..تلقى موقع ” ميزان الزمان ” هدية تقديرية ثمينة من الشاعر ناصر القواسمي وهي قصيدة لم ينشرها من قبل .
موقع ” ميزان الزمان ” الأدبي وصفحته الفيسبوكية إذ يقدران عاليا تلك الهدية الرائعة من كاتب وناقد وموسيقي مرهف وذواق يتمنيان للصديق الشاعر ناصر القواسمي التألق والتوفيق , مع شكرنا الجزيل …هنا القصيدة :
|| ” صراعٌ مع جُثّةٍ”
خَشَبٌ يَفِيضُ عَلَى الخَشَبِ
سَبَبٌ تَدَلَّى عَن ظَهْرِ السَّبَبِ
وَأَنَا مَا جَازَ لِلنَّارِ بَيْنَهُمَا
وَمَا اسْتَبقَتِ الأيامُ مِنَ الحَطَبِ
أَمُرُّ عَلَى ظِلِّي خَفِيفًا كَفَرَاشَةٍ بَيْضاء تَعْدُو
بَينَ المَاءِ وَاللَّهَب
أُقَشِرُ الذُّكْرَيَات مَوْزًا لَمْ يَسْتَسِغْنِي
وَأُغَنِّي
لِتَنْمُو سُنْبُلَات الفَرَحِ فِي الرَّأْسِ المُنتَهَب
يا أَيُّهَا الْكَوْن الضِّدّ
يا أَيُّهَا الوَرْد
كَمْ عَلَيَّ أَنْ أَمَوتَ لِأَحْيَا فِي عَالَمِ التَعَبِ
كجرةٍ بِلَا عَسَلٍ
بِلَا مَاءٍ
بِلَا ظِلٍّ عَلَى الْأرْضِ تُقَرْفِصُ وَتَنْتَظِرُ
كَحَمَامَةٍ تَرْقُصُ حَيْنًا
تَعْبسُ حَيْنًا
تُصَابُ بِالمَعَنّى الثَّقِيلِ حَيْنًا فَتَنْكَسِرُ
وَكّم عليَّ أَنْ أنتظر
لأُمَرِّغ وَجْهِي عَمِيقًا فِي التُرَابِ الرَطِبِ
لَا سَبَب وَاضِحٌ لِلحُزنِ
لَا فَجر يُطَلُّ مِنْ عَينَي
لَا وَقْت يَصْلُحُ لِتَرْمِيمِ رُوحِي وَبَيْتِي
خَيَّبْتُ فِي الظَّنِّ ظَنَّي
وَأَضَعْتُ فِي الْمَاءِ لَونَي
كَأَنِّي
مِتُ قَبْلَ أوانِي لَمْ أَحْفِلْ بِمَوْتِي
وَتَابَعْتُ سَيْرَي بَلَا طَرِيقٍ أَوْ مَدَى
دَليلِي عَصَا مِن سُؤَالٍ
وَحِذائِيِ يَقُودنِي إِلَى نِهَايَاتِ الصَّدَى
كأيِّ أيٍّ تَعَثَّرَ بِالتَّرَدُّدِ
وَاِحْتِمَال النَّبَأ
كَطَيْرٍ تَمَادَى عَلَى القَمْحِ وَاجْتَرَأَ
كَسُؤَالِ الغَرِيبِ
عَنْ لَوْنِ الطِّينِ فِي آذَارِ
كَالْأَخْبَارِ
كُلَّمَا تَقَادَمْت تَكْسُوَهَا مَنَادِيل الصَّدَأِ
أَجُرُّنِي إِلَى مثواي بَيْنَ المَوتى القُدامى
فِي مقابرِ الكُتُبِ
يُوصِدُ الْبَاب فِي وَجْهِي
وجهٌ لا أراهُ قائِلًا
لَا مَكَان لِهَذِهِ الْمَلامِح فِي ثَناياِي
في رُؤاي
ولا حَارِس اليَوم سِواي
فَاِمْضِ إِلَى شَأْنِكَ يا هَذَا
لَا تُزْعِجْ فِي ظَهْرِ الْغَيْبِ مُوتَاي
وَابْحَثْ لَكَ عَنْ أرْضٍ أُخْرَى تَتَقَبَّلُ مَوْتكَ
صَوْتكَ
رَائِحَة قَلْبكَ فِي حَجرِ النَاي
لا مكان لخشَبٍ يفيضُ على الخشبِ
لَكَ أَسَبابُكَ وَلِي سَبَبَي
فَأَعُودُ مِنْ مَوْتِي بَلَا مَوْتٍ
أُصَارِعُ جُثَّتَي فِي صَحْنِ الْوُجُودِ وَأُحْصِي
مَا نَبَتَ بَيْنَنَا مِنَ النُدَبِ
# ( الشاعر ناصر القواسمي )
دمتم يا أصدقائي بكامل العلوِّ والسموّ والتحليق
لا مكان لخشَبٍ يفيضُ على الخشبِ
لَكَ أَسَبابُكَ وَلِي سَبَبَي
فَأَعُودُ مِنْ مَوْتِي بَلَا مَوْتٍ
أُصَارِعُ جُثَّتَي فِي صَحْنِ الْوُجُودِ وَأُحْصِي
مَا نَبَتَ بَيْنَنَا مِنَ النُدَبِ ..
كيف ؟ أيُّ صورةٍ هذه ؟ أراك ترقُبُ الدّهشةَ على مُحَيّا كل من يقرأ رائعتكَ هذه ..
قصيدةٌ تحبُسُ الأنفاس ، تجعلنا نصمت حتى آخر سيلِ إبداع …
رائع أنت صديقي الأديب والشاعر ناصر قواسمي ، تحياتي لقلمك الباذِخ والورد
ليس كل من كتب قصيدة النثر يجيدها، ولكن الشاعر ناصر القواسمي هنا وفي كل قصائده يجيدها وينثر الدهشة لدى المتلقي. وهنا الإبداع في المجاز والتكثيف في صورٍ مستحدثة لم يسبقه لها شاعر. صديقي ناصر دعواتي لك دوما بالتألق
شاعر كتب في شتّى الاغراض وما أصعب ان يتطرق الشعراء الى موضوع الكينونةلكن ذلك كان يسيراعلى الصديق ناصر ذلك الفنان المتّقد حيويةوقد انعكست على شعره الزاخر بالصور والتجديد وهو المنحدر من مخيمات اللاجئين فكانت تلك الخلطة العجيبة بين الذات وماشهدته من مآس على المستوى الفردي والجماعي الم يقل المسعدي الادب ماساة او لا يكون؟
ناصر قواسمي
الشاعرُ الشاعر
راعي الحَمام والقصائد
رفيقُ النور والسواقي ..
تدهشنا في كل مرة .. وكأنها أولُ مرة
دمتَ عظيماً .