فيروز الشُطآن وطوب الحيطان .!
هذا الذي تبحث عنه في كل مكان، وتسأل فيروز الشّطآن وطوب الحيطان، هو أيضا ـ لو تدري ـ يبحث عنك ، ولا يحتاج إلى قارئة الفنجان .. إن شككت في “حدوتي” فاسأل قلبك، واسأل روحك .!
وما دامت الأرواح تتلاقى في الصحو والمنام سجل رؤياك إن شئت، ومهما قصر زمن الحلم فإنه سيتحول إلى “فيلم”، قد يفوز ـ مهما كان صاحبه مغمورا ـ بجائزة “الأوسكار”!
وفي بحثك عمن يبحث عنك، أنت لست بحاجة إلى مرشد يسوح بك، مرشدك في داخلك، يأتيك بثه على قناتك واضحا بلا تشويش، مهما ساءت الأحوال الجوية، وأطبقت على مزاجك السحب الركامية وستقول لك روحه : هونها تهون يا صاحبي:
“في بحار تئنّ فيها الرّياحُ
ضاع فيها المجدافُ والملاحُ
كم أذلّ الفراقَ منّا لقاءٌ
كلُّ ليلٍ إذا التقينا صباحُ”
في مرحلة ما قد أغيّر رأيي في شيء ـ أو حتى في كل شيء ـ دون أن أصبح سيئا، فالتغيير ليس سوءا ، منتهى الضعف والسوء ـ أحيانا ـ أن نقاوم الرغبة في التغيير قلت (أحيانا) حتى لا أعمم اختياراتي على سواي ولنكمل الجزء الآخر ـ وهو الأول في الترتيب ـ من هذه الصورة البديعة بجمالها الذي ينفذ بالعين والأذن إلى الروح، عبر شاعرها وقيثارتها التي لا تتشابه على أحد :
“يا حبيبي طاب الهوى ما علينا
لو حملنا الأيامَ في راحتينا
صدفة أهدت الوجودَ إلينا
و أتاحت لقاءنا فالتقينا”
…
مسكون هذا الليل بعينيْ (بيروت) ،
تتناعس مغمضة ساعات في اليوم (بلا نور).
تحلم (بالحب).. ويؤرقها ذكرى كابوس الحرب ..
تعرفها .. تعرفك .. لكن هذا لايكفي مهما طالت في الحقل يداك.. لاتلمس الا أشياءك انت ..
هناك منطقة جزاء ، فلماذا تطرد هذا الإحساس الصادق من وعيك، وتحترف الأخطاء ..؟!
وفي غفلة عن ( الدرك) وحارس الليل، تقول لك ( بيروت) :
“من عز النوم بتسرقني
أهرب لبعيد بتسبقني
ياحبي صرت بآخر ارض
عم امشي وتمشي فيّا الارض
لوينك بعدك لاحقني” ؟!
وتبقى مسافة القرب و البعد تراوح بين الأمس القريب، و بقايا أمل، يتطلع للبعيد .!
# الكاتب والفنان التشكيلي يحيي باجنيد / جدة / المملكة العربية السعودية
جميل … جميل جداً يا صديقي ، تحترف توظيف الكلمة ، ماشاء الله …
” عم امشي وتمشي فيّا الارض
لوينك بعدك لاحقني” ؟!
وتبقى مسافة القرب و البعد تراوح بين الأمس القريب، و بقايا أمل، يتطلع للبعيد .! ”
رائع رائع والله …
اللوحة معبِّرة جداً بألوان تبعث الطمأنينة بهدوء غريب …
بوركت صديقي ودام النبض 🌺