الميراث
لنـا في الحزنِ ميراثٌ ثقيــلُ
وشمسٌ
عن بيادرِنـا تميــلُ
لنا دمعُ السحابةِ فوق أرضٍ
كريمٌ
قامَ يزرعُها قلوباً
ووقتَ البذلِ
يحصدُها البخيلُ
لنا البركانُ في دمنا يغني
إذا ثرنا
ومن غضبٍ يســيلُ
ولكنْ لا نثورُ
ولا نبالي
ارتضينا الذلَّ خدّرنا بصبرٍ
وقلنا الصبرُ يا وطني
جميلُ
وحاكينا الحمائمَ في ســلامٍ
كثيراً كان يسحرُنا
الهديلُ
وعانقنا المصابيحَ اللواتي
ببالِ النورِ
وانقطع الفتيلُ
يتامى نحنُ
يتّمنـا اغترابٌ
عن الأهدافِ
وانحرف السبيلُ
نجوسُ الأرضَ بحثاً عن سراجٍ
ولا يسقي القناديلَ
العويلُ
لنا زمنٌ تفلتَ من ظلامٍ
لنا عتمٌ
كما الشكوى ثقيلُ
لنا في كلّ أرملةٍ بكاءٌ
وأنّ الفجرَ يأتي
مستحيلُ
تقاعسنا عن الأفعال دهراً
مزاجيونَ
نرضى ما نقولُ
كأنّ تمترسَ اللبلابُ فينا
ونعلو دائما جسداً وضيعا
ولكن
دون أن تعلو العقولُ
وتحكمنا الكواسرُ دون قسرٍ
نباهي
أننا البلدُ الهزيلُ
وأنّ الضعفَ قوتنا جميعاً
ونسمو
حينَ حالتنا الذبولُ
كأنّ الضالعين بكلّ إثمٍ
أرادونا بلا زندٍ
لنكبوا
وقالوا لن يحاسبَنا القتيلُ
هلاميونَ
أشتاتٌ
سكارى
وصوتُ الحقّ مخنوقٌ
خجولُ
وخرفانٌ
ملائكةٌ
أيامى
ويمشي تحتنا للإفكِ سيلُ
إذا شئنا البقاء كما أرادوا
فبئس العيشُ
وجهتنا الذهولُ
وإن شئنا الحياةَ فلا خياراً
ولا نصفاً
تباركه الحلولُ
فإمّا أن نثورَ بكل رعدٍ
وإما
لن يفاجئنا الهطولُ
***
# الشاعر عصمت حسان( رئيس منتدى شواطئ الأدب في لبنان )