زينة جرادي
شعر
خربشات امرأة
في غربتي ..
حقائبُ وُضِّبت فيها الوجوه ..
رُصَّت على أرصفتها حِزَمُ الاشتياق ..
أدمعَ موسمُ الخريفِ هجرًا ..
طاب على دواليها العناق ..
في غربتي..
رغبةُ امرأةٍ باتت عذريةُ مشاعرها مستباحة ..
مزّقت الغصّةُ رداءها..
عرّتها حتى كشفت خبايا جسدِها ..
صارت برفةِ عينٍ ..
امرأةُ العبورِ إلى الرذيلة ..
في غربتي ..
طلامسُ و شعوذاتٌ وأحجبةُ سحرٍ ..
بخورٌ أسودُ وحكاياتٌ مشوقةٌ للجن ..
كتاباتٌ بلا حروفٍ ولا معانٍ ..
وأشكالٌ باطنيةٌ من الجن تؤنسُ ذاكرتي ..
يا سيدَ الجنِّ أنا مليكتُكَ الليلةَ ..
لك مني الطاعةُ في كأسٍ من التمرّدِ..
لك مني ضفائري الشقراء ..
وبياضُ البياضِ على كفّي ..
في عُرفِ المنجمينَ والبصّارين تُولد الحكايا ..
من طينِ الخرافات أو الأوهام ..
إنما في فَلكِ هواكَ ..
قداسةُ التنجيمِ دومًا على مذبحِ النفاقِ..
أنا تعريّتُ كليًّا من عواطفي ..
وتحجبتُ بمنديلٍ شفّافٍ..
سرحتُ بينَ خطوطِ تجاعيدِ روحِكَ..
مثلَ القطيعِ السارحِ مع الراعي ..
طويتُ ما بيَ على بحةِ نايٍ ..
ورضيتُ أن أكونَ هذه الليلةَ جاريةً في بلاطِ حروفِكَ ..
باحثةً عن لغةٍ لم يقرأها يومًا بشر ..
ولا أحاطَها بيانٌ وبلاغةٌ ..
أن أكونَ كتاباتٍ من ظلالِ حروفٍ ..
رقصَ فيها الجنُّ أروعَ الرقصاتِ ..
في غربتي ..
أشياءُ لا يُسمحُ البوحُ بها ..
لا يعتنقُها غُفرانٌ ولا صلاةٌ ولا إيمان ..
أشياءُ لا تبررُ خَطايانا ..
إنما هيَ مَطْهَراً للذنوبِ ..
ليسَ كلُّ ما يُكتب يُقرأ ..
أحيانًا يكونُ المعنى مُستتِرًا بينَ السطورِ .
# الكاتبة زينة جرادي / لبنان