“حلم البحر الأخير”
حدث البحر قال:
أنا وصوت الليل…
يدمدم في الارجاء
وصهيل خيل يتناهى
الى المسامع من الأبعاد ..
آت… بلا فرسان …
لا تكبو …ولا تقهر
وذي النجوم ..
ترقب ثورة الأكوان
تتقد في أرواح أنهكتها
رؤية أشباح تتراقص
في فضاء امتد في العتمة..
غاب عنه القمر….
وتلك سفن الغزاة
ما الذي اغرقها؟؟!!
قبعت في القاع….
وما غادرها ربانها
ولا ركابها …..
وذاك وحش يهدر ….
اختطف حورية البحر
اخذها الى اليابسة….
وكالبشرى يطل ذاك الغريب…
يمسك بقيثارة….
يعزف لحنا شجيا
موقعا على الوجع
كالصدى ينبعث…
من تاريخ مضرج
بدماء الكادحين الثائرين
يبشرهم بحلاوة….
لقاء الأجداث مكومة
على صفحاته الباكية
اتراها تؤذن بغياب اخر
وبحنين يلازم
افق الأشواق…..
يهذي بلغة الحمى؟؟
وها الحناجر باتت تئن
في فضاء الفراغ…
كالويل لا يبقي ولا يذر
وها الحقول تعلن
اشتياقها لسنابلها الشامخات ….
في السنين العجاف
اغتالت بذورها….
اعشاب طفيلية…
امتدت في جذورها
سلبتها الحياة…
تحضن الثرى…
ترجو منه وجودا….
على أديم ارض
غدا عقيما اجردا..
هناك تبعثرت احلام
حيث تشظت الاشواق
على الثرى انتثرت …..
فلا حنين ولا لهفة
وبات حلم البحر الأخير
موؤودا في خندق الزمن الغادر
# (الدكتورة الشاعرة والناقدة الجلاصي )