أجمل عاصمة
بيروت ستنهض من نومها.. كونوا مؤمنين بالقيامة :
هي لم تمتْ
ما كان تشكو الجوعَ
ظلَّــتْ صائِمهْ
وتَوسَّدتْ جرحاً بحجمِ الارضِ
تغرقُ في دمِ المنفى
وقالوا نائِمه
هي لم تكنْ …
سقطَ الجدارُ على بَنيِها السمرِ
ضمّتْ مريمَ العذراءَ
نحو القلبِ
ضمّتْ فاطِمهْ
ومشتْ على زيحِ الدمارِ
توضأتْ شمساً تقودُ الريحَ
نهـراً من دموعِ الأرضِ والشكوى
وظلّتْ حالِمــهْ
هي أسلمتْ للعتمِ
شمعَتَها العنيدةَ
تصفعُ الجاني
وتصرخُ باللصوصِ الحاكمهْ
منْ خبّأ النارَ العتيةَ في رمالِ الشـطِ
أولمَ موتَها للغدرِ
فتّــحَ شـرفةَ المأساةِ
وابتكرَ الوحوشَ الظالِمـهْ
منْ علَّـبَ الأسرارَ وِسْطَ الموجِ
يدرِكُ أنّ بيروتَ الذبيحةَ
طفلةُ الإعجازِ والتنوير
في هذي البلاد القاتِمــهْ
من أشعلَ البركانَ يعرفُ
أنها احترقتْ
ونعرفُ أنّ بيروتَ العصيّةُ
رغمَ موتٍ قائِمهْ
هي في غدٍ
ســتقومُ نحو صغارها الأحلى
تلمُّ الدمعَ عن وجدانِهمْ
وتلملمُ الأشلاءَ في صمتِ السراب المرِّ
ترفعُ ألف مشنقةٍ
لكلِّ الضالعينَ بقتلها
وكلِّ أصحابِ الوجوه الآثِمهْ
بيروتُ منذ طفولةِ الأمواجِ
سيدةٌ لكلِّ الكونِ
ما كانتْ ذئابُ الظلمِ تمحوها
ولا كانتْ تُدمِّرُ عنفوانَ العزَ تلك الراجِمهْ
بيروت قبل تَكَوّنِ الأرضِ العتيقةِ
أنجبتْ وطناً
وكانتْ فوق هامِ المجدِ
أجمل عاصمهْ .
# ( الشاعر عصمت حسان / رئيس منتدى شواطئ الأدب في لبنان )