وصية آخر الليل
…
تيقن أنك دائما
ستبقى نصب عيني
في آخر الليل
سأمحو أثر الغضب
على فوضى جسدي
سأخطط لوسادتي
رسومات هندسية طبوغرافية.
منزل شاسع مطل على قلبي
شرفات عالية تسرق الهواء النقي
تغسل درن طبقة الأوزون
من ثقبة باغية
من جنابة الأفواه الحاقدة
تقتفي أجنحة الملائكة
تحمل أنفاسي للأبراج العاجية
لكي لا تصبح طيرا زاجلا وتطلق يدي
أسقط حينها بعيدا
ويكون السراط مجهزا
فلا استطيع السعي وحدي.
أخاف عليك مني
كثيرا ما أصبح عدوانية
افتض عذرية الأوراق بشراسة
أكشر أنياب القلم
وأرثيك فيَ لتموت مقيدا
لا ارغب أن تكون حرا.
نحن العربيات
لا نوضب طاولات الخمور ولا نحفز الرغبات بالعطور ذات الماركات العالمية
على شراشف ألسنتنا.
نحن نصٌدر الصندل والمسك والعنبر
من قارورات شفاهنا المكتنزة
من هزات أجسادنا.
كثيرا ما يكون سلم ريختر قويا جدا
فيسقط مئات ناطحات السحاب
تحت أنقاض أقدامنا
المزخرفة بالخلاخل والحناء
المبللة بزخات المطر صيفا.
تيقن وصيتي في صندوق ذكرياتي
سألقي حليِّ
سألون به وجه القمر
لن أرتدي أجمل ما عندي لأرضيك.
سأهجر مرآة الماء الراكد
في ناقوس الكنيسة المهجورة
كلما مررت
تفقد كل أسلحة ثورتك
ستتوسل إلي ، ترمي باقات الحب بين نهدي
كإله حب ذكية
أنقذك ثم أعيدك لتتذوق تفاح الجنة
أضعك كالخط المائل على جبهة نظارتي السميكة
لأراك
ثمتال الربيع
ألبس لباس بوذا
واعد حفنات دعواتك وانت تركض ثم تركض
تحاول جمع محصول قبلاتي
وتستجدي وانت تلعق أصابع الحلم.
تذبح العتمة عنق الفجر ، تظهر سوءتك على قارعة الطريق
ليكشفك ديك مخمور بترنيمة المدافع يوم العيد.
عرفت انك تغوي القبل الباردة
قبل الشروق.
فهممت.
أيها الراعي.
لقد وعدته في بدء الليل،
قبل أن يصبح نسيا منسيا.
ان أسمد أرض البرتقال وأرش عليها الوصايا العشر
في كل الأركان
امرأة ذات كبرياء.
# ( الشاعرة والكاتبة لالة فوز أحمد/ المغرب )