حكاية أناي ، الجزء _ 39_
حُبّ …
..” قد نلتَقي ونجلس معاً في كُلِّ الزًّوايا .. نَجتَمِع ..
ونعلمُ حينَها ، أنَّنا كُنّا دائماً معاً ..”
، في تِلكَ الزّاوية …
وقد تنهار آمالنا وهذا بالطّبعِ أمرٌ سيٌّ جدّاً . فنحن ، وببساطة من يرى كل شيءٍ جميلا وفي منتهى الرّوعة ، نبني تلك الآمال على أُسُسٍ نراها صَلبَةً ومتينةً ، نرسمها بإتقان ، ثم نكتشف أنها كانت وهماً كآمال عديدة لم تتحقّق بعد ..
بالنسبة إلي ، كان الأمرُ في منتهى السّوء تحطّمَت آمالي وأدرَكتُ أنّني أعيش وهماً لا قاعدة له …
هيبَتي أمام نفسي ، وقوفي أمامَ المِرآة ، زاوِيَتي المُفَضّلة ، كُتُبي ، أدواتُ زينَتي ، ثيابي ، جسدي ، لون عَينَي ، حُمرَةُ شِفاهي ، أظافِري، كلّ ذلك بات ماضياً عبَر ، رسَت عليه سُفُني وعلِقَت في الطّين …
كم تمنّيتُ أن أتوقّف عن الكِتابة ، أن أوقِفَ عقارب الحياة ؟
حاولتُ خنقَ قلمي . وضعتُهُ في صُندوقٍ مُحكَمِ الإغلاق .. ركنتُهُ في زاويةٍ مُعتِمَةٍ من زوايا خزائني وقطعتُ عنهُ النّور والهواء …
قرّرتُ أن أفتحَ صفحةً جديدةً من دون كتابة …
ربما هكذا أُحرِزُ فوزاً على ذاتي ، حتى لو أفقدني ذاك الفَوز الشهية الأدبية للكتابة والخَلق “والفضفضة ” بما يؤرق صَفوي …
أحسستُ بأن حقوق ذاتي قد هُضِمَت ، وأن هذا الظُّلم لا يُغتفر ، فقررت أن أكسر قلمي إلى الأبد ..
ما كان يعكس اهتماماً داخليّاً وهاجساً كي أستمر ، ذوى بلحظة ، بكلمة ، بعبارةٍ تركت جُرحاً في وِجداني :” بَوحُكِ لم يكن قوياً كفاية ، لم يهُزّني … “
وفي الوقت ذاته شعور جامح بعزّة نفس خدشتها لجنة مؤلفة من شخص واحد ، ” ذاتي ” ، لم أجد علاجاً لها سوى اعتزال ملعب الكتابة.
ولكن ، نظراً لأن البعض قد يقتل نفسه حسرة ويعض أصابعه غيظاً وكمداً فإن إعادة التأكيد على أهمية مواصلة الطريق والوصول إلى ” تلك الزاوية ” … أمرٌ ضروريّ …
ولكن كيف ؟
لماذا لا أقوى على الوصول إليها ؟ ألم تكن ملاذي الوحيد ؟ ألم تكن كل حياتي ؟
كل همسةٍ فيها زرَعَت بذرة في داخلي، راحت تنمو وتنمو كالجنين، وكان عليّ أن أتعامل معها عاجلاً أو آجلاً ..
كل لمسةٍ وكلمة ” حبيبتي ” ، كانت تصنع
قصصاً أبطالها أُسطورِيّون .. خرجوا من كتب التاريخ حاملين لي معهم آخر متعة شخصية خالصة كمتعة الحب …
كل قراءةٍ لفنجاني ، كل قضمةٍ من ذاك السِّحر ، الشوكولاتة المُرَّة كطعم روحي القاتِمة ،
كانوا فعل حرية لمن يدرك أسرارهم …
كل نقطة ماء انزلقت من ثقوب تلك المظلة ، كم كانت تُضحِكُنا ، كم كانت جميلة جمال كل لحظة توالدت وكبرت .. وما كانت تنتظر
سوى متعة لحظتها ، كفعل الحب العظيم …
مارسنا طُقوسنا دون انتظار مباركة أو تكريس من خارج ذَواتنا ..
لكننا لم نرسم مستقبلنا بإتقان ، رغم أننا شكرنا الحياة كثيراً ، فكَتَبنا ما نحب ..
وكتبتُني هناك ، في زاوية النّسيان …
في النهاية ..
أنا أكتب كي لا أموت..
كي أستطيع مقاومة الموت ..
كي أحيا …
هل هذا علَيَّ كثير ؟؟؟
# ( الكاتبة جمانة السبلاني / البقاع / لبنان )
بوحك الرائع يبهرنا دوما سيدتى
وحضورك صديقي يغني أناي ، ألف شكر لك الكاتب والشاعر الكبير هاني داوود 🌹
سلمت يداكِ ابداع
ألف ألف شكر الصديق حسين البياتي 🌹
نص مدهش يطفو معه ذلك الصراع القوي بين “أنا ” مظاهر الحياة الخارجية ، وال ” أنا ” الداخلية التي تحركها العاطفة الحميمة ، هذا الصراع الذي يعشعش في داخل الرواية تمكنت الكاتبة من مواجهته وعدم ترك الأقلام تتكسر على السفينة العالقة في الطين ، فحلقت كطائر الفينيق ناثرة الرماد في الفضاء ، لتستمر الحياة ، دون اكتراث إلى خارطة مستقبل خطوطها معتمة وكئيبة ، لتعيش كل لحظة توالدت وكبرت لتصنع من الحب أبطالها الذين يحملون ذلك السر ” متعة الحب ” حيث تتعمد الحرية على ضفاف نهر الحياة …مقاومة الموت من أجل الحياة ، هذا ليس كثير ..
لست أدري كيف أرد بعضاً من عمق وجمال وبلاغة قراءتك صديقي الرائع جبران قدموسي …
كما عادتك قادرُ أنت على استخراج الذهب الخام من بين سكور وحروف ما هي إلا فضفضة روح جار عليها الزمن وفعل بتفاصيلها ما فعل …
الشكر والورود تنحني أمام روعة قراءتك ،
تحياتي والياسمين 🌸
قصصاً أبطالها أُسطورِيّون.. خرجوا من كتب التاريخ حاملين لي معهم آخر متعة شخصية خالصة كمتعة الحب..
جداً موجعة.. ولكن القصص الأسطورية سيدتي انتهت منذ زمن فنحن نعيش في واقع ربما مرير نعم، ولكنه واقعنا وحريتنا تنتهي عندما تمس بحرية الأخرين، أعتقد ما حصل ليس حبا انما نزوة للهروب من الفراغ العاطفي الذي تعيشه أناك لأن هذا الحب ليس مبني على العقل والمنطق الذي يجعله يستمر والا لما انتهى هكذا وربما انتهائه هو خير لك قبل غيرك.. تسرعتي في القبول لأن قدرة اقناعه كانت اقوى بكثير من ضعفك.. كلماته وعواطفه الجياشة قيدتك عن التفكير فاشتغل الهوى وتعطل العقل والا لما كنت وضعت نفسك في هذا الموقف الذي لو لم تنهيه لربما أوصلك الى ما لا تحمد عقباه.. أنت فعلاً كاتبة رائعة وتملكين إحساس رائع، استمري بالكتابة لا تتوقفي.. الكتابة حياة تشغلين نفسك بها كي لا تتوه وتقعين في المحظور.. ابقي شعلة قلمك الجميل مضاءة لكل محبينك.. دمتي في امان
سيدتي الراقية مريم بدوي ، أشكرك للمرور والقراءة وأتمنى أن لا تتوقفي عن ترك بصمتِك النّاصِحة ل “أناي” …
تفاصيل بغاية الشفافية والدقة واحساس مرهف للحب ، للقلم ، للورقة البيضاء على مرايا الذات ، للحياة
اكتبي غاليتي
لمثلك تزهر الحياة
يا الله ما أجملك غاليتي ، يا لروعة قراءتك ، تسعدينني دائماً ، ترَين فِيَّ ما لا أراه أنا في نفسي ..
من القلب والنبض ألف شكر لنبضك الجميل Marina Salloum ❤❤❤
الجزء الأجمل بكل معنى الكلمة أديبتنا الجميلة ، ننتظر التّكمِلة بكل شغف