# الطين والنار
كتبتُ فوق دموعِ الطفلِ أسئلةً
أشـدَ جمراً
من الرمضاءِ والنّــــارِ
أخذتُ من إخوتي في الحيّ حسرتهمْ
وألفَ شكوى
تذيبُ الروحَ من جاري
وجدتُ أرملةً تقتاتُ غربتهـــا
يتيمــةً الأهلِ والكفّينِ
والدارِ
وإخوةً ودّعوا في الأمس والدهمْ
قد راح يطلب رزقاً
خلف أسفارِ
وصحبةً تنهشُ الأهوالُ مهجتهمْ
لا يصرخونَ
وسلطانُ الدجى ضاري
أمشي على شفرة الأيام
يذبحني
أني تبينُ خلالَ الحبرِ أسراري
أني أعاند كفّ الريح
يصفعني
وإن جُرحتُ نزيفُ الروح أشعاري
هلا ضممتم إلى الأضلاع قافيتي
فيها صراخي أنا
صمتي
وأمطاري
هلا رفعتم على الرايات شاهدتي
يهبُّ من جمرةِ الغافين
إعصاري
من أوّل النارِ أغصاني تحرضني
على القناديل
أرمي الطين
في ناري
فأيّ صلصالَ ليس اليوم يشبهني
منذ انتخبتُ لهيبَ البوحِ
قيثاري
وأيّ مرآة لو لامستُ أكسرها
لو حاولَ الصمتُ تقييدي
وإنكاري
لا تحرجوني
إذا أولمتُ قافيتي للطيبين
وقوّلوها بتسييسٍ وأعذارِ
شعري رغيفي
كتابُ القلبِ أنثرهُ في كل حقلٍ
شذى عشقي
وإيثاري
ما كنتُ حرباءَ في طبعي تلوّنها
قلبي لساني
ودفقُ النهر آباري
وجدتُ في الأرض حكاماً وأبلســةً
وجدتُ شعباً
بكى من ألفِ سمسارِ
فقلتُ للشعر كنّي
كانَ لي وجعي
ولستُ أخشى إذا عاثوا بآثاري
أمشي على الشمسِ
لكنْ أحرفي بلدٌ
قد مزّقوهُ فقامَ الحبرُ للثارِ
لو كنتُ فرداً وقام الكلُّ يقتلني
لعادت الروح
تُحيي نسلَ ثوارِ
# ( الشاعر عصمت حسان / رئيس منتدى شواطئ الأدب في بشامون / لبنان )