أناي _ الجزء 40 _
مشاعر متناقِضة ..
وكتبتُني هناك ، في زاوية النّسيان ..
هل كتَبتُ نهايَتي ؟
ماذا أحمِلُ معي غير ظِلالي أو بعض ذاكِرَتي ؟
أحتاجُ أن يحتضِنَني أحدهم ، أن أبوحَ له بصمتٍ وأدَعَ كلّ ما بداخلي يُترجَمُ بالبُكاء ..
أبكي …
حتى يتَساقط حُزني من قلبي ، و يُصيب القلق ألَمي ، وأشعر بالاكتِفاء وأكون النجمة الوحيدة في سمائه ، أكون كلّ الكَون ، أحِبُّه أكثر مِمّا أحِبُّ نَفسي …
تجاهلتُ حاجَتي ، كعادَتي .. لكنني لم أستطِع أن أغُضَّ الطَّرف عمّا يجري . إنها أحداثٌ تثير مشاعر متناقضة لدى الطّرفين ، ” أنا ” و” أناي ” و تجعل من الأحكام المُسبَقة سيدة الموقف ، والدفَّة التي توجِّه النظرة للآخر، فتقف حجر عثرة في طريق التّفاهم …
كنوز روحي أو بعضها …
لو عدتُ بالزّمن إلى الماضي غير البعيد لوجدتُني في وضعٍ مختلفٍ تماماً ، لوجدتُها ، وربّما ، لا …
كُنوزٌ ، لم يكن لدي القدرة على أن أُحصيها . لقد كنتُ أركُنُ إليها ، أحدِّثها وأرُدّ ، كنت أقوم بالدّورين معاً …
كلُّ ما فِيَّ كان يرنو إليها، وكلُّ ما فيها كان يرنو إلَيَّ …
كانت مرآتي التي تعكُسُني بالحزن الذي أشتهي ، بالحسرة التي تلازم روحي ، بالأسف على تفاصيلي التي لم أكن أعلم بوجودها ، في حينه ..
.. لا أذكر سبب خروجها من تلك المرآة . هل شعرت بطعم الحُرّيّة وصار جسدي سجناً لها ؟
لقد كانت مرآتي بكل معنى الكلمة ومصدر الإشعاع والمنقذ الدّائم لي…
حينَ صَمتٍ ..
كانت متفوِّقَةً بأشواط .. تركت وراءها آثاراً
لم ينقصها إلا بعضُ غبار من ماضِيَّ الأسود …
معاً ! قطعنا شوطاً بعيداً في فن الإصغاء ، وآلاف الأشياء كانت توقِظُ فينا هذه الرّوح ، وبعنايةٍ كبيرة …
هي أصدق مرآة للبِذرةِ التي نبتت وكبُرَت في داخلي . هي وِجداني وتفكيري وشخصيتي وثقافتي وأخلاقي وديني وتمَرُّدي …
كُنّا وِحدَة متكاملة ، سلسلة متصلة لخارطة
جَوارحي ، تعبيراً خاصّاً عن ضميري ، حضارةً قائمةً بحد ذاتها ، ولها ما لها من أفكارها الخاصة بها ، على أن كل الحضارات هي عبارة عن سلسلة متصلة تشد جميع الشعوب بعضها إلى بعض ، كيف بنا ونحن نسكن جسداً واحداً وذات الدِّماء تجري في عُروقِنا …
ومع ذلك ، كنا دائمي التّأرجُح بين صُعود وهُبوط أبدِيَّين ، وسنبقى …
حاولتُ الوصول إلى جوهرنا معاً ، ولا زلت أحاول … تعمّقتُ أكثر لَعلَّني أجد صورة ما ، قالَباً يجمعنا ، يُمثِّلُنا …
للوهلة ، لمحتُ أول شرارة انبثَقت
بريقاً خافِتاً ما لبث أن غمر حياتي بأكملها ، لم يكن للتّسلية والتّرفيه ، بل سعيٌ حثيثٌ وراء السّعادة والتَّحرُّر …
تُطورتُ وازدادَت آفاقي إلى أن وصلت إلى النقطة الحاسمة ..
الإصغاء …
لقد كان عليَّ أن أستمع إليها ، أن أَترجِم كلّ ألسُنِها ، فهي تُتقِنُ كل اللُّغات إلّا لغة الحبّ ، كانت تحاول تحويرها بسُخرية مفتعلَة إلى أشياء طريفة ذات مغزى غير مألوف لتشحذ بها فكرها الغريب ..
لا يمكنها الاستمرار باستفزاز المرأة بي ، لا يجب أن أُمكِّنَها منّي من جديد ..
هل أُنهي الصراع وأقطع ذاك الشِّريان، أنتزِعُه من داخلي ؟ أم أصبر قليلاً بعد ، ماذا تقترحون ؟؟؟
#الكاتبة والشاعرة جمانة السبلاني / البقاع / لبنان
Anai” – Part 40 – by Jumana Al Seblani (Contradictory Feelings)
In the story of “my own”
Part 40 _
Contradictory feelings ..
And you wrote me there, in oblivion…
Did I write my ending?
What do I carry with me other than my shadows or some of my memory?
I need someone to hug me, to reveal to him silently and let everything inside of me be translated into tears ..
To cry …
Until my sorrow falls from my heart, anxiety strikes my pain, feel satisfied and be the only star in his sky, be his whole universe, love him more than I love myself …
I ignored my need, as usual .. but I couldn’t turn a blind eye to what was going on…
They weren’t events that provoke contradictory feelings on both sides, “I” and “I” and make prejudices the master of the situation, and the rudder that directs the gaze to the other, thus standing as a stumbling block in the way of understanding …
My spiritual treasures, or some of them …
If I went back in time to the not-so-distant past, I would have found me in a completely different situation, I would have found them, and perhaps, no …
Treasures, I didn’t have the ability to count.
I used to bow to “her”, talk to and to respond. I used to do both roles, together …
Everything in me was yearning for her, and everything in her yearned for me …
It was my mirror that reflected me with the sadness that I desired, the sorrow that haunted my soul, with regret for my details that I didn’t know existed at that time ..
I can’t remember why she came out of that mirror..
Did she feel the taste of freedom and my body became its prison?
It was my mirror in every sense of the word, the source of radiation, and my permanent savior …
While silence ..
She was so superior .. She left so many traces , and the only thing missing was some dust from my black past …
Together! We have come a long way in the art of listening, and thousands of things have awakened this spirit in us, with great care …
She is the truest mirror of the seed that has grown and grown in me. She is my sentiment, my thinking, my personality, my culture, my morals, my religion, my rebellion …
We were an integral unit, a continuum of a map ..
My soul , a special expression of my conscience, a civilization that exists in itself, and has its own ideas, on the understanding that all civilizations are a continuum that connects all peoples to each other, how do we when we inhabit one body with the same blood running in our veins …
Nevertheless, we were always swinging between eternal ups and downs, and we will remain …
I tried to reach our essence together, and I am still trying …
I went deeper, hoping to find an image, a template that brings us together, that represents us …
At once, I noticed the first spark that came out , a faint sparkle that soon overwhelmed my entire life, not for fun ir entertainment, but rather a relentless pursuit of happiness and liberation …
I developed and increased my horizons until I reached the crucial point ..
Listening …
I had to listen to her, to translate all of her tongues, for she mastered all languages except the language of love, and she was trying to transform her, with a contrived irony, into funny things with an unfamiliar meaning to sharpen her strange thought …
She cannot continue provoking the woman in me, she must not be empowered by me again ..
Do I end the conflict and cut that artery, tear it from me?
Or wait a little more, what do you suggest ???
…غصت كثيرا بين أمواج هذا الجزء ، محاولا البحث عن هدأة تلك ” المشاعر المتناقضة” فلم أجد إلا التعاطف مع ” أناك” التي أحسنت الإصغاء ( الإيجابي) الذي يرنو إلى مرآة الذات والغوص في الجمال الداخلي للإنسان وثقافته .
.لم أستطع تقديم النصيحة التي تطلبينها ، لذلك أكتفي بمشاركتك ” الإصغاء” وإلى القلب تحديدا ، فربما تجدين طريقة للولوج إلى ذلك العالم الغريب في طبائعه ..أو …ليكن الخيار الآخر مهما كان قاسيا..
صديقي الراقي ، الأستاذ جبران قدموسي ، كنت أتمنى أن أجد بعض المساعدة لديك وذلك لمعرفتي الأكيدة بحسن قراءتك وعمق غوصك …
ولكن ، كيف لي أن ألومك وأنا نفسي لست قادرة على تحديد هوية أناي وما تُخفيه …
أشكرك وأتمنى أن تكمل الطريق مع أناي ، أنت وباقي الأصدقاء ، لأن أناي باتت فرداً من أفراد عائلتي الكبيرة التي تضُمُّنا جميعاً ..
تحياتي لقلمك الرفيع والورد 💐💐💐
راق لي ما قرأت من سبك ٍ فنيٍّ متماسك ٍ في النص بصرف النّظر فحواه سواءً توافقت أو لم اتوافق ….
أُحييك من القلب رُغمَ أنفي سيدتي الفاضلة
صديقي الراقي الأستاذ عبد القادر علوان ، أشكر لك صدق حضورك وقراءتك الشّفّافة وأتمنى أن تستمر معنا ، أناي …
تحياتي لشخصك الراقي والياسمين 💐
عليك بالصبر👍👍
❤❤❤
غاليتي ، رنا ناصر الدين ، تحياتي لقلبك الجميل والنبض ❤❤❤
بريقاً خافِتاً ما لبث أن غمر حياتي بأكملها ، لم يكن للتّسلية والتّرفيه ، بل سعياً حثيثاً وراء السّعادة والتَّحرُّر..
مع الأسف، كثيرات قبلك عاشتن ذات الشعور وكلهن معذبات من قِبل أزواجهن وأردن السعادة فكان هو الملاذ الذي يعرف كل امراة أكثر مما تعرف هي نفسها يذهب معها لأقسى حدود العطاء والتعلق والاهتمام، وهذا ما تحتاجه كل إمرأة لتعوض بعض مما نالت من قهر في حياتها، وعندما تقرر إحداهن الفرار عند علمها بما حصل مع اخريات قبلها (لأن لا أحد غير الله يعلم ما تعانيه غيرها من أذى) فيهددها بالانتحار إن تركته، حتى أنهن يلومونني لماذا لم أحذرهن قبل. آخرهنَ عاشت هذه المشاعر المتناقضة ولم تلتفت لما يجري لأنها كانت بحاجة أكثر منك لهذا التعلق والمضي خاصة بعد وعود كثيرة وقالت:(لا يمكنها الاستمرار باستفزاز المرأة بي ، لا يجب أن أُمكِّنَها منّي من جديد) وعندما كادت أن تقع المصيبة فوق رأسها وعلمت بالامور السابقة اتصلت بي وقالت: “أخبرني أنه يريد الانتحار ان تركته، لماذا لم تنبهينني من قبل” لأن حبه وتعلقه كان تعلق مرضي مع هوس نفسي بالنساء الكبيرات المعذبات بالأخص، وهو الشهم المنقذ الغيور. وهذا ما اضطره لزيارة طبيب نفسي ليساعده على نسيانها وفك تعلقه بها عندما هددته بأن لا لايتواصل معها وإلا… (ومع كل هذا بعد مرور 3 أشهر فقط كان قد أوقع بغيرها وبنفس الأسلوب وهو ما يحصل الآن).
عذراً، ربما ما رويته لك بعيد، لكنها كانت مشاعر متناقضة عاشتها كثيرات مع شخص واحد، تذكرتها فرويتها. ليس بوسعي أن أنصحك وأقترح عليك ماذا تقررين، لكن عندما يكون التناقض يعني هناك خلل، وربما خطر، فاحذري ولا تجعلي حاجاتك العاطفية توقعك في لهيب نار وشتات. فكري جيداً لكن إياك ان تذهبي وراء عواطفك وتهجري عقلك، والأهم حكمي ضميرك.
وإلى المزيد من التألق …
الصديقة الراقية مريم بدوي ، شكرا لك للإسهاب ولمشاركتي والأصدقاء بتجارب مر بها ويمر بها الكَم الكثير من النساء في مجتمعاتنا المحدودة بحكم ” الرجل ” بلا حدود …
أتمنى لك كل السعادة ،
تحياتي والياسمين 💐💐💐
نشرك عميق الجوانب و يلمح الى عدة رسائل يحويها باطنك .. مما ولد صراعات عندك.نصيحتي اختاري ما يريحك ويسعدك .سعادتك مهمة و اولوية
كل الشكر من القلب لك الصديقة حسناء للقراءة الراقية والحضور الأخّاذ …
تحياتي ونبض القلب ❤❤❤
(١)هواجس النّفس يا (أناي)
ضياع في الحجم وذوبان في الروح
الوزن الضائع والحروف التي تاهت فذهبت إلى مهاجع الأعداء
الخوف من الخطوة الأولى
المشي في أرض مجهولة عمياء بعيون معصوبة وفكر أضاعتْ اتجاهاته رادارات شوّشتْ عليه فاستقبل رسالة خبيثة مضلّلة والمضلّل يستقبل شبيهه
تجريب الجناح