أقمر المسعى
..
لولا يقين الصمت في دفع الصدى
ما كان منطقنا سيدرك ما المدى
..
لرأيت قبر الصوت ساعةَ نطقِهِ
هو حفرة تأبى يكون الأبعدا
..
لم ندرِ من قد كُلِّمُوا من ربِّهم
ممن إذا قد كُلِّمُوا ذهبوا سدى
..
لولا وثوق البحر في شاطيه
أنَّ الموج يسترخيه
إنْ كمل الحدا
..
لرأيت موجاً كالشتيتِ
يحاول الوجهات
يبلغها
وما بلغ الهدى
..
الأرض تعرف من يبزُّ عيونها
ومن الذي هو عينها والمبتدى
..
هو يبدأ الجرح الذي
من شرخِها وقت الزلازل
كان فتقاً كالندى
..
من ألف جرح بالشروخ ونكئها
بريَّ زهر دون ماء أولدا
..
لابدَّ هذا الصمت
ساعة يُرتدى مثل الإهابِ
فقد تلبَّس سيِّدا
..
القصد ضيِّع
رغمَ أن جمعينا
يمشي على الرجلين
يطلبُ مقصدا
..
ومن المقاصد
بعض موهوماتنا
ولها جناحٌ
نحن قُلنا أُفردا
..
ومن المقاصدِ
من يعوم بزعنف الأسماكِ
وهو بها لبحر ألبدا
..
القصد حبٌّ
دون حبٍّ أخبروني
كيفَ دلَّ طريقه من حقَّدا
..
ومن ارتأى الآلاء تسكن في فتى
طلب الزوال لها ومات تحسُّدا
..
وهنا
يكون الصمتُ حدساً
يشبه الرادار
يلقط للمقاصد أصيدا
..
ما تاه في درب بفعل ضجيجهِ
بلغ الموارد ثمَّ أصبحَ موردا
..
فإذا بلغتَ من الصموت تمامهُ
قل أقمر المسعى بوقت تُفُقِّدا
..
وأتى لنا قمرٌ ليشبه صبرنا
رغم الغوابش والفواتك قد بدا
..
هو من صدى ما كان همساً بيننا
خوفا ورعباً واشتعالاً أسودا
..
يهدي إلى صبح
يلامس شرفة سكتت على الظلمات
كي تتهجدا
..
والآن ناظرة
لإخوتها الألى حسدوا لها
من ذا هوى كي يسجدا
# ( الشاعر سلمان عبد الحسين / البحرين )