عشق ترعرع
عشقٌ ترعرعَ طفلًا في الحشا وُلِدَا
وعانقَ الحبُّ قلبي في الهوى اتّحدا
نما الغرامُ كوردِ الروضِ مبتهجًا
إذا الفؤادُ تغنى بالوصال شدا
وإنْ تلظَّتْ بنيرانٓ النوى كبدي
بين الضلوع هيامي ثار واتَّقدا
وخافقي الصبُّ من خمرِ الصبا ثَمِلٌ
وما إلى راحةٍ من لوعةٍ خَلَدا
قلبي المتيّمُ عند الوصل في جذلٍ
في البعدِ يزدادُ عشقًا كلَّما وجَدَا
لمْ تبرح الروحُ ذكرى من يُعذبها
ولمْ يفارقْ فؤادي شادنًا شردا
إذا ذكرتُ حبيبي مهجتي خفقتْ
وسارعَ النبضُ في الأحشاء ما اتَّأدَا
ما زلتُ أذكرُ بدءَ الوصلِ في شغفٍ
حين الغزالُ تجلى كالصباحِ بدا
وعاجَلَ القلبَ سهمٌ من لواحظهِ
فأتلفَ النفس سحرُ اللحظ والكبدا
ثنى الغزال ببسمٍ كادَ يقتلني
ببسمةِ الثغرِ أوهى الصبرَ والجلدا
غزا الغرامُ شغافي صرت مضطربًا
كغارقٍ في محيطٍ يطلبُ المددا
رقَّ الحبيب لحالي حين أبصرني
دنا وحطَّ على صدري الجريحِ يدَا
فزَّ الفؤادُ من التبريحِ طبَّبهُ
شهدٌ من الثغرِ آلامَ الجوى طردا
لكنَّني اليومَ في بيدِ النوى ظَمِئٌ
أكابدُ الوجدَ في الهجرانِ والكمدا
# الشاعر خالد الشُّرافي – اليمن