( لمناسبة عيد إستقلال لبنان في 22 تشرين الثاني )
كلّ عام وأنت بخير يا وطني
مبارك استقلالك
يا وطن الأرز
مبارك استقلالك
عن أبنائك
مباركة حرية
أشلائك
أيا وطني
الحزين المتربع
فوق كرسيٍّ مدولبٍ
شفاك الله
وعافاك
عذرًا منك يا
وطني
عذرًا لانشغالي عنك
إذ تركتك طفلًا تنمو على أيدي
غرباءَ عن الحكمة
فربّوك على العبوديّة
وأهملوك
وجلدوك حتى
أقعدوك
عذرًا منك يا
وطني
لم أستفد ممّا
تعلّمت
فامتحانات التاريخ
كان همّها أن
أحفظ تواريخ
المعارك وأسماء
الأبطال
فحفظتها ظَهرًا
عن قلب وغفلت
عن الأسباب والنتائج
عذرًا يا وطني
إذ حفظتُ لحن
نشيدك
وأهملتُ حفظ
كلماته
عذرًا يا وطني
لأني بِعتُكَ
بثلاثين من الفضة
في كلّ إنتخابات
حصلت
ورحتُ أصرخُ
وقت الضيق
بريء أنا من دم
هذا الصّدّيق
عذرًا يا وطني
واغفر ذنب
قلمي فلقد
تحشرج صوته
وبُحّت حروفه
وجفّ حلقُ
صراخها
وضاعت نقاطها
في قشِّ الخُطب
الهزيلة وتِبْنِ
البيانات والمقابلات ولجلجة
اللهجات
عذرًا يا وطن
الأرز الذي أصبح
إسمًا دون مسمّى
فأرزك العالي
تغيّرت جيناته
وتقزّم حتّى صار
يشبه قامات
السّلام وهدوء
البال
كلّ عام وأنتَ
بخير يا وطن
السّلام المنشود
يا نبع الشهداء
الّلامحدود
الّذي لا ينضب
“أنا هنا”
ناداك بها “إيليّا أبو ماضي”
من غربته..
وها أنٰذا حفيدته
أردّد لحن صداها
من غربتي
وأنا فوق أرضك
وخارجها
ألا تسمعني؟
لقد ابيضّ شعر
أيّامي
ولا تزال حلمًا
في منامي
كلّ عام وأنتَ
وطني
وحُبّي
وأملي
ورجائي
وروحي التي لا
تفارقني ما دام
جسدي.
# الكاتبة والشاعرة عايدة قزحيا / لبنان