قصيدة “لم يَعُد لك ما تقول”
شعر: ماجد طعمة
أطْلَقتُ كلَّ ما فِي جَعْبَتي
من طيورِ الحُبّ
أعطَيْتُ كلَّ ما فِي القَلبْ
لمْ يَبْقَ مِنه سوى القَليلْ
ونظَمْتُ قَصائِدي
زيّنتُها بالقلوبِ وبالورودْ
وأقَمْتُ لها سُرادِقَ مِن نَخِيلْ
لكِنّهم قالوا خَسِئتْ
الآنَ فلتَصمُتْ
لمْ يعُدْ لكَ ما تَقولْ
أحْلامُكَ الحَمْقاءُ خَبّئْها
كلِماتُكَ البَلهاءُ مَزِّقْها
واتْرُكْ لِغَيرِكَ أنْ يَصولَ
وأنْ يَجولْ
ولْتَقطَع حَبائِلَ صَوتِكَ المَجنونْ
لا مَجالَ هُنا سوى للثَرْثَراتْ
مَزّق قصَائِدَكَ السّخِيفَةَ
وأَلْقِها فِي سِلالِ المُهْمَلاتْ
ولْتَحْتفِظ بما لدَيْكَ مِن الأمانِي
ومِن صُنوفِ الذّكرَياتْ
فأنتَ سَتَنتَهِي على رَصِيفِ العُمْرِ
مجْنونًا وقَوّالًا هَزِيلْ
أو تَنتَهي تِمثَالَ شَمْعٍ فِي المَتاحِفْ
يَزورُهُ السيَّاحُ.. يَتأمّلون مَلامِحَ وَجهِكْ
شَكْلَ عَيْنَيكْ.. أُذُنَيْكَ.. كَفّيْكَ
وليْسَ فِكْرَكْ
وأحْرِقْ دَواوِينَ العَرَبْ
وكْلّ أصْنافِ الأدَبْ
العَصْرُ الآنَ عَصْرُ أبِي لَهَبْ
لِلسّارِقِين المارِقِينْ
لِلتُّجارِ والفُجّارِ وَلِمَن نَهَبْ
والوَقْتُ لِلحَاناتِ والبَاراتِ ولِلْعُلَبْ
فَاتْرُكْ أساطِينَ الطَرَبْ
فليعذُرنِي كُلُّ كُتّاب القَصائِدِ
وكُلُّ صُنّاعِ الجَرائِد
كُلُّ نُسّاكَ المَعابِدْ
الوَقْتُ ليْسَ لَكُمْ
فَلْتَصْمُتوا
الوَقْتُ لِلثَرَواتِ يَجْنِيها الطُّغاةْ
مِن دونِ جُهْدٍ أو تَعَبْ
الوَقْتُ الآنَ لِلمَباخِرِ فِي قُصورِ العُهْرِ
لِمَنْ يَتَّكَئونَ عَلى الوَسائِدِ والذَهَبْ
الوَقْتُ للأمْوالِ نُغْدِقُها
عَلى أقْدامِ غانِيَةٍ لَعوبْ
وَعَلى نُهودٍ مِن خَشَبْ
الوَقْتُ الآنَ للمآدِبِ والمَوائِدْ
ولَنا نَحنُ الحُفاةْ.. نَحنُ العُراةْ
فُتاتُ ما ترَكوا.. وكُلُّ أشْكالُ الغَضَبْ
24/4/2020