# ” إمرأة للفضاءات المزدحمة “:
عندما جاءها الطلقُ
لم تكن قد رتّبتْ يقطينات الصبر على مهدي…
أمي كانت تراود صرارا على سكينتها
وكنت ألتمس طريقا للشمس
في عينيْ غزالة شاردة،
كانت الشمس خلف الجبال تتعثّرُ
في وشاحها
تجمع بياضَ الحليب
و طيفي كان يلاحقها بالقبلات
لكن سنابل بهجتها لم تكن جاهزة للحصاد.
أمي تعلمت كيف تشد الحبل على غارمه
وكيف تجذب ذنبا متروكا لطائر القطا
وكيف تربي الهواجس في رأسه
لتترى..
و تطرقُ الصمت المجفّف على رؤوس أشجار ها
أتخبّط في ثنايا النور ..
تعوي ذئاب الحقيقة
تنهمر الرؤى
أنا أقذف في صمتي بقايا لون،
شاخ في سجن الظلام..
وأفتح نافذة الغد المبين..
لا أقرأ سجل أيامي
قبل أن أكون
و لن أكون
لكنني سأخطّ اسمي على قصص
وأدسّها في شعرها
كي تمتدّ من أقصى المغيب..
إلى الشروق
و يصوّب الطين الرؤوم بهجته
نحوي ..ونحوها
يعمّدني بالطين قبل أن يضع كفنا
على ليلي
ويسكب بشارته عليّ
سأعيد ترتيب أنفاسي
وأستعير من اصفرار الشمس
بعض الضفاف الآمنة
وأوقع على جيدي أهازيجها
وثم أرمي الفراغ المكتظ على شفتيها
ببعض ملامحي
فينكسر الليل
و يمّحي وجه الظلام.
# الشاعرة العامرية سعدالله/ تونس