# ينشر موقع ميزان الزمان الأدبي في بيروت الجزء الخامس والأخير من مقالة الناقدة التونسية الدكتورة مفيدة الجلاصي حول “التذوق الإبداعي في النص النقدي” , وجاء فيها :
ان بحثنا في مسألة “التذوق الإبداعي في النقد” إنما هو بحث في “عملية الإبداع النقدي” لأن الناقد يستغل ما لديه من قدرات، عقلية تعكس ما يبذله من جهد خلاق مبدع في تفسير الأعمال الأدبية. وانطلاقا من هذه الصورة الجديدة للإبداع صار بمقدور الناقد
” أن يكون أكثر قربا من المبدع وأكثر فهما لطبيعة عمله وأجرأ على محاسبته عن القدر الكبير من الوعي الذي، يبني، الموهبة و” إطارها” الثقافي الإبداعي ويتدخل من ثم في الصورة الأخيرة للعمل الإبداعي”
(انظر “عصام بهي :الإتجاه النفسي في دراسة الأدب ونقده _ مجلة فصول :اتجاهات النقد العربي الحديث ع. ع 3/4 فيفري 1991 ص 147)
وبهذا يغدو النقد اكثر من قراءة انه
“ليس تفسيرا للنص،أو تاويلا وحسب انه معرفة او هو ابتكار، معرفة جديدة انطلاقا من النص واستنادا اليه” ( انظر أدونيس :خواطر في النقد ص 160 )
وإذا يتبين لنا انه لا انفصال بين النقد والإبداع بل “لم يعد هناك مجال للتمييز بين العمل النقدي والعمل الإبداعي الفني والمعروف ان العمل الإبداعي قد أصبح اليوم عملا نقديا اكثر مما كان في اي وقت مضى كما صار الكتاب والشعراء يشعرون بالحاجة إلى تقديم النظريات عن فنهم والدفاع عن كتاباتهم وشرحها اكثر مما كانوا يفعلون في الماضي “(انظر” محمد زكي العشماوي :بين النقد والإبداع
ص 187)
ان قيمة الأعمال الفنية والأعمال النقدية تبقى رهينة عملية التأمل التذوقي، بما يمتلكه كل من المبدع والناقد من الكفاءة الادبية التي تؤهلهما لتجسيد أفكارهما والتعبير، عن همومهما بحيث لا يمكن أن يكون الطابع الإبداعي للعمل الأدبي مقيدا بمجموعة من المعايير النظرية المسبقة كما أنه لا بد من ان تتسم الممارسة النقدية بطابع تركيبي إبداعي تسمو عن الحدود التحليلية الخالصة وبهذا يصبح النزوع إلى الجمع بين الإبداع والنقد هما عالميا ليس خاصا بأدب معين لأمة معينة بعيدا عن التصور التقليدي اعتبر
“النص الأدبي” فاعلا واعتبر “متقبله” المفعول به وهذا ما تطرق اليه الاستاذ، الباحث “توفيق الزيدي” في معرض حديثه عن “متصور الوقع الأدبي”، فقال “ومن نتائج ذلك ان التصقت، المفعولية بتقبل النصوص، التصاقا جعل المتقبل طرفا” مستهلكا ” غير مشارك في العملية الجمالية وهو امر ظل سائدا لم يراجع إلا في عصرنا هذا” ( انظر “توفيق الزيدي،
جدلية المصطلح والنظرية النقدية
ط 1 1998 ص 45)
غير انه ما أطلق عليه” بالاستهلاك الجمالي” على حد تعبير “توفيق الزيدي لم يعد في عرف النقد الإبداعي ذا أهمية ذلك ان الناقد بما يقدمه من قراءات نقدية للاثار الأدبية يقدم نصوصا لا تخلو هي ذاتها من الإبداع بما لديه من الحس التذوقي وبما تكتسبه من خبرة أو كفاءة أدبية لا تقل في أهميتها الجمالية عن النصوص، الإبداعية التي انكب على تحليلها والتوغل في كوامن أسرارها فيتقبلها، تقبلا إبداعيا،عندما،يخرجها إخراجا،جديدا، بحلة تركيبية ودلالية مغايرة (انظر :حسين الواد “قراءات في مناهج الدراسات الأدبية ، من قراءة النشأة إلى قراءة التقبل ص ص 55 /82)
(الدكتورة الناقدة مفيدة الجلاصي / تونس )
شكرا ميزان الزمان لحفاوتكم بروايتي رصاصة في الروح
شكرا د مفيدة الجلاصي لهذا الاثراء الادبي