( خاص موقع ” ميزان الزمان ” الأدبي ) :
..كتب الدكتور عماد فغالي ( رئيس منتدى ” لقاء ” في جونية ) مقالة حول نص نشرته الكاتبة آمنة تحت عنوان ” قلبي للبيع ” ..وهنا النص :
قلبي للبيع ..فمن يشتريه؟
للبيع قلب بحالة حرجة..حالة ذهول..قلب لم تتغير دقاته ولم ترتفع بل ما زالت منتظمة كما تربت على الأصول.
قلب طيب بلون ناصع البياض لم يسمح للعتمة ان تتخلله يوما ..
أريد بيع قلبي دون أن يرف لي جفن…..تلقى مني تربية صالحة وعلمته كيف يجعل تربته خصبة ليستقبل كل ورود المحبة التي تمر رغم كل من حاول نثر الشوك فيه.
وعلمته ايضا كيف يحضر خبزه من خميرة الصدق وماء النقاء ودقيق المشاعر الإنسانية النبيلة..
علمته كيف يحرص على ألا يطهو خبزه على نار الغيرة والحسد والكراهية لأن هذه الأخيرة تحرقه.
هكذا ترعرع قلبي على إكسير المحبة والحياة والأمل. لكنه أصيب بالفشل عندما قدم خبزه لمن لا يحفظون النعمة ولا العشرة ولا الخبز والملح.
فصار قلبي الآن في نظري إبنا عاقا لأنه أضل طريقه ولم يطرق إلا باب المراوغين والناكرين.
من يشتري قلبي ؟ أعلم مسبقا نفيكم ولو اعرضه بأبخس الأثمان لأن ما من أحد يشتري قلبًا طيّبًا في زمن يملؤه دهاء الذئاب.
#آمنة محمد ناصر / لبنان
# هنا قراءة د. عماد فغالي لنص الكاتبة ناصر :
أخطأتِ العرضَ…!!
أخطئكِ الطرح آمنة، بوضع قلبكِ قيدَ البيع. هذا قلبٌ من فئةِ النيّرين. جوهرةٌ هو، والدرّ يُحفظ ولا يُعرض، فكيف يُباع؟!
أجدتِ القفلةَ “ما من أحد يشتري قلبًا طيّبًا في زمن يملؤه دهاء الذئاب”، فلا حاجةَ لهم بقلبٍ طيّبٍ، لا يخدمهم في معمعة “دهاء الذئاب”. لن يعرفَ الخداع والحقدَ والسرقة. لكنّه لؤلؤةٌ مضيئة في ظلاماتهم، وهجٌ يتلألأ رغم عفونتهم النتنة…
ما عدّدتِه من صفاتٍ يتحلّى بها قلبكِ، صقلتِه عليها تربيةً تثبّتت نهجًا، تجعلُه عصيًّا على طرحه سلعةً في سوق التجارة.
طبعًا تدركين ما أقصد، وأدركُ أنا دافعكِ إلى تناولكِ القلبَ الطاهر الذي يخفق بين ثناياكِ مادّةً تُشرى. يؤلمكِ القلبُ في عالمٍ لا يشبهكِ. لا يتأقلم مع طبيعةٍ ليس منها. يشكّل لكِ عذابًا لا يُحتمل. إرحلْ عنّي، أتخلّ عنكَ! شيطانٌ أنتَ تؤنّبني، أعيش بين الذئاب، تعيّرني أجول بين سخريات المجتمع الواهي، الضارب في الزيف والخجل…
وما لم تقوليه يا أديبةُ، حتى الذي تتحلّى به القيم، يخشى قلبَكِ، فهو على يقين سيُهديه العثرات في وادي اللاحقيقة…
قلبكِ آمنة، للبيع؟ لا للشراء. هو نجمةٌ في سماءٍ لا ينظرها إلاّ الأنقياء. أخطأتِ العرضَ يا حلوةُ، أكيد. جديرٌ بكِ تعديلٌ، أعلِني: قلبي للحبّ، تطالي النادرين!!
# د. عماد يونس فغالي / جونية / لبنان