..ينشر موقع ” ميزان الزمان ” باقة من نصوص وقصائد نثرية للشاعر السوري علي هواري …وهنا الباقة :
-1-
تلقيت دعوة
من صديقتي الساحرة
للمشاركة بالاحتفال .. في اليوم العالمي للتعايش المشترك
بصفة .. عضو شرف
رتبت نفسي .. لملمت كلماتي ..
وخرجت قاصدا .. ذلك الوادي العتيق
رأيت من بعيد .. مخلوقات مختلفة الأشكال والألوان ..
كانوا يلعبون .. يغنون .. يرقصون ..
وحينما اقتربت منهم .. إلتزموا الصمت ..
وتعاوذوا بالله العظيم ….
-2-
كثيرا ماكنت ألتقي بالحوار مع صديقتي الجميلة .. وذات يوم .. . طلبت منها أن تأخذني إلى عالمها الأكثر جمالا .. كنت أعلم جيدا .. بأنها لن ترفض لي طلبا .. لكنها سألتني .. إن كان بمقدوري أن أتعرى عن قشرتي الأرضية .. وأرتدي ملابسهم الطاهره .. المنسوجه بخيوط المحبة .. ففعلت ذلك دون أي تردد .. حضنتني بين ذراعيها .. وحلقت بي في سماء ليست كالسماء ..تخطينا الأزمنة بكل صفاتها .. وأخيرا .. إستقر الأمر .. عند السور الأول .. أشارت بعينيها الساحرتين إلى حراس الكوكب .. فسمحوا لي بالدخول من باب أحلام اليقظة .. لا أعلم مدى مقدار الصدفة التي جمعتني مع تلك المخلوقات الجميلة ..في ذلك اليوم .. كانوا يحتفلون بذكرى .. لحظة الحزن .. ويعبرون عن شعورهم .. بالخزي والعار .. من تلك المخلوقات التي تتشابه معهم في تلافيف العقل .. حينئذ .. أحسست بشيء من الخجل الفكري … وطلبت من صديقتي الجميلة .. العودة بي إلى عالمي المخزي ……
-3-
قديستي ..
—————–
لاتجزعي .. قديستي ..
لن يعرفوا ..
شيئٱ عنك ..
حتى ولو جمعوا ..
كل الأشياء ..
فقد أخفيت ..
ألوان وجهك في مخيلتي ..
وصنعت لك اسمٱ ..
لا وجود له.. بين الأسماء ..
لا عند الأموات ..
ولا الأحياء ..
لا تجزعي .. قديستي ..
لن يعرفوا ..
شيئٱ عنك ..
حتى ولو فتشوا ..
كل الأشياء ..
فقد عمدتك ..
من طهر أوهامي ..
وألقيت عليك ..
أجمل أثواب جنوني ..
لتكوني ..
بخلاف كل النساء .
ملاكٱ .. يسعى ..
مابين الأرض والسماء ..
-4 –
عصفوري الصغير .
———————–
صديق نافذتي ..
لاتجادل في البحث ..
عن صوري وأخباري ..
فكل خياراتي ..
ليست باختياري ..
فأنا .. حرة مسيرة ..
مابين زوابع نفسي ..
وأعاصير أقداري ..
فكن لي .. مطرٱ ..
يلاعب أوراق أشجاري ..
لاتلاطم أمواج بحاري ..
وأنت تقرأ ..
سراب أفكاري ..
إليك مزهريتي ..
بكل أشواكها وأزهاري ..
فقد أودعتك زورقي ..
وأسلمت لك . شراعي ..
فاتخذ ماشئت من شؤوني
وأصدر عني .. قراري ..
-5 –
روايتي ..
كم حاورت فيك .. ترددي
وكم لعنت .. أسفي ..
في معالم اختفائي ..
مابين مفاهيم ظني ..
وشكي في معاني كلماتي
روايتي ..
نعم .. أنا هو الذي ..
من كان ..
يتقمص أشكال أحلامك ..
ويوقظ صباحك ..
في كل مساء ..
ليوحي إليك ..
بما يستحي ..
أن يدعي ..
روايتي ..
نعم .. أنا هو الذي ..
من كان ..
يعبث بخزائن صدرك ..
ليعيد ترتيب الأشياء ..
وتوزيع الأدوار ..
بين الملأ .. من العازفين ..
في جوقة قلبك ..
روايتي ..
نعم .. أنا هو الذي ..
من كان ..
يعترض خيوط أثوابك ..
ويلقي بها ..
على ضفاف ظلالك ..
ويصفق فرحٱ .. كالأطفال ..
حينما ..
يتراقصون مع دميتي
ويكتبك وجعٱ .. كالأقلام ..
في روايتي ..
# … الشاعر السوري علي هواري .. #