-1-
يا أحمد العربي وأنت..(نازلا من نحلة الجرح القديم إلى تفاصيل البلاد)
كيف أخطأت الطريق إلى البلاد؟؟
خدعتك الخرائط فملت من تل الزعتر إلى دمشق ..ومن صبرا الى اليرموك ومن المذبحة إلى المذبحة وما عرفت أن الخرائط تكذب كما النشيد والأنظمة والقادة ومن إنتزعوا المقاعد بالشعارات عنك
يا أحمد الزعتر ،
ألم تعلمك المذابح أن المخيم أبيضك الأخير –وبردى–
لن تروي عطشك ولن تغسل دمك وأن القوافل غادرت خنادقها ورمتك
بالحمولة وحدك
لم تنتبه بأن الطريق إلى البلاد لا تمر من العواصم…
ولا بلاد ستحبك أينما يممت وجهك
وأن إخوة يوسف لا زالوا متأهبين أمامك وخلفك …والبئر جاهز ومتسع لك
يتابعونك بالطلقة الجاهزة في أصابعهم …
وينتظرون موتك (العالي)
لا ترسل قميصك إلى أبيك …
فلا أب لك هنا ولا بلاد ….
ا تنتبه يا حبيبي واذهب آمنا إلى ذئب بريء
-2-
فراق،
لا شيء من ذلك سيحدث
مرة أخرى،
الشتاء طوى معاطفي، واستراح من
حب ثقيل.
عناة،
لن تنادي على رماة الأقلام
(وأنا لم أخن صاحبي)،
الطريق أليك طوت إشاراتها،
لا توقد خشبا من ذهب في المدفأة
بعد الآن،
لا تجرح ذاكرة الصنوبر
بيدي دفنت شتائي معك.
-3-
الرجال الذين تفرجنا عليهم وهم يصعدون الى عربات الموت ،
والذين أطلقوا عتبهم لنا قبل أن يذهبوا،
في الليل.. يأتون ،
في لحظات الأرق المؤلمة، بدقة الشوق للبيت ،
يقفون خلف نوافذ بيوتهم ، يسمعون بكاء زوجاتهم قبل أن يعودوا الى العراء،
البكاء ، الذي لا يزعج راحة
ذلك الذي تسبب في قتلهم،
-4-
وأنت ذاهبة إليه
وأنت ذاهبة إلى موعدك إلى حافة النهر ،
تحملين
إليه الثلاثين فاتحة ،
اذهبي مبكرة في الصباح ،
كالعشابات الذاهبات إلى مزارع ( الكرامة) عند الفجر،
صلي فجرك مثلهن ، ثم اذهبي واثقة إلى حافة النهر .
سيقول المزارعون المنحنون على خصل النعناع حين تمرين بهم :
ما أجمل البنت التي مرت ،
تشبه باقة من النعناع .
لا تلتفتي ،
أكملي طريقك إلى النهر ، وحين تصلين الماء ،
اغسلي شعرك حتى يثمل ، ثم مشطي تعرجاته الطويلة بأصابعك ،
واشبكي وردة دفلى في الخصلة الأولى ،
وبالغي في زينتك،
وابتهجي لصورتك وصورته في مرآة الماء ، وابتسمي ،
وأشيري إليه،
كشارة مريم إلى أهلها ..
هنا توسدته الأرض .
أشيري بدقة للمكان ،
وقرب رأسه تماما اجلسي ، واقرأي ثلاثين فاتحة
ومعوذتين .
# نبذة من سيرة حياة الكاتبة الفلسطينية زهيرة زقطان :
زهيرة خليل زقطان
كاتبة من فلسطين
من مواليد مخيم عقبة جبر – قرب مدينة أريحا
حاصلة على بكالوريوس فلسفة وعلم اجتماع – جامعة بيروت العربية
عضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين – بيروت – فلسطين
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
عضو اتحاد الكتاب العرب
باحثة في تاريخ الفترة الكنعانيةللشعب الفلسطيني ومنطقة سورية الكبرى في فترة ما قبل الميلاد ، حوالى 6 الآف سنة ق-م بشموليتها ورفد هذا البحث بالتشكيل الفني وتطوير استخدامه عبر اللوحة والنص في عملية توثيق للتاريخ الفلسطيني على هذه الأرض قبل الميلاد وقبل الغزو العبري لفلسطين .
الاصدارات :
1- أوراق غزالة مجموعة قصصية
2- النعمان مجموعة قصصية -حازت على الجائزة الأولى في الابداع النسوي
للقصة القصيرة
وزارة الثقافة الفلسطينية
3- أوغاريت ذاكرة حقل -نصوص من مكتشفات أوغاريت الكنعانية ، دينية واجتماعية وفنية تعود الى ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد
4- مضى زمن النرجس رواية
5- كنا هنا داخل السور القديم عن تاريخ القدس منذ نشأت في الفترة اليبوسية الكنعانية
6- الساهرات أصبحن خارج البيت – ديوان شعر
7- تلالك البعيدة – ديوان شعر
8- ذهب السابقين وثائق تستند الى حفريات الآثار في سورية والعراق وفلسطين وتل العمارنة في مصر ومرفقة ب 36 لوحة نتاج هذه الوثائق ، بالعربية والانجليزية
9- أتبع رائحة العتمة في الممرات – رواية لا تزال مخطوطة
معارض فنية شخصية في فلسطين وعدد من البلاد العربية
متفرغة للكتابة والبحث في حفريات الآثار وتوثيق تاريخ فترة ما قبل الميلاد لبلاد الشام التي كانت تضم سورية ولبنان وفلسطين .