كتب الشاعر ماجد طعمة :
وماذا بعد
ما الذي لم تقترفْهُ أيدِيكُم في حقّنا
ماذا فعلتم ببيروتَ الصابرة المصابرة، بيروت التي أسميتُها “ألكسندرة” طفلة الثورة التي قتلتُموها بفسادِكم وإهمالِكم ووحشيتِكم التي لا حدودَ لها،
إلى بيروت الجريحة ، “بيروت ألكسندرا” نظمتُ هذه القصيدة.
قصيدة: “بَيْروت ألكْسندْرا”
شعر: ماجد طعمة
أيَا بيروتَنا عُذرًا
أيَا شُهداءَنا عُذرًا
أيَا جرحى نذالَتهِمْ
أيَا جرحى حقارَتِهِمْ
وَحِيدًا جِئتُكُمْ أبْكِي
أنادِيكُمْ أنا المَكْلومْ
فهل أشْلاؤكُمْ تَسْمَعْ
انا المَذبوحُ فَوقَ الأرْضِ
على أشْلائِكُمْ أَرْكَعْ
أرقُبُ كلَّ ما يَجْرِي
أُقَبِّل كلّ ما يُرفَعْ
هُنا رأسٌ.. هُنا قَدَمٌ
هُنا كَتِفٌ.. هُنا إِصْبَعْ
هُنا عَيْنٌ غَشاها الرَّملْ
عَلى بَيْروتِها تَدْمَعْ
هُنا أمٌّ غزَاها الرُّعبْ
أتَت عَن ابنِها تَسألْ
وَلَدِي الجَميلْ
ولَدي الوَديعْ
وَدَّعَني ولَم يَرجعْ
هُنا الطِّفلة التي كانَتْ
في ساحاتِ ثَوْرتِنا
هُنا تهتِفْ.. هنا تَرتَعْ
حامِلةً أمانِي العُمْرْ
وعَلَم بِلادِها تَرفَعْ
ألكسندرا
سأهْتِفُ باسْمِكِ الأجْمَلْ
سأحْكِي لِلغَدِ الآتِي
حِكايَتُكِ الّتي تُروَى
لِلزَّهرِ الّذي أيْنَعْ
أيا بَيْروتَنا الأبْهى
أيَا جُرْحِي.. أيَا وجَعِي
أتَيْتُكِ حَامِلًا نَعْشِي
وأشْلائِي الّتي تُجْمَعْ
سأهتِف باسْمِكِ الأرْوَعْ
سأصْفَعُ وَجْهَ نيْرونٍ
مَن فِي قَصرِهِ يَقبَعْ
مَن بالنَّارِ أحْرَقَها
بِلا قَصْفٍ.. بِلا مِدفَعْ
سأصْفَعُهُ ولَن أشْبَعْ
أيا عارَ ما ارْتكَبوهُ
فَهُمْ أحْقَرْ وَهُمْ أوْضَعْ
على أيْدِيهِمُ مِتْنا
جَرِيمَتْهُمْ ولا أَفْظَعْ
..