# ” عندما يغتال الربيع”
من عبق التاريخ
يطل ذلك المارد من قمقمه
يعلن تمرده
يكدر صفو اللحظات
يكتسح ساحات الحاضر
لا يهلل له سوى هؤلاء
الذين ظنوا انهم صدقوا
وما عاهدوا وما وفوا
يدوس ذاك المارد بصلف
على جنى السنين
يعبث بقدسية ما سطره الزمن
في غفلة من عفاف
طهر الساعات الأخيرة
يمشي على أرض مكلومة
بالحروب والصراعات
مضرجة بدماء الأبرياء
وقارورة عطر تهشمت
على الارصفة الباكية
ضاع عبيرها بين تلك
الأشلاء المكومة…
داست عليها نعال
الجيوش المتوحشة
الموبوءة بتدنيس
طرقات الأحلام السندسية
اغتالت ربيعا تأهب للفرح
أجهضت أجنة الروابي والمروج
سقتها الذل ألوانا
من قبل الولادة ….
تستحضر ارواح الأشباح
المبعثرة على جدران الذاكرة
كالخرافة ….كالشتات….
يقف كالمستبد بالقرار
ذاك المارد …..بعبقرية مزعومة
ترمقه أعين مرهقة
وجفون جفاها الكرى
وجوه بائسة تحكي
عن وجع الزمن المثقل
بالهموم والكلوم….
تلملم المشاهد المشتتة
عل الرؤية تتضح
عبر شظايا بلور مفتت
وأشباح تقفز على أوتار
قلب مسجى بلا نبض
تعزف ألحانا كالهذيان
زمن الحمى…..
تمسك بصولجان النرجسية الحمقاء
ترقص على إيقاع أصوات الشجن
سكرى تعربد ثم تتهاوى
في سحيق جب الغدر
تتلو تعاويذ الزمن الغابر
يعبر على أرصفة الدجل والشعوذة
لا ينبئ إلا بألغاز
لا توقع إلا في متاهة
في مواسم تلازم
انبعاث الفجر الوليد
مع ارتحال نباح الكلاب السائبة
وكأنها محض سحاب
يمر بسماء لا غيث فيه ولا مطر
وقد تعطرت بشذى الياسمين
عبقا تغلغل في شرايين الحياة
تضمد جراح أفق
انكسرت عليه الوان قوس قزح
وغدت في فضاء
مسيج بخيالات.الذكرى المارقة
تشع في معبد الشمس
حيث تجنح الأحلام
وتظل سابحة في فلك
الطقوس المنسية الخرساء
تبحر في الأكوان السرمدية
حيث لا قانون للجاذبية الخرقاء
# (الدكتورة الشاعرة والناقدة مفيدة الجلاصي)