…ينشر موقع ” ميزان الزمان ” باقة ملفتة من قصائد الشاعر المصري عبد العزيز جويدة , باقة من الكلمات الإنسيابية القريبة من القلب في المعاني والإيقاع ..باقة تستأهل التوثيق ..و هنا بعض القصائد المختارة :
إقرأوا هذا الشاعر :
عبد العزيز جويدة
( جمهورية مصر العربية )
-1-
جَوِّعونا قَتِّلونا
اسجِنونا
ارفُضوا أن تدفنوا الموتَى
اترُكوهُم في العَراءْ
قَيِّدونا
مارِسوا الإجرامَ فينا جَهرَةً
مارِسوهُ في الخَفاءْ
واقطعوا كلَّ الزروعْ
واحرقوا كلَّ الضروعْ
وامنعوا عنا الهواءْ
هَدِّموا كلَّ المنازلْ
اقصِفوها
كلَّ أبوابِ جَهَنَّمْ
افتحوها
هَدِّموا كلَّ المساجدْ
والكنائسْ
وقبورِ الأولِياءْ
سوفَ نبقَى صامدينَ
رغمَ أهوالِ القِيامةْ
نحنُ جيلُ الأنبياءْ
بينَنا والفَجرَ وَعدٌ
ليسَ ينساهُ
ونحنُ
في انتِظارٍ للقاءْ
-2-
ليسَ التكلُّفُ مِن صفاتي في الهوى
واللهِ إن الموتَ عشقًا
مِن صميمِ طَبائِعي
أقسمتُ باللهِ العظيمِ وصادقٌ
أنتِ الوجودُ بأسرِهِ
ولكِ
كتبْتُ روائعي
لو أن عشقي لا يَليقُ حبيبتي
وبضاعتي في العشقِ مُزجاةٌ
فلا تَتردَّدِي
رُدِّي إليَّ بضائعي

-3-
قسمًا بمن خلقَ السماءَ
بلا عَمَدْ
قَدَري أُحبُّكِ في الحياةِ
إلى الأبدْ
فتَدلَّلِي فوقَ التَّدلُّلِ نفسِهُ
مِن حقِّ حُسنِكِ
أن يُجاهرَ بالدلالْ
وأنا أُكبِّرُ
في عيونِ الناظرينَ
مِن الحسَدْ
ما الناسُ كلُّ الناسِ عندي
في الوجودِ سوى عَدد
مَدَدي أنا
بَسَماتُ ثَغرِكِ فِتنَتي
باللهِ زيدي
ثم زيدي في المَددْ
أنتِ التي في القلبِ يَمكُثُ حبُّها
وغرامُ غيرِكِ
ليسَ أكثرَ مِن زَبَدْ

-4-
لِمَنْ يَفرِضونَ
عَلينا الوِصايَةْ
لِمَنْ يَحكُمونَ لِما لا نِهايَةْ
لمن يَعشقونَ بَريقَ الكَراسي
ونحنُ شُعوبٌ
تَجوعُ وتَعرَى
ودومًا تُقاسي
صُنوفَ المَآسي
أنا جِئتُ يا سادَتي الحاكِمينَ
أُحَدِّثُ عني
عنِ العَرَبيِّ في أيِّ أرضٍ
وهذا التِماسي
فهلْ مَنْ يُجيبُ
وهل مَن يُواسي
-5-
ما كنتُ أعرفُ في تضاريسِ الهوى
كيفَ الجبالُ تكوَّنتْ
كيفَ الشموسُ تكوَّرتْ
أو كيفَ أنهارُ الحنينِ
تُشَقُّ ما بينَ الضُّلوعْ
أو كيفَ تُصبحُ بينَ أعيُنِنا
بحارٌ من دموعْ ؟
أو كيفَ يَغدو الحبُّ دربًا واحدًا
فيهِ الذّهابُ
بِلا رُجوعْ !
-6-
أيَّتُها المَلِكة
هَلْ تَسمحينْ
لي بالدُّخولْ ؟
لا تَسمعي مِن زُمرةِ الحُرَّاسِ شيئًا
أنا شرحُ مُشكلتي يَطولْ
أنا قادِمٌ والبحرُ خَلفي
والعصافيرُ الجميلةُ والنَّوارِسُ
والنجومُ على وُصولْ
قالوا بأنَّ مَناجمَ الماسِ العَتيقةَ
بينَ عينيها
تَجولْ
قالوا بأنَّ مَنابعَ الأنهارِ في العينينِ
تَركُضُ كالخيولْ
قالوا بأنَّكِ دائمًا أرضُ التَّرَقُّبِ
والتَّوقُّعِ والتَّمرُّدِ
والذُّهولْ
ولِذا أتيتُ
أُحطِّمُ الأسوارَ حتى تأذني
لي أن أقولْ

-7-
حينَ اكتشَفْتُكِ
لم يكُنْ قصدي اكتِشافُكْ
فأنا الذي ما كنْتُ ضِدَّ الحُبِّ يومًا
أو معَهْ
أنا مُؤمِنٌ أنَّ الفُصولَ الأربعةْ
ستظَلُّ دومًا أربعةْ
وبأنَّ شَمسًا واحدةْ
وبأنَّ بدرًا واحدًا
فتنَ الوجودَ إلى السَّماء السَّابعةْ
لكنَّني حينَ اكتشَفْتُكْ
كلُّ الأُمورِ تغيَّرتْ
فأضَفْتِ بَدرًا ثانيًا
وأضفتِ شمسًا ثانيةْ
وأضفتِ فَصْلاً خامِسًا
ما أرْوَعَهْ
-8-
حُزنٌ يَطولُ وغَيبةٌ مُتَعمَّدةْ
وأنا الذي ضَيَّعتُ عُمري في انتِظارِكْ
مازلتُ أشعُرُ في غِيابِكْ
أنَّ الحنينَ إليكِ طاغٍ
فوقَ احتِمالي واحتمالِ الأورِدةْ
اشتقتُ أن أُلقي بنفسي في العُيونِ
الشَّارِدَةْ
غادرتِني كسحابةٍ..
مَجنونةٍ
مُتَمرِّدَةْ
#عبدالعزيز_جويدة
