ينشر موقع ” ميزان الزمان ” باقة جديدة من تفاعل الفنانين والشعراء مع العاصفة السوداء التي ضربت بيروت في 4 / 8/ 2020 :
# الفنانة التشكيلية رجاء نيكولاس رسمت لوحة معبرة ” أكليريك ” على كانفاس قياس 100×80 تحت عنوان بيروت , وهنا اللوحة :
# الشاعر الدكتور ابراهيم شحرور كتب :
لَ روح جو عقيقي اللي كان يشتغل بإهراء القمح
ت يجيب قمحو بعرق جبينو :
رغيف … الدمّ
“””””””””””””
ما دَقّ من يوميْن عا بابو
وْبعدا لَ هلّق ناطره إمّو
يرجع وريحة قمح عَ تْيابو
وْتمسح جبينو قبل مَ تْضمّو
دمّو انْخلَط بالقمح وترابو
وْتَ تْضلّ إمّو قادره تشمّو
صارت تضمّ الخبز بِغيابو
وتْشمّ بِ رْغيف الخبز … دمّو
.
# الشاعر زياد عقيقي كتب قصيدة بالمحكية اللبنانية قال فيها :
ما أكتر الصلبان !!
والشوك وين ما كان
التهمة..مش جديده
وما في حدا..
ما خان…
والجلجلة بعيده
الوجعات فيها لوان
وكم ألف تنهيده
الجلّاد ..مش سئلان
والجلجلة..بعيده
وكل الدني رومان
…كل الدني رومان
ووحدك..
“مسيح الأرض”
يا لبنان
الشاعرة حنان فرفور كتبت :
على الغنج المُسمّى بيننا
ها أعِدّ الليل..فاقترحي المناما
وصبّيني لوجه الشعر رؤيا
لأن اللات أشبعنا كلاما
لأن العين مفتاح التشهي
لأن الجوع يشبهنا تماما..
فمن قبل ارتداد الطرف متنا
لأنجب منكِ آلاف اليتامى..
فقولي للذي ربى شكوكي:
سأرمي الآن آبائي القدامى
فشدّي القوس عن أهلي وعني
لعلّ الموت يُرجعنا كراما…
االشاعر مردوك الشامي كتب :
هي لا تمــــوت
إلى بيروت ، وكل الشرفاء الذين يؤمنون بقيامتها
هي لا تموتْ
هي كلما استرخى على قبرِ المدينة
بحرُها العالي
تكاثرتِ البيوتْ
هي كلّما حوريةٌ في الفجرِ أنجبتِ القصائدَ
كلما اشتعلَ الفراغُ المرُّ بالضحكاتِ
وانكسرَ السّـــكوتْ
بيروتُ قبلَ التربةِ الأولى
وقبلَ تصير أرضٌ شهقةَ الأشجارَ
نورسة َالتمائمْ
كانتْ تقوُمُ إلى اصطيادِ الحلمِ
حين الكون نائمْ
كانت تصلي فوقَ كفّ الله عاشقة
فيرمي في أصابعها خواتمْ
بيروت صاغتْ لاصطخابِ الموجِ أشرعةً
ومن خلخالِها النبويّ أجراسا
ومن قطنِ الوداعةِ
كلّ سُبّحةٍ وآلافَ العمائمْ
هي مثل قدسِ الجرحِ
كانتْ تنزفُ الراياتِ قدّيسين
آلهــةً
وأسراب الحمائمْ
في روضةِ الأطفالِ كانتْ تمسكُ الطبشورَ
تكتبُ في المدى الخاوي
حكاياتِ العواصمْ
كانتْ تشــدُّ ضفيرةَ المعنى
لترسمَ حقلَ تــــوتْ
وتقوم نحو الأفق تصنعُ للضِيا شمساً
وكانَ العتمُ حـوتْ
هي لا تموتْ
هي ربما احترقت لمراتٍ
وشقّتْ ثوبَها الغربانُ
كانتْ لا تساومْ
هي أوّلُ امرأةٍ من التفاحِ وجنتُها
مشتْ كي تقتلَ الأفعى
وما زالتْ تقاومْ
هي قبلَ يوسفَ في ظلامِ البئر
اسقطها الطغاةُ الفاسدونَ
وقطّـعَ الحبلَ المحارمْ
هي قبل آدم أنجبتْ شعبا من الأزهار
والفكرِ المسالمْ
هي “وردُ ديكِ الجنّ”
ليلى العاشقِ المجنونِ
تفتحُ قلبها المسكونَ بالتحنانِ
بيتاً لاشتباهِ الريحِ
روحاً من هديلِ الأرزِ
تبتكرُ الأوادمْ
كانت تقودُ إلى حقولِ الوجدِ
سنبلةَ العناقِ
فضيلةَ التقوى
وتطعمُ من رغيفِ الحرفِ
قاموسَ الملاحمْ
كانتْ على خفرٍ تدقُّ غلالةَ الأشواقِ
لكنْ لا تفوتْ
هم حاولوها
كسّروا الجنحينِ كي تهوي إلى قيعانهمْ
سقطوا
وقامتْ ترتقُ الريحانَ بالقبلاتِ
تحبلُ بالبيوتْ
وغدا سـتُنجبُ للشذى حقلاً من الثوارِ
بوصلةً لهذا الجرحِ
أغنيةً وصوتْ
بيروتُ مثل قيامةِ اليخضورِ
تحمل للصليبِ نهوضها العاتي
وتنزف ربما بحراً
وغيماتٍ بوســعِ الحبرِ
لكنْ
لاتموتْ
# الشاعرة شريفة الراشد كتبت:
وأنا على ضوء المدينة
أسألُ الأشياءَ أن تبكي
وأسألُ صورةً غرزَت أظافرَها
مراراً في اللوافتِ
“كم سيحتاجُ الركامُ ليدركَ الباقين ممن لا يُرَون؟
وكم سنطعمُ لحمَنا الحيّ الحجارة والدخانْ؟”
وأنا على قلبِ المدينة
هل ستعتادُ الشوارعُ عظمَها المكسور،
أم سيمرُّ من يعوي اشتهاءً قبل أن تعتادَ أو تشفى؟
إلهَ البحرِ .. هذا الملح يجرحُ
كن زلالاً حين تلقاهُم،
حنوناً حين تطفو فوق خدّك سترةٌ
كانت لمن فقدَ الحنانْ!
وأنا على كف المدينة
لم أجِد بين الزجاجِ سوى مراهقتي،
وآخر قبلةٍ هبطت على شفتيّ في بيروت،
أهلي، والدماءَ، وكسرة الخبز اليتيمة،
واليتامى..
صرخوا “لنا بيروت”
وارتدّوا حطاما ..