# ” خَزَفٌ “
يا لونَ الطِّينِ
مَتى تَأتَلِفُ
يا أيُّها الماءُ الذي يرتجفُ
فَطنٌ كطيرٍ
في مدَى الضَّوءِ
شَجـرٌ وعَن شَجرِهِ يختلفُ
يا وجهَ أُمِّي
في المرايا
حبرٌ تَعرّى كَسَتهُ صُحفُ
وِردُ الغريبِ
إلى منفاهُ
صــــلاةُ غائبٍ يؤمُها وَقْفُ
إن قلتَ يا مـاءُ
مما تغيضُ
أشاحَ وجـهٌ وغضَّ طرفُ
أو قلتَ
يا بحرُ كُنِّي
يفيـضُ على روحِكَ الحَتْفُ
يا أيُّها المَنفيُّ
في الأرضِ
بحرٌ إمـــامك وخَلفَك خلفُ
تَحِنُّ
وفي الحنينِ مَوت
يا تبغَ المسافرِ صِورٌ وتُحَفُ
والماءُ من حولك
رقراقٌ
لامٌ تخـــــونُ كي تذلَّ ألِفُ
كأنَّ قمرًا
تندّى من يدِكَ
أبدٌ بَـــــدا في البُدِّ يَتَصِفُ
ليلُكَ حالكٌ
وحالُكَ ويلٌ
يا ليلَ الغريبِ قمرٌ ونصفُ
ألقَّوا بظلِّكَ
في نارِ حقدٍ
والنارُ لا بأسٌ ولا عَطفُ
وأجفـلوا الطيرَ
في الحقلِ
كانت تَرعى مِلأُها الترفُ
فأين تهربَ
من جرحكَ
يا بحرَ الجراحِ متى تصفو
يا راعِيَ السَّماء
هَبنَا وطَنًا
أبعدَ من ذهولِ مَن وقَفُوا
وسَوِّنا
بعضَ النجومِ تهلك
لعلَّ ظِلًّا ضَلِّ ظِلَّهُ يغفو
لعلَّ قبسًا
من ضوءٍ أخيرٍ
يُضيءُ المـــــاءَ فننكشفُ
ليَذهبَ الموتى
إلى موتِهِم
سعداء بما جاؤوا واقترفوا
يا وجهَ الغيمِ
لمن تأوي
لا طينَ في البَحرِ ينتصفُ
مُدنٌ
على بعضها هوت
ومرَّ من ضلوعها السيفُ
وأخرى
رقصَت على دمِها
يا دمنــــــــا لديهم الخَزَفُ
يا وطني
وأنتَ فِطنتي
وردٌ تهادى في البحر يطفو
إن الغزاة
في شرشف نومك
وثبــــوا على الدم ما أسِفوا
ودمٌ تآمر
على الدمِ سرًا
يا رقصَ الذئــابِ ما أخفوا
نشروك على رمحٍ
يا ويلهم
سبعـــــونَ منفىً وما كفّوا
قتلوك في السرِّ
وفي العلنِ
يا قبحَ من باعوا وانصرفوا
ما لكَ في الأرض
من ناصرٍ
يـــــــا طينًا يقتلهُ الأسفُ
يا أيها الغيابُ
في كائنٍ
ظمـآنُ لكن لستَ تَعترفُ
فامضِ وحيدًا
إلى موتِكَ
مَن قالَ إنَّ في الذلِّ شرفُ
ليسَ يُكرمُ النبيّ
في أرضهِ
والنــــاسُ للطُغاةِ قد هتفوا
فابنِ لهم
نعشًا يليقُ
وبُلْ على نَعشِــهم كي يطفو
# الشاعر ناصر قواسمي / فلسطين / المغرب