كفى بالله عليكم
كفى تخريبًا ببنية الحجر والبشر بحجّة الدّفاع عن الأديان!!!
كفى بالإنسان جهلًا وغباء
حكوماتٍ وشعوبًا!!
لم أتوقّع يومًا أنْ يُصاب البشر
بجنون ال…
وبغباء الموتورين في القرن الواحد والعشرين
بغباء أبناء العصر الحجريّ!!
لم أتوقّع يومًا أنْ يصل الجهل إلى اختلاف أبناء آدم وحوّاء حول أسطورة خلقهم وخالقهم!!
كفى!!
كفى!!!
أعلنها:
صرخة وجع
صرخة ألم
صرخة خيبة
صرخة نهي
صرخة زجرٍ
بوجه كلّ مَن يُذرّي الرّماد في العيون
أُطلقها:
صرخة تحدٍّ لكلّ مَن يدّعي الوعي والفهم وعدم التّعصُب وما في التّعصّب من جهلٍ
صرخة تحدًّ لكلّ مَن يدّعي أنْ العقل سيّد المواقف
وليس هناك مواقف
صرخة تحدٍّ لكلّ مَن يدّعي العلم والمعرفة
صرخة تحدٍّ لكلّ مَن يدّعي عبادة الله ومحبّته.
فالله بريء من كلّ يدٍ تصفع مخلوقه كفًّا
بريء من كلّ يدٍ تحمل سيفًا في وجه مَن دعاه للتعارف والتعاون
بريء من كلّ يدٍ تتلوّث بدم مَن نفخ الله فيه روحًا.
كفى بالإنسان ضياعًا
كفاه أمّيّةً..
أنسفوا الحروف الأبجديّة
فما حاجتنا إليها إنْ لم تكن وسيلة للتفاهم والحوار
أحرقوا الكتب، فما نفعها إنْ لم تكن وسيلة لثقافة وعيٍ
واستقرار
دُكّوا معابد الوثنيّة الّتي حطّمتم هياكلها وتقمّصتم مُثُلَها
فنَمَتْ في نفوسكم هياكل وصروحَ
أكبر وأخطر وأقمتم فيها تُجّارًا..
أيا تجّار العنف كفى
كفاكم عنفًا تتوارثونه باسم الدّين ولا تتورّعون!
واااأسفاه على عُمْرٍ وهبنيه الله فصرفته على مقاعد الدّراسة متعلّمة ومعلّمة وبلحظة رأيتني أقع في الشّكّ بوجود العقل وأطلب فيه بيّنات !!
إنّ الإنسان مخلوق عاقل ناطق!
ناطق؟ نعم..
لا شكّ في ذلك وتبقى كلمة عاقل قيد الدرس..
ها أنذا أبحث عن ماهيّتها في قواميس أفعالكم ومعاجم أدواركم فلا أجدها إلّا تمثيلًا ضوئيًّا ينفث في الظّلام سُمًّا يخنق البشر!! كارثة كبرى ألّا يعي الإنسان أنّ ما يفعله لا يدلّ ولا يشير لا من قريب ولا من بعيد إلى امتلاكه ذرّة عقل أو ذرّة إيمان.
خسارة أنْ أدعوكم إلى محبّة إلهٍ ما عرفتموه قطُّ.
كذب ما تدّعون!
دجلٌ ما تتشدّقون به!
مَن يعرفِ الله
يحبّه ويُطعه في محبّته لأخيه الإنسان بغضّ النّظر عن انتمائه.
يكفي أنّه ينتمي إلى خالقه وهذا لعمري أعظم انتماء.
من يعرفِ الله ويحبّه يحبّ كلّ ما ومَن خلقه بلا نقاش أو جدل.
كيف يمكن أنْ نحبّ الله
ونحن نشكّك به؟
نعم نشكّك به!!
لأننا نشكّك
بمخلوقاته.
أليس اضطهاد
أيّ إنسان على وجه البسيطة
هو احتجاج
واعتراض على حكمة الله في خلقه ؟ وكأنّه بذلك يعاتب ربّه بالقول: “عذرًا إلٰهي لقد أخطأت في خلقِ هذا البشريّ فدعني أهذّبه وأقتله فربّما خلقته على غفلة منك وسقط هذا الأمر سهوًا عنك فدعني أصحّح الخطأ وأنهي حياته وأزهق روحه”
هلّا نعي هذه الحقيقة!!
ألا ندركُ أنّ الكراهية والبغضاء ليستا من صنع الله
ولا من صفاته؟
ما أروعنا
ونحن نزيّن بيوتنا بالآيات
الدّينيّة
ونتباهى
ونتبارى في استظهارها
وننال جوائزَ
على ببّغائيّة حفظها وعن تطبيقها نحن غافلون.
دعوني اليوم أصرخ.. فطبيعة صوتي الهادئة أتعبتني لأنّ صوتي لا يُسمع إلّا في هدأة سكون التّأمّل ومناجاة
الله
لكنّ الضّجيج والمعمعة لم يتوقّفا فاضطُررتُ لتلك الصرخات
الّتي أرجو ألّا تتردّد
أصداؤها في أوديةٍ هجَرَتْها
الأدمغة
أو في آذانٍ
صُمَّتْ أسماعُها
لاعتيادها على صراخ
المظلومين
والمقهورين.
بالله عليكم عن أيّ إيمان تتحدّثون؟!
في أيّ كتاب وردت وثيقة الوكالة الرّسميّة التي أوكلها الله إلى الإنسان
للدفاع عنه؟
أو لمحاسبته؟
ألهذا الحدّ الله
ضعيف مسكين
مظلوم ومن
واجبنا الدّفاع
عنه؟!
أفلا يملك الله آلة حاسبة؟ أولم تصله حضارة التّكنولوجيا
كي يدقّق الحسابات
والإحصاءات؟
كفى هراءً
كفى تمثيلًا
على مسرح السّماء!
أما آن لمسرحيّة
الطّوائف أنْ تنتهي؟!
أفلا نملك إلّا
نبش القبور؟!
في أيّ كتابٍ
ورد السّماح
للإنسان بمحاكمة
أخيه الإنسان؟!
بئس المصير
لشعوب تعيش
شريعة الغاب
في المدينة!
عذرًا منكم يا ساسة
لا أحدَ يحدّثني عن السّياسة
فلا خبرة لي
فيها
ولا أنا من محبّيها
أو محترفيها
بعد أنْ ضلّت
الطّريق
وأصبحت غانية.
فأنا لا أعرفها
لكنّي لا أجهل
هدفها.
هي ما يجب
أن تكون:
عدالة..
حرّية..
إخاء..
لا تهمّني إنْ كانت علمانيّة
أو طائفيّة
ما دامت قيمها
من وحي المحبّة
الإلٰهيّة.
أوليس الأكبر
عقلًا هو الأكثر
تعقّلًا؟
أفلا يوجد مثل
هؤلاء في كوكب الأرض؟
# الكاتبة والشاعرة عايدة قزحيّا / لبنان