الموت
هل مَــرّنا المـوتُ قبل الموتِ
وانصرفا
وقال ماتوا قديماً
بالثرى حَلفــا
هل دقَّ أبوابَنا الحمقى
فما فُتحــتْ
فعادَ للغيبِ لمّا حالنا عرفا
هل مسَّ أحداقنا السكرى بداليةٍ
بنتِ الشياطينِ
لما مسّها ارتجفا
من كثرة الذلَ قد متنــا علانيةً
وصرّخَ الموتُ فينا
ألفَ وا أســـفا
شعب لكثرة ما داسته
كارثةٌ
تكسرت أرضه الخضراء وانخسفا
وَسادهُ اللصُّ والسمسارُ
أزمنةً
وغُيّب الطيبُ المسكينُ والشُّرفا
شرّعت حرفي لهذي الأرض
شـاهدةً
إنْ مرّ فيها حيادُ النسمةِ ارتجفـا
لا يقرأونَ صراخَ القمحِ منكسراً
فوق التراب
فصوت الصادقين غفــا
لا يلمسون هتاف الجرحِ مشتعلاً
في غفوة الفجر
لمّــا جائعاً نزفـا
كلَّ القرابينِ قدمنــا للا أحـدٍ
وكـلُّ ظلمٍ
على أبوابنا وقفـا
متنــا كثيراً كأن الموتَ عانقنا
من أوّل القهر
أبكانا
وما اعترفا
مستسلمونَ كأنْ لا ريحَ تُنهضنا
لصحوة الفجر
لا زنداً
ولا كتفـا
مٌستَملّـكونَ كأنّ الرقَّ
في دمنــا
كأن أسلافنا كانوا هنا خزفا
يا موتُ حدّق طويلاً في ملامحنا
من مات في الذلّ
ترجوهُ الحياةُ ،
كفى …………
# الشاعر عصمت حسان/ رئيس منتدى شواطئ الأدب بشامون الضيعه