..كتب الشاعر عصمت حسان إلى شقيقه الراحل الشاعر حسان حسان قصيدة مؤثرة لمناسبة أول عيد يمر دون حضوره ..تحت عنوان ” عطر المواعيد ” قال الشاعر :
عطر المواعيد
****
إلى الراحل الباقي حسان أبي نضال
أول عيد يمر علينا لستَ فيه
***
ماذا أُخبّرُ يا حسّــانُ
تنهيــدي
حزَّ الفؤادَ وأبكى فرحة العيــدِ
مرّتْ شـهورٌ
هنا عيناك ما رحلــتْ
ما زلتُ أبحرُ في عطرِ المواعيــدِ
ما زلتُ انطرُ عند البابِ
نورسـةً
كانت تدلُّ على شطّ الزغاريدِ
كنّا نهبُّ إلى كفيكَ تجمعُنا
حولَ الموائدِ
والأشواقِ والجودِ
كنا بشعرك نسمو
كلما عزفت
ألحانُ روحك آياتِ التفاريدِ
كنا لصوتك كم نرتاح تسمعنا
نصح المحبِّ بإقناعٍ
وتجويدِ
لما رحلت تمادى الدمع
في رئتي
وزيّح الحزنُ أوجاع التجاعيدِ
بيتُ الكبيرِ لنا وجدٌ ومغفرةٌ
يا أطيبَ الكرمِ
يا حقلَ العناقيــدِ
تلكَ اللقاءاتُ كم نشتاقها
ولكمْ
تبقى مدى العمر تسمو بالأجاويدِ
واليوم َ لا عيد َ
لا حسّـان يجمعنا
ذكراهُ في دمعنا من جمر تنهيدِ
فراشة الضحكِ
وردُ الصوتِ يمنحنــا
ذكرى لأزمنةٍ من وحي غرّيــدِ
أوميتُ للمشتكى ما كان يسمعني
أرسيتُ دمعي صدى حزني
وتنكيدي
من بعدكَ العيدُ يا حسانُ في وجعٍ
لبنانُ في الأسرِ
في بئر المناكيدِ
والناسُ جوعى
وكلُّ الأرضِ ضائعةٌ
والله قد غابَ عن أهل السجاجيدِ
لا خير فينا
ولا عزمٌ غدا سنداً
واستمرأَ الناسُ أفعالَ العبابيدِ
امتصّوا ظمى الشعبِ
ما خلوا لنا فرحــاً
قصّوا الجناحينِ
أزروا بالمناقيدِ
والعيد قد جاء مذهولاً ومنكسراً
الكلُّ في غفلةٍ
والقيدُ في الجيدِ
وأصعب العيد انّ الحزنَ يأكلنا
ويرفضُ الهمُّ
من مسراه تحييدي
حسّانُ لو غبتَ عن عيني
وعن ولعي
تبقى كما الشعر
حيّاً في أناشيدي
***
عصمت حسان رئيس منتدى شواطئ الأدب بشامون الضيعه