأدبي.
عملية الدلالات في الاساس ربط بين طرفين عن طريق محتوى معين وهي إقامة جسر بين منطلق الدلالة ومصبها بواسطة قناة تعبر الفكرة التي ستربط بين طرفي ذلك الجسر
فإن يطأ أحد المارة على مارٍ آخر في ازدحام او يركله بمنكبه غفلة , فذلك حدث طارئ , فهو في مستوى الوقائع في الكون حدث فعلي ليس إلا , وقد لا يكون بعيدا عن الحدث المتمثل في سقوط ثمرة على الارض نضجت او تخمرت , اما ان يخز احد الواقفين في تجمع رفيقه منبها إياه ان الشخص’المنتظر قد حل , فذلك لم يعد مجرد حدث عابر طارئ , وكذلك إذا كان قوم جلوسا والحوار كان جادا ويندفع أحدهم في الكلام فيخشى رفيقه ألا يحسن التصرف فيورط نفسه والحاضرين فيحرك اطراف اصابع رجله بقدمه فذلك حدث غير الحدث الذي’عبر عنه الرجل الاول , وقد يكون الشأن غير هذا وذاك , فيعمد احد الواقفين في جمع بحثا ‘عن انشراح ما , فيخز احد رفاقه تحت أبطه لأنه يعلم انه اذا وخزه تفوه ضرورة بأشياء فذلك أيضا حدث غير عابر..
لذا فعملية الدلالة المقصودة في الكون , هي الحدث الذي يراد منه ان يصل معنى ما من طرف الى آخر , ولذلك سنحاول في الجزء، الموالي التطرق إلى اهم أصناف الدلالات بالاعتماد على أمثلة دقيقة تحدد مفاهيمها النظرية والتطبيقية..
(يتبع)
# (الدكتورة الشاعرة والناقدة مفيدة الجلاصي/ تونس )