..يبدأ موقع ” ميزان الزمان ” بنشر حلقات من كتابة الشاعرة والروائية والناشطة الثقافية في إدارة ملتفى ” حبر أبيص ” السيدة تانديار جاموس ..
سننشر من هذه الكتابات النثرية المطعمة بالشاعرية مساء كل يوم أحد وتحت عنوان ” خلف النوافذ ” ..وهنا الحلقة الأولى :
” خلف النوافذ ” – الحلقة 1- للكاتبة تانديار جاموس :
تعلٌمت ان لا أُنهي حديثي بنقطة
ولا أحبس نصل السكين بين معترضتين
أن أترك جميع جروحي مفتوحة
لكي يضع كل منكم التأويل المناسب
لإمرأة
تبيع جميع حركات جسدها
وعلامات الترقيم المناسبة لوجعها
فلا تُضمُ ولا تُنصب ولا تُكسر
أن تكون خارج النص دائماً
وتُنسى
جلّ ما تريده أن تُنسى.
لا أرشّ على الموت سكًرا لأستسيغه
أراه هكذا كما هو
يحمل منجله مستعدّاً
لا اُغمض عندما أخاف
أقصد عندما ينبغي أن أخاف..
أتهيّأ دومًا لأضع عيني بعينه بوقاحة
أُناقشه كثيرًا بصمت مطلق
كأن أقطع الشارع بهدوء مثلًا وأعلم أن سيارة ستصدمني..
أو , أن أعلم جيدًا , أنّ أحدهم آخر , مصيره سيفلت يدي لوادٍ , بعدما رفعني لبرج شاهق.
تعلّمت ان لا أصرخ
أيّ كانت قوّة الضربة
أن أفلت الحبل لصوتي
ليركض بعيدًا
ولا يلتفت وراءه
كي لا يتماهى للمنجل ضعفي ..
مرّة
رأيت امرأة عارية تتدلّى من على شرفة،
تصرخ لرجل أن يسترها
أو ان ترمي بنفسها ..
نظرت كثيرًا
كان لدي من الفضول ما يكفي
لأجحظ عينيّ
أُخرس صوتي أمام خسارة رهانها
واتلصص على الموت
لأعرف فقط
طريقته في قطف الأرواح الخاسرة
واحفظه بصمًا..
لكنّه “ابن الحرام” كان ذكيّا
صار ينتظرني حتّى أغفو
يتنكّر بهيئة رجل يعرّيني
يقطف كل ليلة رأسي في منام
يجعلني أصرخ مضرّجة بالندم
ويبتعد.
# ( الكاتبة تنديار جاموس / لبنان )