كتب يوسف رِقة / بيروت:
.. حاول رجالات المسرح في لبنان والعالم العربي من خلال تجاربهم , نقل النظريات المنهجية في العالم إلى مسرحهم . خصوصاً نظريات ” التغريب ” عند برتولد بريشت التي تعتمد ما يسمى بكسر الإندماج بين الممثل ودوره وبين المشاهد والخشبة , ونظرية ” الدخول في عمق الشخصية ” عند قسطنطين ستانيسلافسكي .
وكان تطبيق هذه النظريات يأتي دائما ” بخطوة ناقصة ” تثير الجدل بين المهتمين بالمسرح العربي في ظل التجارب العديدة التي تخاض بحثا عن وجه للمسرح العربي .
الدكتور قاسم قاسم ( أستاذ صف الماستر لمادة السينوغراف في كلية الفنون الجميلة – قسم المسرح في الجامعة اللبنانية ) حاول شرح تلك المناهج وتبيان أوجه التمايز والاختلاف بين مدرستي بريشت وستانيسلافسكي عبر كتابه الجديد الذي حمل عنوان ” حوار المسرح ” مستخدما نمطا في الكتابة يهدف إلى تقريب الفكرة وتبسيطها للدارسين والمهتمين من خلال إبتكار حوار بين أستاذ وتلميذته .
الكتاب الجديد تم نشره على موقع Amazoun الإلكتروني للكتب الرقمية العربية لتسهيل الحصول عليه والإفادة من محتوياته مركزا على مدى تأثير هذين المنهجين على المسرح العربي .
# نماذج ومقتطفات من ” حوار المسرح “:
ونقتطف في مقالتنا هنا نماذج من هذا الحوار الشيق الذي ورد في كتاب ” حوار المسرح ” للدكتور قاسم قاسم :
كنا ندردش عن سبب انحسار العروض المسرحية على الساحة اللبنانية ، عندما سالتني الى اي مدرسة تنتمي مسرحية الواوية للمخرجة نضال الاشقر التي تعرض في مسرح المدينة، اجبتها: انها تنتمي لمدرسة التغريب
صمتت طويلا ثم تطلعت نحوي وقالت: لماذا انتم غامضون؟
ضحكت وسالتها: هل تحبين ان اشرح لك مفهوم التغريب
تفضل، ثم اشعلت سيجارة
هل تعرفين ان هذه المفردة هي مفتاح فلسفة بريشت؟
وطال حديثنا كل منهج بريشت وطبعا على عدة جلسات ، الى ان الحت علي ان اكمل معروفي واشرح لها منهج ستانيسلافسكي وعندما وصلت الى الكلام عن الفرق بينهما تمنت ان اوضح لها ذلك
اجبتها بعفوية: انا اشعر ، انا افكر عند ستانيسلافكي
انا افكر اذن انا اشعر عند برشت.
ومن تأثر بهما من المسرحيين العرب وقبل ان ننهي حوار اليوم قالت اريد ان اسألك ما حاجة الممثل الى الخيال في المسرح؟
كي يخلق كلمة لو السحرية ويذكر ستانيسلافسكي في كتابه اعداد الممثل عدة امثلة منها: عندما تسأل الفتاة المعلم ماذا تفعل؟ يجيبها اشرب الشاي، تقول: لو ان هذا لم يكن شايا، بل زيت خروع فكيف عساك تشربه؟ هنا يضطر المعلم الى تذكر طعم الدواء وعندها ينجح في رسم تعابير وجهه .
ذكرت لي مرة وعفوا على الاطالة ان مسرح بريشت يروي الاحداث ما معنى ذلك وكيف؟
عند بريشت المشاهد هو مجرد شاهد عليه ان يجعله منتبها لما يجري وملاحظا ومراقبا ومسرحه يروي الاحداث بينما في المسرح الدرامي يشترك المتفرج مع الحدث ويتفاعل
قالت : لدي اسئلة عديدة
اجبتها : لابد من لقاء اخ
# صدر كتاب “حوار المسرح” للدكتور قاسم قاسم عن شركة امازون العالمية للتسويق في شهر ايار من الغام 2020