بيروت !!
لم تكن بحاجة لأن تغوص في أعماق البحر، لترى بقايا الشّعَاب المرجانية المتكسّرة بعد أن قذفتها عاصفة هوجاء، واستقرت في قعر لا يتجاوز عمقه نصف المتر. بدت لها وكأنها مدينة قصفت ودمرت بالكامل، لونها الرمادي يشبه المدن المهدّمة والمهجورة، لا حياة فيها. ما كانت تسمع في رهبة السكون، سوى دقات قلوب وأنفاس متقطعة في وسط وشاح لا يعرفه سوى الغربان، يعيدها يوميا إلى مشاهد الموت والدمار.. نعوش حُفرت عليها أسماء من عمر براعم الورود، ورُفعت على الأكف، يُرقّصونها ويدورون بها في دائرة سكرى، والورود تتناثر من كل الجهات على الرؤوس، لتفرش الأرض بوشاح بلون دمائهم، في عرس جماعي زُف في وسط صوت طبول وأنين وصراخ وبكاء يشبه بكاء السماء.. تمضي الحياة من جديد ويذهب الجميع في سبيله، لتبقى طعنات الخناجر تنزف ألما في القلوب، وأمهات تجلسن على حافة القبور، تسقين من دموعهن ورودها في وسط ورود جفّت من سنين، وكأن الموت أصبح عنوانا لللؤلؤة الشرق. كلها من صنع البشر، نعم، الحرب والكره، والحسد والموت المُتعمّد كلها من صنع البشر.. كم أنت حزين يا وطني وكم تفتقد إلى السلام والمحبة..
# الكاتبة الروائية لونا قصير / شمال لبنان
This is my first time visit at here and i am in fact impressed to read everthing at single place. https://alluwant.life/nhung-thong-tin-cuc-ky-huu-ich-ve-website-chuan-seo-ban-khong-nen-bo-qua/