# ( الحكاية المنشورة كتبت حصرياً لموقع ” ميزان الزمان ” وهي من تأليف الكاتبة جمانة السبلاني )
..مع الجزء 41 من حكاية ” أناي ” يختم موقع ” ميزان الزمان ” هذه السلسلة للكاتبة اللبنانية جمانة السبلاني , على أمل أن تبدأ كتابة حكاية جديدة نعدكم بنشرها في القريب العاجل ..هنا الجزء الأخير من الحكاية :
أنا” الجميع ..
بعدما قررت أنه لا يمكنها الاستمرار باستفزاز المرأة بي ، ولا يجب أن أُمكِّنَها منّي من جديد ، جاءت فكرة السّفر ..
سأسافر …
فالسّفر لا يجعل عالمي أصغر بل يُمدِّدهُ ويجعله يتّسِع ، هكذا تزيد روحي ثراءً وربما تخرج من قوقعتها التي لازمتها لنصف قرن …
رأيتُني أُسافِر والرّيح تقتلعُ عطري مِن صَمَّاءِ صمتي ، تنشُرُ عبيري ، تشْحذُ الفراشات النائمة في داخلي ، تُطلِقُها ، ثم
تنثني علَيَّ كقُبلَةٍ أولى لِلنُّور ، تقطُفُني من غصنٍ انحنى ظهرُهُ لِثِقلِ حِملِه ..
أنا .. أناي .. شخصيتان من خلفيتين اجتماعيتين مختلفتين ، لصورةٍ واحدة في جسدٍ واحد ،
ولكن لطالما عكست مرآتي وجهيَ الآخر …
حين اكتشفتُ وجودها ، لم يكن هدفي تعذيبها كما قد يتوقع الجميع، بل لأستنير بها .. ولم أفكر أبداً أن أجعل حياتها هي أيضاً نوعاً آخر من العذاب ، من الفراغ المُستَفِز …
فاجأتني مرّة كعادتها بسؤال :” ماذا لو جلستِ لفترة طويلة من عمرك في غرفة فارغة لا يوجد فيها إلا طعامك، لا شيء تفعلينه، أو شخص تحدثينه، أو أي طريقة لقضاء الوقت دون أن يخالطك الجنون ؟ ”
وأردفت قائلة قبل أن أُجيب :” لقد حفظتك ككِتابٍ، عن ظهر قلب لكثرة الملل الذي كان يحيط بي .. ” ، لقد جمعت الأقدار بيننا في مباراة تاريخية، قد تنتهي نهاية غير متوقعة …
أمام هذا الكلام ، أخبرتُها كم أتمنى أن أبني جِسراً بيننا ، جسراً تمتدُ عُراهُ إالى اللانهاية إلى الأمَد ، إلى الأبد ، إلى مشاعر صادقة تربُطُ الضِّفَّتَين ..
عند ذلك ، حدث أمرٌ غير مُتَوَقّع . تحطّمت المرآة .. وإذ بها تَمُدُّ جسراً نحو الضّوء ، بمحاولةٍ أخيرةٍ لإشعالِه وجَرِّهِ نحو العَتمة ..
كانت كأنها تبحث لها عن ملاذٍ ما ، عن أملٍ تائه ، عن أنسَنَةِ وُجودِها ، عن ناحيةٍ جميلةٍ في سراديبِ كل المداعبات والإشارات والتهويمات التي اختبَرَتها وهي قابِعة في قوقعتِها تلك ..
“أناي”..
يا أسراري .. يا تعاستي .. يا نجاحي .. يا طِفليَ غير المُتَوقّع .. يا روعة الحياة .. يا خَشية الموت .. يا خُبُراتي وجُمَلي .. يا جُسوريَ الممتَدَّة نحو الأزل .. يا روحيَ التائهة ..
ما زلت أبحث عنكِ و عن تلك الجملة التي سأُنهي فيها صراعي معكِ .. هل ستكونُ شغفاً .. صبراً .. حُزناً .. فرحاً .. أم أجنِحَة فراشةٍ كُنتُها يَوماً حين خرجتُ من “كوكّونَتي ” ؟؟
أخبرُكِ وكُلّي أمل أنّهُ قد جاء دور الفَكِّ والتّركيبِ والتّحوير والتّشذيب كي يتوقّف التّعقيد و تشَظّي الأحداث والحفر والتّنقيب في دهاليز روحنا ، أنتِ وأنا …
غاليَتي .. ” أناي ” ..
لقد تخطّيتِني حتى صِرتِ أناهُ ، أناها ، أناهُم ، أنا الجميع …
إلا أنا …
# ( الكاتبة جمانة السبلاني / البقاع / لبنان )
جمال وإبداع
روعة🌹🌹🌹
الجمال والأناقة والابداع خلق لك صديقتي ❤️
رائعة اتمنى لك التوفيق
لقد جمعت الأقدار بيننا في مباراة تاريخية، قد تنتهي نهاية غير متوقعة …
رائعة السرد، ف”أناي” بتجاذباتها وتناقضاتها وكل تفاصيل الحكاية تحكي داخل كلّ منّا، فهي فعلاً “أنا الجميع”.
أتمنى لكِ كل التوفيق، وعلى أمل البداية بحكاية جديدة على مستوى “أناي” وأجمل🌹🌹
روعة القلم وإبداع الفكر
كلما اعدت القراءة اكتشف الجمال المختبيء بين السطور فاشعر بنكهة الكلمةوعبيرها الفواح .
شكرا للكاتبة وفي انتظار الجديد انشالله