# وصرهنٌِ شعرا
..
وأنا أباشر لعبة النصِّ التي
تسمو على الأغراض والألعاب
..
أحرقتُ ثوب الشعر أجل تطهُّري
ومنحتُ وحي النص لبس ثيابي
..
امنح لإبراهيم ناراً بُرِّدَتْ
واجعله في أمنٍ بوقتِ عِقابِ
..
سيعيش في اطمئنان شعرٍ كاشفٍ
يُجلي لفأس الهدم للأنصابِ
..
الشعر من فأس الخليل كرامة
تهوي على شكٍّ لدى المرتابِ
..
ليكون قد بلغ اليقين بشاعرٍ
يهبُ الخليل علامة لتصابي
..
ويقول: أقوى نار قوم سُجِّرتْ
لا لستُ أقوى للهوى الغلاَّبِ
..
الطير فاذبحْ إذ يقينك ناقصٌ
صرهنَّ أشتاتا لدى الأعتابِ
..
ستجيءُ أعتابٌ إليك ذليلةٌ
وتقول شعرك من علوِّ كِعابِ
..
هذا يقينُ الشعرِ طيرٌ وزِّعتْ
جاءتك طوع الذبح ليس تحابي
..
فلقد منحت لها الحياة
بطرفة للرمشِ
والسكِّينُ في الأهدابِ
..
والوحي في القلب المدثِّر دائماً
لكن غدا يُوحَى بدون حجابِ
..
يا نار إبراهيم ما برَّدْتُها
والشعرُ يلظى من سيوفِ ضرابي
..
آمنت أن الشعر حدٌّ فاصلٌ
ما عاد يستجديه فعل تغابي
..
إما لفأس
لا يرى من حوله صنماً
سوى أرداه للأعقابِ
..
أو أنَّ أصناماً
تهيِّئُ شعرها
ليكون في جمعٍ من الحُجَّابِ
..
الشاعر الفرد الذي
من دونِ حُجَّابٍ سيكفيني مفاضلةً
مع الأترابِ
..
سأوحد الأحد الذي في قلب إبراهيم
حتى قوس ألفي قابِ
..
أقول يا للقربِ بعد تفرُّدٍ
هذا دنوٌّ إثرَ بُعْدِ سرابِ
..
هذي مجازات الخيال تشيَّأتْ
ناراً .. قرابينا .. وماءَ قرابِ
..
وحكاية للشعر في ابراهيمها
عَرفتْ جناسَ تطابق الأسباب
..
الواحديَّةُ
والمقام المرتجى
والله دحضُ الشعر بالأنسابِ
..
مستنسبون وخالصون قرائحاً
ما عكرهم من سائغٍ بشرابي
..
أصنامهم نصبت وفأسي قائم
ومعلَّق لا شبهة برقابِ
..
بل بعدما حطم الرؤوس
وعلَّق الفأس المناوئ
جاد بالإخصابِ
..
ونما إله الشعر ساعة سقيه
ما بين طين لازبٍ وتُرابِ
# ( الشاعر سلمان عبد الحسين / البحرين )