ضحايا الحروب
كتب جهاد حسن / ألمانيا
ذات يوم من أيام الشتاء والبرد القارص يخيم على المدينة والناس متعبون من البرد وكل شخص همه الوحيد هو تأمين حاجياته الضرورية وأنا أمشي في السوق استوقفني رجل أعرفه وبدأنا نتكلم عن حالنا وأحوالنا ومن خلال الحديث بدأ يشكي لي عن سوء حاله ووضعه المعيشي الصعب والغلاء الذي كان لم يسبق له مثيل
فيا ترى لماذا يدفع المواطن العادي حياته ثمنًا للحرب التي تجري في دول كثيرة والخاسر الوحيد هو ذلك المواطن الشريف الذي لم يؤذِ أحدًا ولا حتى نملة وهو يعيش تحت خط الفقر والخوف والقهر والمرض وأستغرب من الأمم المتحدة لماذا لا تساعد ضحايا الحروب والذين يتعرضون لكل أنواع القهر وتشاهدهم صابرين ويقضون حياتهم اليومية بصعوبة بالغة ويسعون لتأمين قوتهم اليومي لأطفالهم الصغار وفي المساء يجتمعون حول المدفأة الوحيدة في البيت ويضعون فيها بقايا الأخشاب لكي ينعموا بالدفء في تلك الليلة الباردة ويسمعون أصوات القذائف تتساقط هنا وهناك وفجأة يسمعون صوت قذيفة قريبة منهم تسقط على منزل جيرانهم وبعض الجيران أسرعوا لإنقاذ تلك العائلة التي كانت تنعم قبل دقائق بالحياة وبتلك القذيفة التي سقطت من المريخ على كوكب الأرض ولا أحد يعرف مصدر تلك القذيفة ومن المؤكد إنها من كوكب المشتري وحولت حياة تلك العائلة إلى جحيم وبدأ الناس بإسعاف تلك العائلة وكل ذنبهم هو بقاؤهم في وطنهم وسكان كوكب المريخ يرمونهم بتلك القذائف التي دمرت حياتهم وحولت بيتهم إلى جحيم
وهنا نبدأ بسؤال بسيط :
لماذا هذه الحروب؟
ومن هو المستفيد الأول والأخير منها؟
لقد سمعنا عن حروب في دول كثيرة والكل يتصارع ضمن البلد الواحد والصراع لماذا لا أحد يدري وكل مافي الأمر يقفون كل طرف ضد الطرف الآخر وكان من المفروض التريث والحل السلمي وعدم الدخول في ذلك المستنقع القذر لأن الحرب دمار والرابح فيها خاسر لأنه خسر أشخاصًا أعزاء عليه وخسر أبناءً والوطن الكل أبناؤه ويجب أن تنتهي هذه الحروب لأنها ستدمر البشر والشجر والحجر وإني أتمنى أن تستيقظ الضمائر النائمة ونفكر بالوعي الإنساني ونوقف تلك الحروب التي دمرت كل شيء ولم يسلم منها أحد
إنّ هذا نداء إلى العقل والضمير لكي نخرج من الأزمات التي تواجهنا ونبذل الجهد لكي نصل إلى بر الأمان
