#( الكاتبة إيمان عبد الملك / لبنان )
بيروت …بعيون عاشقة !!!!!
اليوم حبيت أكتب عن وجع بيروت ، عن المدينة الزاهية التي ترفض أن تموت ، رغم الحروب التي مرت عليها ورغم الزلازل التي دفنتها أكثر من مرة لتعود وتبهر العالم بجمالها وسحرها وسهراتها وحياتها الصاخبة، تغزّل فيها الشعراء ومدحها الادباء وزارها السواح من كل أقطاب العالم ولقبوها بقلعة الصمود .الذي يزور بيروت مرة يعاود زيارتها كل مرة لتبقى بيروت عالقة في القلوب،فرغم الظروف الصعبة أبت أن تركع بل بقيت الحياة فيها ورواد السهر تزين لياليها وبقيت كالعروس تنتظر القادمين لزيارتها بفرح وسرور.
الانفجار الذي ألم بالعاصمة أحرق حكاياتها وقتل الامل فيها ، هي لا تستحق ما حدث لها من حجم الخراب والقتلى والمفقودين وأعداد الجرحى التي لا تعد ولا تحصى . كانت رغم الحصار الاقتصادي وحكم المصارف والكورونا وقانون قيصر والتضّيق على المجتمع تضج بالحياة ،فيما بقي الشعب صامدا” وهذا ليس بجديد على بيروت التي قاومت الاجتياح الاسرائيلي وطردت العدو الصهيوني من شوارعها وردته خائبا” كما قاومت وانتصرت على الطائفية أيام الحرب اللبنانية وعادت وجمعت أهاليها وحضنتهم بمحبة تحت جناحيها بين شرقية وغربية ولم تفرق بين كنيسة وجامع بل جمعتهم داخل الاسواق اللبنانية وزينتهم بالانسانية “آه كم انت جميلة يا بيروت” .
يسحِرُكم المنظر في منطقة الجميزة حيث البيوت القديمة والاخرى التراثية بابوابها العتيقة واسقفها القرميدية بازقتها المظللة بالشجر ،ويؤلمكم المشهد حين تبدّل بين الامس واليوم بفعل هول الانفجار ليعصف بعدها غبار اخفى للحظات حجم الكارثة لتتغير معالم الشوارع نتيجة الخراب والركام الذي افترش الأرصفة وتحطم السيارات تحت انقاض الشرفات التي تساقطت من المباني كاننا بساحة حرب حقيقية فيما لم يسمع الا العويل وصفارات الانذار التي تدّوي باستمرار تحمل الجرحى والقتلى للمستشفيات.
الكارثة التي ألمت ببيروت أدمت قلوب العالم أجمع ،آلمتهم واعتصرت قلوبهم لما حدث. كان بمثابة الزلزال على الشعب اللبناني الذي لا يقل آثاره عن الحروب الناجمة، نتيجة اهمال وتقاعس الحكومات المتتالية الذي أدى الى اراقة الدماء وخسائر مادية ومعنوية،ولكن تبقى أمنياتنا بالتغلب على كل المحن والتضامن ومواجهة العدو الاكبر المتربص لنا ،كما نتوجه الى الأشقاء العرب ودول العالم بالمساهمة في دعم الاقتصاد اللبناني ومساعدة العائلات المنكوبة واعادة اعمار بيروت خاصة بعد الانفجار الذي خلف الدمار في محيط واسع من المدينة.