…” بيروت …يا صديقتي ” عنوان القصيدة التي كتبتها الشاعرة والإعلامية دينا خياط ( خاص لموقع ” ميزان الزمان ” ) وذلك بعد الدمار الكبير الذي شهدته العاصمة جراء الإنفجار في إهراءات مرفأ بيروت بتاريخ 4/ 8/ 2020..هنا القصيدة :
بيروت يا صديقتي
تُرى بأي معطفٍ سألتقي بك
هذا الشتاء ..
هل ستعبرين خريفَك دون وجع ..
وقد غطت أوراقُك الصفراءُ الشوارعَ ..
وألقت بلونِها ..
على القلوبِ المتسكعةِ في حواريك الضيقة ..
وشوارعِك المكتظةِ بدمارٍ من نار ..
تُرى كيف سيكون يومُك ؟
صمتٌ .. وجعٌ ..
ترقّبٌ .. أو خوف ؟!
أو إنتظارّ لمجهول ..
بيروت يا صديقتي ..
كسرَني حالُك ..
وجهُكِ ما عادَ فتيّاً ..
رسمَتْ عليه الحروبُ بشاعةَ مرتكبيها ..
معالمُك بعثروها بحقدهم ..
ما عدتِ تلك الممتشقةُ فرحاً ..
غرّبَك الأنين ..
أضحيتِ مدينةَ الحنين ..
وبقينا نحبك ..
نتمسك بك و بأهداب الأمل ..
نتشارك معك الموتَ والحياة ..
ولو عاندتك الأوجاع ..
ما زلتِ في القلبِ تسكُنين..
بيروت يا صديقتي ..
لا أعرف وجهَ الشبهِ بيننا ..
أسكنُكِ أم تسكنيني ..
نتشابه في التوهج والانكسار ..
ونتنافر في الجَلَدِ والصبر ..
أيتها العروسُ الدائمة ..
الرافلةُ بثوبِ التجدّد والحياة ..
يا صديقتي ..
لا تصدقي أنَّ هناك شبهاً بيننا ..
كلُّ ما في الأمر أنني أحاول التشبُّه بك ..
بعنفوانك .. بصمودك ..
بتحدّيك لكل من يحاول العبثَ بروحك ..
بيروت يا صديقتي ..
إنهضي وقاومي جرحَك
كما عهدناك طائر فينيق ..
عصيّةً على الموت ..
إفرحي يا نسراً محلقاً
فوقَ الجروحِ والدمارِ والنار ..
حلّقي .. وخُذي بيدي
علّني أصبح يوماً مثلكَ
قويةً على الغاصبين والأعداء .
#الشاعرة والإعلامية دينا خياط / بيروت / لبنان
تنطلق الشاعرة من فكرة تشبيه بيروت المنكوبة بصديقتها ، تواسيها ، تدللها ، ترسم معالمها الجميلة بين التوهج والانكسار ، ثم تقترب من مدينتها أكثر وأكثر لتجسد وتمزج معاناتها الذاتية مع معاناة الرافلة بثوب التجدد والحياة ، محاولة البحث عن اوجه التشابه في فكرة الصمود والتحدي لمن يحاول العبث بالروح ( عبارة الروح هنا تجعل من المدينة كائنا بشريا ، لذلك وصفت المدينة بالصديقة ) ، وتتابع الشاعرة قصيدتها لتدخل ألى روح الكائن / المدينة ، فتندمج معه ويصيران شخصا واحدا لتدعوه في الختام إلى أن تأخذ المدينة بيدها لتصير قوية مثلها لتفرح كنسر يحلق فوق الجروح .
قصيدة متميزة ومتفردة في بلسمة جراح بيروت وفي التحفيز على النهوض كطائر الفينيق الذي انتفض من بين الرماد .
أحبائي
ابنتنا الشاعرة المتألقة تبكي على بيروت وفي ذات الوقت تحثها على المقاومة
كل محبي بيروت بصدق يفعلون كل ما بيدهم حتى لو كان الدعاء فقط لتظل سفينتها عائمة
أحبائي
دعوة محبة
أدعو سيادتكم إلى حسن التعليق وآدابه..واحترام بعضنا البعض
ونشر ثقافة الحب والخير والجمال والتسامح والعطاء بيننا في الأرض
نشر هذه الثقافة بين كافة البشر هو على الأسوياء الأنقياء واجب وفرض
جمال بركات….رئيس مركز ثقافة الألفية الثالثة