…ينشر موقع ” ميزان الزمان ” الأدبي 3 مقاطع من نصوص الكاتب. القصصية و الروائية ميسون زهرة رشيد :
ويح شهرزاد أخفقت!
أفق ملفوف على خاصرة من لؤلؤ يرقص على أنغام الموج المتشقلب فرحًا على رمالٍ ذهبية! تلك مقدمة لقصة سأحكيها عن فاتنة عربية!
هي فتاة مَدَنية لأم ريفية أورثتها صلابة و حنيّة و لوالد بحّار سفينته “أرزية” زار كل البلاد الشرقية و الغربية و شرب من مياهها و بث الخليط في خريطتها الجينية. عيناها خضراوان يتجذر فيهما زيتون الأمل شجرًا دائم الخضرة نديّا. ولها أياد كثيرة كثيرة، أياد مطاطية تصل للمحتاج مهما عنها نأى لا تخطئه كالأجهزة الذكيّة، بها تسلّم و تدواي و تواسي و تدفع و تدافع و تسقي و تعطي. فتاة كريمة أصيلة شجاعة، قلبها وضّاء يشع على الكون كله كأن الشمس أعطته سرها وإشراقها ساعة الصبحيّة. قوية تروض الريح الهوجاء حين تعصف بها بحرفيّة، فما جاءت الريح يومًا إليها ثائرة غاضبة إلّا و أناختها بنظرتها الزمردية. فتاة مستقلة ليست اتكاليّة فأمها كما ذكرت آنفًا ريفية علمتها الحِرَف و أساليب البقاء أيان ضنك الظروف المعيشيّة! في الحقيقة، لأوفّيَ وصفها أحتاج كل الكلام المنمّق التي تُحيْكُه الأبجدية. فسأختصر كل الوصف بذكر اسمها الفخيم ذي المعاني الجلية. هو بيروت. بيروت [(ب) باب (ي) يا لجماله (ر) روى على (و)وجنات ألواحه (ت) تاريخ عبور قوافل البشرية]!
بيروتنا صبيّة، لا تشيخ هي يافعة أبدًا وضّاءة حيوية. إن لوحظ الآن على ملامحها شحوب فما ذاك إلا لأنها أرخت ستارًا لتضع بعض اللمسات التجميلية، لتعود بِطَلّةٍ كطلة الربيع بهية!
عجبًا لشهرزاد كيف تاه عنها أن تحكي لشهريار عن بيروت؟! لو أنها فعلت لوفرت على نفسها عناء ٩٩٩ ليلة قضتها تلوك الكلام قصصًا خرافية و كل ذاك السهر المضني و جعلته يتوق إلى النوم باكرًا كل ليلة كي تحمله الأحلام ليرتمي بأحضان بيروت على الشواطئ الفيروزية و لكانت أمِنت على نفسها من الموت بقصة واحدة كفلت تربعها على عرش قلبه ملكة استثنائية!
بيروتنا سلاما لعناقيد هيبتك المتدليّة…
-2-
#خريطة_طريق
هل شهوة تحقيق المراد تدفع المرء قدماً بعشوائية دون الانتباه إلى نوع الطريق التي يسلك؟ وهل تداخل الأحلام فوضى أم حماس؟ في فوران الألوان والأماني يتخلى كل جزء عن كينونيته فيؤثر بالآخر الملتصق ويتأثر به ناسجا في النهاية بساطاً ملوناً لا تملك أن تتبع اللون من أوله إلى آخره. هو في كومة القبضة يفور ويمتزج وينحل كقرص الڤيتامين في الماء فلا تعود تراه كمًّا بل ترى لونه وتتذوق طعمه الغريب. للحلم قامة عملاق عجيب الطول وأذنا فيل ورقبة زرافة ويدا كنغر قصيرتان جدا تجهد لتدركهما.
ابدأ من الأذنين. ناده. تصل لليدين، وعُم في بحر موجود غير مصطنع لتدركه وإن سبُرت أغواره يرفعك للسطح بخفة لترى صخرة ترتاح عليها. لا تبنِ الحلم على جزيرة أنتَ تنقطُ لها على الخريطة قد لا تنتبه أنك تنقط في الفراغ فتجهد بلا طائل…!
-3-
#اعرف_روحك!
#انكسارات_الغياب #
كيف تعرف انك مسكون بروح تجانست وروحك؟
عندما تصحو في الصباح وترمي قهوتك لتعدّل مزاجك بصوته هذا الساكن فقط، ويتعدّل!
عندما تحبسك كلماته في دائرة ضوء محدودة جداً تمنع عنك رؤية ما بعدها فتراها هي عالماً فسيحاً رحباً وبها تكتفي!
عندما تتسمر أمام الوهم تحتسي من اكوابه رشفات مبللة تقنع نفسك انها ماء وبها وترتوي!
عندما تغريك العتمة والعزلة لتأنس بضيف روحك ومعه تختلي
عندما تصير الى الريح اقرب وتكسر ابواب الهوى لتستقبل غيمه وتنتشي…
# الكاتبة ميسون زهرة رشيد / صيدا / لبنان