# مقالة بقلم الكاتبة إيمان عبد الملك :
لبنان يتخبط وسط الانهيار والانفجار!!!!
التدهور الاقتصادي الذي ألّم بلبنان نتيجة الترسبات السياسية والهدر والفساد على مدى ثلاثين سنة ،انعكس سلبا” على المجتمع وتأثر بها المواطن فيما زاد عليه الحصار الاقتصادي الذي فرض على البلد والتلاعب المتعمد بسعر صرف الدولار وحجر اموال المودعين في المصارف والذي أدى الى الضائقة الاقتصادية وارتفاع جنوني في اسعار المواد الغذائية والأولية حتى وصلنا الى الانهيار، كما زادت جائحة كورونا الخناق على البلد حيث توقفت السياحة وأفلست من بعدها العديد من المؤسسات وأقفلت الفنادق والمطاعم والنوادي الليلية حتى اتت الضربة القاضية جراء حريق وانفجار المرفأ وهو المرفق الحيوي للتجارة في بيروت عداك عن المآسي الذي تركها من دمار وخسائر بشرية ومادية ،نتج عنها استقالة الحكومة التي لم ترَ النور ولم يسعها أن تحقق أي من الاهداف التي رسمتها للبلاد.
بعد الحادثة التي هزت بيروت ,وكادت أن تدمر العاصمة بأكملها بدأت المساعدات تتدفق على لبنان من جميع اصقاع الارض لمساعدة المنكوبين من مواد طبية وعينات غذائية ومواد بناء الى هبات نفطية ، وصلت هذه المساعدات للجمعيات الكبرى وبعض مؤسسات المجتمع المدني نظرا” لانعدام الثقة بالدولة ومؤسساتها التي اوصلت البلاد الى الافلاس، فما كان منا الا أن وقعنا مجددا” بين براثن قراصنة المال وناهبي الهبات الذين سجلوا تلك المساعدات باسماء وهمية تحضيرا لسرقتها، ومع انعدام المصداقية في التعاطي مع المتضررين ظهرت المحسوبيات وانعدم الانتظام بتوزيع الحصص حيث حرمت شريحة كبيرة من المنكوبين من الاستفادة منها وهذا ما دفع بأخوتهم في الوطن الى الاسراع لمساعدتهم وتخفيف العبء عليهم بما استطاعوا ، أما أصحاب الجمعيات والمؤسسات المؤتمنين على الهبات فبدؤوا بتكديس الأموال أو تهريبها الى حساباتهم بالخارج كما فعل السياسيون قبلهم دون الالتفات لمآسي الناس وآلامها.
خلال السنوات الماضية سجل معدّل المستوى المعيشي في لبنان أدنى مستوياته ،واليوم نجد أن هناك ضائقة اقتصادية وأزمة معيشية على مستوى كل لبنان وقد طالت هذه الضائقة العائلات الميسورة التي بدأت تشكو من عدم قدرتها على تأمين متطلباتها الأساسية خاصة ونحن على ابواب سنة دراسية جديدة مما جعلنا نتساءل هل باستطاعة المدارس اللبنانية الرسمية والخاصة استيعاب هذا الكم من التلاميذ، فيما المدارس الخاصة تعاني من الخسارة وقسم كبير منها على مشارف الإغلاق بسبب الأزمة المالية حتى أصبح الأمر يدعو للقلق خاصة ان هناك أسر لديها أطفال وهي الأكثر فقراً وبحاجة للتعليم وتحسين اوضاعهم الاقتصادية والمعيشية