ثمن الحنين
..
كذب الحنين على الفؤاد فصدَّقا
شرب الظنون ..
وعاش في وهم اللقا
..
وتصوَّر الوطن الذي يحيا به
مذ أنْ تكرَّر شائقاً .. ما أخلقا
..
وتخيل البيت الذي
جمع الأحبة
للتواريخ الجميلة وثَّقا
..
آه من الطلل المناقَصِ طرفُهُ
للذكرياتِ ..
أهل سيعطي موثقا؟!
..
أنَّا جلستَ لديه
قل يا كأسَه
ذهب المُنادمُ عنهُ لمَّا عُتِّقا
..
واختار جدرانا
إذا تنهدُّ تسند أكثر المتهالكينَ
تعلُّقا
..
واختار خطَّ الاستواء
ببيته المعفى
ليصبح لاستواء مرتقى
..
ثمن الحنين
بأنَّ في مشتاقه فعلاً
يجيء تخيُّلاً وممزَّقا
..
ويجيء في سفر الأساطير
التي دُثِرتْ
ولم تأذن إليه تحقُّقا
..
إنْ لم يَجِئكَ حقيقة مقدورةً
فهو الموارب كي يجيءَ ملفَّقا
..
من أي باب قد أتى
قل مرحباً
إن بالكساحِ
وإن أتاكَ مُحلِّقا
..
ثمن الحنين
كأن عنق زجاجة
نادى طلبتُ رؤوسكم
كي تُعنَقا
..
لا أنت من إطلال رأس/ زهرة
وإذا قبعتَ
تفوح حتى تخنقا
..
ثمن الحنين
خنادق بذواتنا
ومن اشتهى الأشباهَ
عنها خُندِقا
..
أي أطلقوني
رغم بروازي وتحديدي
أنا ما زلتُ – روحا – مطلقا
..
أنا زارع في الأفقِ
مشتل أجمل الزهراتِ
لستُ مسوَّراً .. ومطوَّقا
..
مسجون صبوتي التي
بمسارب الجدران فيها
قد نفذتُ لأعبقا
..
وعلى النوافذ
ثمَّ مزرعة إلى المشتاق
ضمت نورساتٍ .. زنبقا
..
يا للحنين
مبذِّرٌ في صنع آلاف الزهور
لكي يزيد تشوُّقا
..
لكنَّ في الإضلاع سجن مشاعرٍ
من دون قضبان عليها أطبقا
# ( الشاعر سلمان عبد الحسين / البحرين )
مسجون صبوتي التي
بمسارب الجدران فيها
قد نفذتُ لأعبقا
..
وعلى النوافذ
ثمَّ مزرعة إلى المشتاق
ضمت نورساتٍ .. زنبقا
..
يا للحنين
مبذِّرٌ في صنع آلاف الزهور
لكي يزيد تشوُّقا
..
لكنَّ في الإضلاع سجن مشاعرٍ
من دون قضبان عليها أطبقا
الله الله ، يا للحنين كم جعلته جميلاً ، دمت ودام النبض يا شاعر البحرين …