عذرًا بيروتْ
عذرًا بيروت
إن أقلق نومك زلزالٌ
وتزعزع من عجبٍ قوس الألوانْ
وتمزق من هولٍ فستانْ
فستان لامرأة خلعت
خلعت نعلين على الشطآن
لتشق بخاتمها الورديْ
صدر المسكونة والزمكان
وتعبّ البحر وتودعه عب المرجان
يا بنت البحر المفقودة
من ضلع الروشة مولودة
أم الإنسان
عذرا بيروت
إن أقلق نومك زلزال هزّ الأرضين
وتنتف في كل الأرجاء
وتناثر فيها كالأشلاء
أطفال الليلك والنسرين
وقصائد أبطال شعراء
عذرا بيروت
في خاصرة البحر الجرح تراوده السكين
والنار فمٌ
والبحر أتون النارِ
سيبتلع الأحلام
أحلاما نيّئة خرقاء
أحلام الجوعى والفقراء
امّ نطرت حبات القلب وغنت للأمل المشلول
وعدت أن يسقي الأرز دما
فتكوّر تحت الردم يناديها
والحبل السرّيّ يطول
فارتدّ الصوت ليصفع وجه سماء
تبكين؟
وأنا شريانٌ ممتدٌّ من جذر وطنْ
أنا لست أموت
أمي بيروت
يا بحرا يحتضن امرأة
جبلت من طين من ياقوت
في كف المرأة ثمّ بيوت
قدماها أغنيّات الحور وفي عنق الخلخال كمان
ريحانة هذا الكون على كر الأزمان
هذي بلقيسٌ عشتارٌ هذي حواءٌ
بل بيروت
هذي السلطانة والجبروت
يا كف الشيطان الأسود
يا صنو الظلمة والطاغوت
هذي بيروت
هذي العنقاء فكيف تموت؟!