# ” بائعة اللبن “
– مرحبا، هون بيت بياعة اللبن؟
– أهلا وصلت…
– حضرتك؟ دلونا عليك، اسمالله هالحبقات شو ناجحين؟
– ايه، هلق بشلّك كم شتلة، هيدا حبق زعيتري..
– وهيدا بالجنينة زنبق؟
-لا هيدا أروم.. هلق بقطفلك باقة… رح حط الركوة عالنار…
بياعة اللبن عفاف، من لما استقال زوجها من الحياة ولبعد ما مات، حملت البيت عكتافها… كل يوم بتوعى قبل الضو، بتبلش نهارا بالصلا، وبس يبلش الضو يشق، بتضهر قدام البيت العتيق بتزرع وبتسقي الجنينة وبتكنّس الطريق لحتّى يجبلها ابنها الكبير الحليبات من المزرعة، بتشرب معو فنجان قهوة، بتعملو ترويقة، وبتبلّش تفوّر وتروّب لبن وتجلي جرار..
بترجع بتبلش تحضّر الطبخ، قبل ما توّعي ابنها الصغير وتعملو فنجان زهورات وتشرب معو قهوة تحت العريشة قبل ما يروح عشغلو..
بعدها بتوّعي بنتها وبتعملها ركوة قهوة هي وعم تكسّر صنوبر بالحجر البحري، او عم تعمل كشك، او عم تنقي السماقات او عم تعمل شراب التوت..بتكشف بعدها اللبن يلّي بتحطو بالبراد ولما تبيعو بتربح بالخمس كيلوات الف ليرة…
بالنهار بتبيع لبن وبتنضف البيت وكلما يرجع حدا من ولادا بتحضرلو الغدا.. وعالدغوش بجبلها ابنها حليبات المسا فبترجع تفوّر وترّوب وتجلّي جرار حليب وطناجر.. وبتغفى عالكنباية…
– ماما ليش ما بتفوتي تنامي بتختك وبترتاحي؟
– مش غافية بس ساكعة، بعد عندي تكشيف لبن عالساعة 1(بعد نص الليل) وعالساعة 2.
هيك بياعة اللبن ربت عيلة وبعدها لليوم هي الاساس.
-مرحبا، هون بيت الاستاذ مكرم غصوب؟
– لا
– بس مش حضرتك الاستاذ مكرم غصوب؟
-مبلا، بس هون بيت بياعة اللبن وانا ابنها.
# ( مكرم غصوب /عضو الهيئة الإدارية لإتحاد الكتاب في لبنان )