..نشر غروب ” حبر أبيض ” الذي يشرف عليه رئيس ملتقى حبر أبيض الشاعر مردوك الشامي قبل قليل نص المقابلة مع الشاعر الدكتور الياس زغيب .
..نعيد نشرها في موقع ” ميزان الزمان ” لأهميتها وبغية أرشفتها على محرك البحث ” غوغل ” بعد ايام قليلة , وهنا التفاصيل :
الشاعر الدكتور الياس زغيب لحبر أبيض :
بصمتي الإبداعيّة ستبقى دائمًا بالمحكيّة اللبنانيّة
- المعيار الأساس للحكم على النصّ الشّعري هو صدقه وقدرته على الاختراق.
- لا يمكن أن نفصل الشّعر عن الحياة وعن التجربة الإنسانيّة، وكل ذات إنسانيّة هي عالم من الفرادة والتميّز
- فأنا أعتقد أنّ جميع الزّغيبيّين يتحدّرون من جدٍّ واحد ربّما كان شاعرًا وانتقل الشّعر إلينا بالوراثة الجينيّة
- المحكيّة اليوم هي لغة الحياة في كلّ المجتمعات العربيّة لذلك ربّما تكون أقرب إلى الشّعر مع العلم أنّ الفصحى ليست مقصّرة عن التعبير وعن مواكبة الحداثة.
- لست مع القسوة والتّجريح في النّقد ولكن بالمقابل أرفض وبشدّة توزيع الشّهادات لغير مستحقّيها.
# ( إعدادوتنسيق النص : الكاتبة تنديار جاموس)- استهل اللقاء بكلمه الشاعر مردوك الشامي الذي قال :
يتقنُ التقاطَ النسمة ، ليجعلها رايةً للعطر، ويجيدُ الإمسـاكَ بضفائر القرنفل كي يضعها عقداً على جيد الحقول..
في قاموسه الشعري يرتفعُ عالياً صوتُ الإنسان، وفي محبرة النبض يغمسُ عكّاز السطور، لتأتي قصيدته على قياس المصابيح..
رصيده في مساكب الكلام حبق كثير وعصافير وأغنيات، وحضوره كم ينصهر فيه الإنسان والشاعر..
تسمع من قصائده قرقشة رغيفٍ محمّص، زقزقة عصافير، وبهجة نوارس تدل المراكب على الشاطئ الحلم.
تلمس فيها أنامل صبايا اللغة الجميلات، بتلات الوردة المستحيلة، وأوتار الريح حين تصطفُّ على كمنجاتِ الأرصفة..
في لغته أنهارٌ وأيائل ونايات ، وفي حضوره قلوب من شهد تتذوقها النسائم فتصبح جرار نبيذ وعطر.
الشاعر الدكتور الياس زغيب ضيفنا في ملتقى حبر أبيض
الرحلة بدأت الرحلة :
Ziad Akiki :الشاعر الصديق د.زغيب…ما هي مقومات الشعرية الأساسية في رأيك؟ وما المعيار الأساس للحكم على القصيدة؟ وإلى أي مدى ترفد الثقافة الإبداع الشعري؟- الياس زغيب :
صديقي وأخي الشاعر زياد عقيقي
تبقى الإجابة عن أسئلةٍ مفتوحةٍ تخصّ الشّعر والشّاعريّة مجرَّد احتمالات تقارب الحقيقة ولا تحيط بها كاملةً، إنَّ مقوِّمات الشِّعريّة الأساسيّة برأيي هي اللّغة الشّعريّة بالدّرجة الأولى، وصدق التّجربة والمشاعر، وامتلاك تقنيات الكتابة… والمعيار الأساس للحكم على النصّ الشّعري هو صدقه وقدرته على الاختراق: اختراق الواقع الجامد لرسم واقع جديد مفتوح على احتمالات جديدة لا نهائيّة، بالإضافة إلى اختراق الذّات الإنسانيّة لمحاكاة الهمّ الإنسانيّ والمشاعر الإنسانيّة وتعميم التجربة الفرديّة؛ مع العلم أنّ أيَّ حكم على أيّ شيء لا يخلو من الهوى الشّخصيّ والذّائقة الفرديّة التي تختلف من متلقٍّ إلى آخر.
أمّا الثقافة يا صديقي فهي كما تفضّلتم الرّافد الأساس للإبداع الشّعريّ، وغذاء الموهبة الضروريّ للانطلاق من فطرة البدايات إلى الإبداع ونضج التجّربة.
Laudy Chameseddine :أهلاً بك شاعرنا القدير..
برأيك ما هي المواد الأساسية التي يجب أن تتوفر في قصيدة الشاعر لكي يصل إلى مرحلة التمييز والتفرد؟
أهلا سيّدتي!
ببساطة مطلقة هي مادّة أساسيّة واحدة تبنى عليها كل المواد الأخرى، إنّها الإنسان الذي يعيش داخل الشّاعر. لا يمكن أن نفصل الشّعر عن الحياة وعن التجربة الإنسانيّة، وكل ذات إنسانيّة هي عالم من الفرادة والتميّز، وبالتّالي فإنّ قدرة الشّاعر على انعكاس ذاته في قصيدته توصله إلى مرحلة التّمييز والتفرّد.
أنا أجد أنّ الكون بمساحاته الشّاسعة وتفاصيله المعقّدة يختصر في داخل كل إنسان، والشّاعر كما الفنّان بشكل عام بعد أن يتمكّن من تقنيات العمل الذي يمارسه يدخل مرحلة التّجريب ليبتدع صورة أقرب إلى ذاته العميقة والمنفلشة على الوجود…
Mardouk Alshamii :بداية كل الترحيب بضيفنا الشاعر الدكتور الياس زغيب باسمي وباسم أسرة حبر أبيض وإدارييها الشعراء حنان فرفور ، تنديار جاموس، عصمت حسان مارون أبو شقرا ، مارون الماحولي وباسم أعضائها جميعا وأطرح عدة أسئلة:- ما قصة حراجل والشعر، وقصة آل زغيب معه ، اقصد الشعر ففي العائلة شعراء كثيرون وكلهم يمتلكون القصيدة والحضور؟
- قياسا لحضورك المميز والكبير في المشهد الشعري اللبناني والعربي و في الأمسيات والمهرجات ، أرى أنك لم تنشر سوى “جراس الحبر، وقجة النسيان” ، كمنتوج ورقي، ما السبب يا صديقي؟
- درست وتدرّس بالفصحى، لماذا المحكية سرقتك إليها، وأعرف أنك تكتب الشعر الفصيح أيضا ، لكنك لم تنشره ..
- الانزياح في الصورة الشعرية بين الفصحى والعامية عنوان اطروحتك للدكتوراه ، برأيك أيهما أكثر قبولا للتطوير والحداثة وتلبية الواقع والعصر,, الفصحى أم المحكية؟
- أجوبة الشاعر د. الياس زغيب :
صديقي مردوك وأخوتي أسرة حبر أبيض، أتقدّم منكم بجزيل الشّكر والمحبّة والامتنان على هذه الاستضافة الراقية متمنّيًا لكم دوام النّجاح والتميّز، وكلّكم متميّز في ميدانه واليوم تضيفون إلى تميّزكم الفرديّ تميّزًا في العمل كمجموعةٍ، وفّقكم الله حفظكم!
أمّا في ما يخصّ الإجابة عن السّؤال الأوّل فأنا أعتقد أنّ جميع الزّغيبيّين يتحدّرون من جدٍّ واحد ربّما كان شاعرًا وانتقل الشّعر إلينا بالوراثة الجينيّة، أضف إلى ذلك أنّ بعض البلدات كحراجل شكّلت بيئة خصبة لنموّ الكلمة؛ وشعراء حراجل كثر وليسوا جميعًا زغيبيّين. فاهتمام أبناء بيئتنا الحراجلية بالشعر والعامل الجينيّ- إن صحّ علميًّا- قد تضافرا وساعدا على بروز عدد غير قليل من الشّعراء.
على المستوى الشّخصيّ أعترف أنّني مقلّ في الإنتاج وذلك لأسباب متعدّدة أوّلها أنّ ظروفًا كثيرة واجهتني جعلتني أبتعد عن القصيدة ثمّ أعود إليها، على سبيل المثال اهتمامي بدراساتي وببعض النشاطات العمليّة والاجتماعيّة قبل تفرّغي لمشروعي الأدبيّ الثّقافيّ. بالإضافة إلى أنّني أؤمن أنّ الكمّ لا يعكس عمق التجربة، فأنا لا أنشر كتابًا شبيهًا بكتاب كنت قد نشرته؛ كلّ كتابٍ بالنسبة إليّ هو تعبير عن نضوج تجربة لذلك فأنا أنتظر القصيدة ولا أسعى إليها. وللمرّة الأولى أعلن عبر صفحتكم أنّني أنجزت كتابي الثالث وهو جاهز للطباعة وبين يدي تجربة جديدة أعمل عليها بالإضافة إلى بعض الدراسات الأدبية التي ستبصر النور تباعًا.
أمّا في مسألة الفصحى والمحكيّة فلا أفضّل واحدة على أخرى، وأكتب باللغة التي تتبادر أوّلاً إلى لساني لذلك بعض قصائدي بالعربية الفصحى وبعضها الآخر بالمحكيّة اللبنانيّة. وعليه فأنا لا أختار اللغة التي أكتب بها بل إنّ اللغة هي التي تختارني، والمحكيّة اليوم هي لغة الحياة في كلّ المجتمعات العربيّة لذلك ربّما تكون أقرب إلى الشّعر مع العلم أنّ الفصحى ليست مقصّرة عن التعبير وعن مواكبة الحداثة والعصرنة بيد أنّ بعض متكلّميها هم المقصّرون. للفصحى شعراؤها وشاعراتها الكبار، وسيكون لي إصدارات شعريّة بالفصحى مع شعوري المسبق أنّ هويّتي الشّعريّة وبصمتي الإبداعيّة ستبقى دائمًا بالمحكيّة اللبنانيّة.
Joujou Yehyaيسعد اوقاتكم
1-ما رأيك د. بمن ينتقد الشعر الركيك والشعراء المتطفلين باقسى النقد ومن جهة اخرى نراه اول المهللين والمشجعين والمعلقين لهؤلاء الشعراء وهكذا شعر
هل المجاملة تصح هنا ام ان النقد يستثنى منه الاشخاص المقربون ويكون استثنائيا وليس عاما؟؟؟
2- وهل برأيك يصنف الشاعر او يقيم حسب علاقاته الادبية بمن حوله اي ليس المهم ما يكتب انما المهم من يعرف او هم من حوله؟؟؟؟؟- د. زغيب :
مساء الخير سيّدتي
من سمات النّقد الموضوعيّة والصّدق، إنّ ازدواجية مواقف النّاقد تفقده جديّته خصوصًا إذا كان من أصحاب الرّأي المسموع فإنّ المسؤوليّة الملقاة على عاتقه كبيرة. أنا لست مع القسوة والتّجريح في النّقد ولكن بالمقابل أرفض وبشدّة توزيع الشّهادات لغير مستحقّيها.
إنّ صداقاتنا وعلاقاتنا الإنسانيّة لا تحول دون موضوعيّتنا ومصداقيّتنا، وبالتّالي يجب الفصل بين المودّة والمحبّة وبين الرّأي العلمي الذي يخدم الجميع.
Werad Khederمساء الخير
بداية الترحيب والتقدير لأسرة حبر أبيض بكامل عطائها التي تضيف كل سبت نجماً جديداً إلى مجرتنا الأدبية
أجدد الترحيب بالشاعر الدكتور الياس زغيب وسؤالي ؟
برأيك هل المشهد الثقافي الشعري اليوم غريب وفيه تنوع مؤلم للقصيدة بين السيء والجيد ..السطحي والعميق ؟؟أم أنه استمرار لكل الحقبات الزمنية التي سبقتنا ولكن غربال الزمن لم يترك في جعبته إلا النفيس والمتقن والسليم ؟؟- د. زغيب ;
مساء النور
أنا أنظر إلى المشهد الشّعري اليوم بكثير من الإيجابيّة، نعم ثمّة مستويات متفاوتة لكنّ ذلك لا يمنع أنّ ثمّة عددًا كبيرًا من الشّعراء والشّاعرات المميّزين. وما نعيشه اليوم هو أمر طبيعيّ، الزمن يتّسع للجميع والساحة ليست حكرًا على أحد، والوقت كفيل كما تفضّلت بأنّ يغربل الجيّد من الرّديء، وستكون في غربال الزمن أسماء كبيرة لم يشهدها كمًّا ونوعًا أيّ عصرٍ من العصور السّابقة.
Ekmal Seifldeenالشاعر الدكتور الياس زغيب ميلادك كان من كم يوم ينعاد عليك بالخير وعقبال المية..
كان حلمك منذ الصغر تكون شاعر واتحقق حلمك اكيد وبنحب شعرك
سؤالي حضرتك من حراجل بلد الشعر وعيلة زغيب المعروفة بشعرائها الكبار يلي تركوا بصمة بالشعر الزجلي
ورغم هالميراث الكبير من العيلة والبيئة والأرض ورغم انك دكتور باللغة العربية انت شاعر محكي
هل الشعر المحكي هو تطور للشعر الزجلي والأكثر عصرية و ظهر على إنقاض الزجل؟
او هو ثورات شعرية يقودها كل جيل من الشعراء على من سبقه؟
والابتعاد عن المبارزات الزجلية والفكرية بين الحجة والدليل إلى الصور الشعرية المحكية ببعدها الخيالي للتعبير عن النفس بعيدا أيضا عن تكلف الفصحى؟- د. زغيب :
تحياتي صديقتي إكمال
الشعر الزجلي لم يمت لنعتبر أنّ المحكيّة ظهرت على أنقاضه، ربّما المحكيّة ولدت من رحم الزجل وذهبت مع ميشال طراد ومن جاء بعده إلى آفاق جديدة. المحكيّة هي ثورة على الذّات لابتداع الجديد وليست ثورة على الزّجل الذي يشكّل تراث وهوية اللبنانيّ. أنا من عشّاق الزّجل لكنّني اخترت المحكيّة ولم أتنازل عن قصيدة الزّجل حيث تدعو المناسبة، إنّها مسألة تعبير أرتاح له وأجدت أنّه يشبهني وبإمكاني أن أحقّق مشروعي الذاتي بوساطته.
Kozhaya Sassineصديقي الشاعر الياس زغيب
كيف تنظر إلى حضور القصيدة على صفحات الفايسبوك؟ هل هو لها أم عليها؟- د. زغيب :
صديقي وأخي قزحيّا
قد يشبه الفيسبوك في بعض الأحيان الوجبات السّريعة التي تفي بإبراز الأسماء الجديدة، وتضيء على بعض النّصوص المهمّة وقد كان له الدور البارز في إحياء الجوّ الشّعريّ وتقريب المسافات بين الشعراء وجمهور الكلمة. لكنّني أخشى ألا تنال القصيدة الطويلة التي تحمل أبعادًا فكريّة وفلسفيّة عميقة حقَّها، خصوصًا أنّ بعض النّصوص يقيّم بعدد الإعجابات التي تكثر مع قصر المادّة المنشورة.
Boutros Elias Boutrosبين المرأة – الحلم/ والمرأة – الواقع، أين تقف أنت؟ وما نصيب كلّ منهما في شعرك؟- د. زغيب :
أنا مع المرأة- الواقع التي تدفعني إلى الحلم. وللمرأة في شعري حيّز كبير فديواني الجديد كلّه قصائد حبّ وغزل، أنا أنطلق من المرأة الواقع وأكتب لها بعاطفة وحبّ؛ والحبّ هو الذي يلبسها رداء المثاليّة والحلم.
Ibrahim Kassem Aoudiالصديق والشاعر المتفرد في لونه وفي ” صفنتين عتاق “
كيف تصف تجربتك … تتلمذتَ على يدي عملاق في شعر الزجل… وانتقلت الى عملاق في الشعر المحكي ….
٢ _ هل الإنتساب لحزب سياسي يساعد على انتشار الشاعر أم يقيّده ؟
وألف شكر لهذه الاطلالة كما الشكر دائما للحبر الأبيض الذي يقدم لنا مناسبات ثقافية رائعة- د. زغيب :
أخي وصديقي
أجدني محظوظًا جدًّا كوني كتبت الزّجل في البدايات واغتنيت من تجربة الكبير موسى زغيب، فامتلكت تقنيات الكتابة، والأوزان الكلاسيكيّة، لأنتقل بعدها مع العلم والاطّلاع والتّجربة لخوض غمار القصيدة المحكيّة؛ إنّ ذلك قد مكّن تجربتي وجعل اللغة طيّعة أكثر بين يديّ.
أمّا انتساب الشّاعر إلى حزب سياسيّ فهو أمر مألوف منذ زمن بعيد، وهو يعكس انتماء الشّاعر إلى فكر ومبادئ معيّنة، وكثر هم الشّعراء الذي أدّوا دورًا بارزًا في حياة أوطانهم السياسيّة، وفي توجيه أحزابهم وفي صياغة فكر عقائدي شرط ألا يذوب الشّاعر في حزبه وأن يكون فاعلا لا مجرَّد تابع، والأمثلة في التاريخ كثيرة عن ارتباط الأدب بالسياسة. على المستوى الشّخصيّ أنا أفصل بين آرائي السياسيّة وعملي الأدبيّ، وبرأيي أنّ الشاعر الحقيقيّ ليس بحاجةٍ إلى حزب سياسيّ أو أيّ جهة لينتشر، بل عليه أن يؤمن بموهبته ويعمل بجهد وبجديّة.
Maroun Abouchacraصديقي الشاعر الدكتور الياس زغيب ، برأيك ما هي الثقافة ؟؟؟- د. زغيب :
أخي مارون
سؤال كبير، سأحاول أن أختصر الإجابة عنه ببضع كلمات. الثقافة برأيي هي قليل من كلّ شيء وكثير من التميّز، إنّها سلوك أخلاقيّ أدبيّ فنّيّ جماليّ اجتماعيّ إنسانيّ. ليست الثقافة كمًّا من المعلومات بل هي موقف من الأحداث وطريقة توظيف المعرفة في مقاربة الواقع للشهادة للحق والخير والجمال.
يعتبر “إدوارد سعيد” في كتابه “صور المثقّف” أنّ المثقّف هو الصوت المعبّر عن الاستقامة والشّجاعة، القادر على قول الحقِّ، جهرًا، لمن هم في مراكز النّفوذ والسّلطة..
Ibrahim Chahrourصديقي الغالي
يقول الاستاذ عبد القادر الحصني :
” أحسب حساب الناقد الذي يرمق السنبلة بعينين من شمس ، ويفركها بكفّين من أرض وسماء ، فتتلامح في كل حبّة من حبّاتها نشوة الخلق من جديد “
برأيك أين نقّاد هذه الأيام من هذا التعريف ؟- د. زغيب :
أخي د. ابراهيم
لا يعاني النّقد اليوم من ندرة النقّاد فحسب، بل أيضًا من المنصّات الجدّيّة التي تتيح لهؤلاء ممارسة دورهم الفاعل في حياتنا الثّقافيّة. الفنّ هو ابن الموهبة يصقل بالعلم بينما النّقد هو وليد العلم، وثمّة فارق شاسع بين النّقد والانتقاد، فالنّقد بنّاء والانتقاد هدّام. ودور النّاقد أن يفتح النّصّ على التّأويل وعلى احتمالات جديدة جديدة قد تكون غائبةً عن مؤلّفه، وهذا ما دفع البنيويّين ومن بعدهم التفكيكيّين للحديث عن موت المؤلّف واعتبار النّصّ صدى لنصوص أخرى إلى ما لا نهاية على حدّ تعبير ميخائيل باختين…
هناك اليوم نقّاد مميّزون ولكن قليلون وقد لا نجدهم إلا على منابر الجامعات بعد أن غابت نوعًا ما الحركة النقدية عن صفحات الجرائد والمجلات، والمنتديات الأدبية ما زالت لم تلتفت بالشّكل الكافي إلى هذا العلم.
Antoine Khalilصديقي وابن ضيعتي الشّاعر الياس زغيب
كيف تُقارن الشّاعر الياس زغيب بالإنسان الياس زغيب؟ أي بين الياس في “المحبرة” والياس في المجتمع؟ هل الشّاعر فيك يلتحم بالإنسان الّذي يُجسّدك؟ أم هناك فروقات؟- د. زغيب :
أخي أنطوان
الشّاعر الحقيقي والنّاجح هو الأكثر قدرة على تجسيد إنسانيّته على الورق، الياس زغيب الإنسان هو هو أينما كان في المجتمع ووراء المكتب وعلى المنبر، وهذا ما يجعلني مرتاحًا مع نفسي وأعبّر عن ذاتي بصدق بين أصدقائي ومع طلابي وفي قصائدي.
Imad Karoutأستاذ الياس زغيب تحياتي ..
قطار الشعر في لبنان يعج بالركاب مثل القطار الهندي جالسين..واقفين ومعمشقين
الى أين ..؟
مع الشكر
العزيز عماد
كما سبق وأسلفت إنّ ما يبدو حالة فوضى وازدحام في المشهد الشّعري ليس بالضّرورة ظاهرة سلبيّة، لكلٍّ الحقُّ في التّعبير والزمان يصفّي وهو خير حكم. ما علينا أن ننتج، محاولين ألا نغالي في الحكم على بعض المحاولات وإعطائها حجمًا أكبر من حجمها الفعليّ؛ الحياة محاولات ونحن في غارقون في التجريب، وهنيئًا لمن تنصفه محكمة الزّمن.
Naaman Tersخيي الياس شو رأيك بالتَمايُز بين الزجل والمحكيّه؟
خيي نعمان
الزّجل هو الأساس اللي انبنى عليه المسرح والغنيّه والقصيده المحكيّه، برأيي الزجل حاله قائمه بذاتا كما المحكيّه حاله قائمه بذاتا، الزّجل حاله تراثيه بليغه بتستهدف الخاصّه والعامّه بالوقت ذاتو، بحين القصيده المحكيّه بتستهدف الخاصه وأصحاب الذوق الأدبي والمتخصصين. وتقنياتن بتختلف باختلاف الشروط اللي بيتطلبا الفن المغنى المسموع والشّعر المكتوب والمقروء.
Arlette Rouhana Ghanemالصديق الشاعر الياس زغيب.. اشتقنالك..
من موقعك كمدير ثانوية، ومنسِّق ومدرِّس اللغة العربية في أكثر من مدرسة وثانوية، ومن موقعي كمعلمة وكصاحبة مركز للدروس الخصوصية، من المؤكد أنّنا قد لاحظناضعف التلامذة في اللغة العربية أكثر من ضعفهم في أيّة مادة أخرى، لدرجة اعتبارها”المادّة العبء”.
برأيك من وراء هذه المعضلة؟ التربية البيتيّة؟ أو المدرسيّة؟ أو المجتعيّة؟ أو كلّها مجتمعة؟
وما هو الحلّ المفروض اتّباعه لتقريب المسافة بين التلامذة واللغة؟ وبالتالي بين الجيل الواعد والشعر؟
الغالية أرليت
مسألة ضعف اللغة معضلة معقّدة تتداخل فيها أسباب متعدّدة اجتماعيّة اقتصاديّة سياسيّة… إنّ تحوّل العرب من مجتمعات منتجة إلى مجتمعات مستهلكة، تستورد المنتوجات مع أسمائها كما تستورد التعابير والمصطلحات العلمية وغير العلميّة، إضافة غلى دور وسائل الإعلام الغربيّة وما يعرف بالعولمة كلها اجتاحت أجيالنا وصرفت اهتمامهم عن اللغة العربيّة.
أمّا الحلّ برأيي فهو يحتاج إلى نهضة أمّة بشعبها ومفكريها ومخترعيها وحكامها…
حنان فرفور: شاعرنا العزيز تحية وبعد:
ما الحد الفاصل بين المجاملة والتملق والنفعية في عالم الشعر؟ أليس رأي الشعراء ذوي الخبرة مسؤولية توازي مسؤولية الناقد، خصوصا في ظل غياب الأخير وهشاشة الذوق العام وانصياعه لتعويم تجارب غير مستحقة؟
كلّ التحايا للمبدعة حنان
في عالم الشّعر لا مكان للمجاملة والتملّق والنّفعية، وما نشهده من مجاملات لتعويم بعض الأقلام هو باطل ولا قيمة له فميزان الزّمان دقيق ولا يحتمل الغشّ، أمّا الشّعراء ذوو الخبرة فلهم رأيهم لكنّهم في ساحة المعركة والأولويّة برأيي للإنتاج ولتقديم الأفضل وعدم التلهّي بمحاولات سيلفظها الزمن سريعًا ولن تدوم طويلاً. إنتاجنا هو ما ينقّي الذوق ويصقله، ويظهر الفارق بين الحقيقي والمزيّف والوقت حكم عادل في ظل ندرة النقد الحقيقي.
فاطمة الساحلي: شاعرنا القدير.. برأيك هل هناك توأمة بين الزجل والمحكي ؟ وهل لك تجربة في كتابة الشعر الفصيح؟
صديقتي الراقية
لا توأمة بين الزجل والمحكيّ، لكلّ نوع شروطه وضوابطه، ربّما استفاد المحكي من تجربة الزجل ليشقّ طريقًا مستقلاًّ؛ وأنا قد كتبت النوعين بالإضافة إلى الشّعر الفصيح. إنّ ما يعنيني هو الشّعر بأيّ لون وأيّ نوع كان
Chafic Habibدكتور الياس الحبيب.
اللي كنت حابب اسألو سبقوني عليه الشاعر الدكتور ابراهيم شحرور والشاعرة المتألقة حنان فرفور، علما انو الشاعرة حنان ملامسة اكتر النقطة الحساسة اللي كنت بدي اطرحها، تحت جناح التملق عم تبرز كتير قصايد ما بتشبه القصايد، وعم تاخد حقها متلها متل القصيدة الرصينة.
وين برأيك لازم تنوضع الحواجز قدام هالظاهرة ومين المسؤول عن وضع هالحواجز.
بالتوفيق شاعرنا الغالي والف شكر للاستاذ مردوك على الاختيار الراقي.- د. زغيب :
أخي شفيق ربما حكيت عن موقفي من الموضوع، لكن رح زيد إنّو الضوابط والحدود بيوضعا النقد الحقيقي، وتنقية الذوق العام عند المتلقي. على أمل أن يؤدي الجميع دوره نبقى أمام محكمة الزمن علها تنصف المواهب الحقيقية
ميار برجاوي: ١-حضرتك معد ومقدّم برنامج “العربيّة: أصالة وإنتماء”. البرامج الإعلاميّة المتخصّصة في اللغة العربيّة نسبتها متدنيّة جدًّا جدًّا. يرونها غير هامّة ومغامرة بوصفها لا تحقّق الـ rating ولا تجذب الإعلانات وذلك في عصر يركّز فيه الإعلام على الربح ويبحث فيه الجمهور عن التسلية أكثر من الفائدة عامّة. كيف تقيّم التفاعل والصدى مع برنامجك اللغوي بعد خوض التجربة، وهل لقولبة أفكار البرامج الإعلاميّة اللغويّة بأسلوب عميق ورشيق في آن بوسعه كسر نمطية تلك النظرة وجعلها صفوف متقدّمة بين البرامج المتابعة خاصّة اليوم بالإستفادة من عصر السوشيال ميديا؟
٢- للأسف النظرة المجتمعيّة العامّة لمن يدخل تخصّص الباكالوريا القسم الأدبي أنّ خياره جاء نتيجة “فشل” في المواد العلميّة ولولا أنه فاشل لما “أُرغِم” أو “صُنِفّ” رغمًا عنه أدبيًا. نعم ربّما ثمّة طلّاب يُرغمون على ذلك ولكن توجد شريحة تختار التخصّص بكامل قناعتها وشغفها. كيف تعلّق على هذه الظاهرة وانعكاسها السلبي على واقع التعليم الأدبي وعلى اللغة العربيّة؟ هل من وسيلة لكسر وتغيير هذا النمط من التفكير المؤسف والمؤذي للطالب واللغة والذي غالبا ما تلعب فيه المدارس دورًا سلبيًا فيما هو تخصّص إبداع؟ وماذا عن طلاب القسم العلمي الذين يتعاطون مع مادّة اللغة العربية كترف ومادّة ثانوية وتأثيرها أيضا في واقع لغتنا؟
٣-في إحدى اللقاءات معك وضمن سؤالك عن ديوانك قجّة النسيان وما تريد أن تنساه ذكرت أنّك متفائل جدًا ولا تريد أن تنسى شيئا فالأمور السيئة تحب أن تتذكّرها كي تتعلّم منها. ما أبرز وأهم درس علّمتلك إيّاه الأمور السيئة وكان بمثابة درس حياتي لك في حياتك ولا تنساه؟ وهل من فترة حنين معتمدة تفتح فيها قجّة نسيانك أم ذلك رهن المواقف والتجارب والحاجة؟
٤- “الوقت هو عدوّ الإنسان في كل شيء يقوم به… ونحن في سباق دائم مع الوقت وأنا أحببت أن أتخطّى الوقت بالشعر…”. جزء من نظرتك التي تحدّثت بها عن الوقت. وجود عدو يستدعي حربا والحرب جولات معارك. حدث أن هزمك الوقت وكان أسرع منك في جولة من جولات السعي والعطاء؟ هل إستسلمت ورفعت الراية أم كانت الجولات القادمة نصب عينيك لتقوّي عزيمتك؟ وهل بوسعنا مهادنة الوقت أم ذلك يعتبر قلّة ثقة في قدرتنا على منافسته بجهودنا وتطلّعاتنا؟
٥- تكتب قصائد حب وليس غزل. هذا ما توضحه بالحديث عن هويّة مؤلفاتك. ما هو الخيط الفاصل في الشعر كما في الواقع بين الحب والغزل؟- د. زغيب :
قبل الإجابة عن أسئلتك أودّ أن أشكر اهتمامك ومتابعتك لمسيرتي وللأفكار والآراء التي بثثتها عبر مقابلاتي. بدايةً وللأسف على الرغم من أهميّة التجربة في برنامجي التلفزيوني وأهميّتها إلا أنّه لم تدم لأنّ المحطّة أقفلت وكنا لم نعرض سوى سبع حلقات من البرنامج وبالتالي لا يمكننا أن نقوم بتقويم حقيقي لتفاعل الناس ولنجاح البرنامج. إنّ البرامج الثقافية هي ضرورة اجتماعيّة وعلى وزارتي الإعلام والثقافة أن تتحملا مسؤوليّتهما في هذا المجال وتفرض على المحطات تقديم برامج ثقافية أسبوعية بقوالب غير نمطيّة تجذب المشاهد وتسير بالمجتمع إلى الأمام؛ ويبقى خوفي من أن يكون الواقع الإعلامي الذي نعيشه يتعمّد التبسيط والتسطيح لتمرير المؤامرات وإخضاع الشّعوب لأصحاب النفوذ الإعلامي في العالم.
للأسف ما تتفضلين به صحيح، فمناهجنا التربوية أعطت الأولويّة للعلوم متأثّرة بسيرورة المجتمعات العالميّة نحو الماديّة والاستهلاك وبالتالي أصبح الاهتمام بالآداب والعلوم الإنسانيّة ترفًا فكريًّا أو ملجأً للفاشلين في العلوم. علينا مواجهة هذا الواقع بلعمل على تثقيف طلابنا إلى جانب تعليمهم وتعديل المناهج في القسمين العلمي والأدبي لتتوافق مع أهميّة الأدب في حياة الإنسان ذي التوجّه العلمي والأدبي على حدٍّ سواء
من أهمّ دروس الحياة التي لن أنساها أنّ الصحة والسعادة لا تشتريان بالمال، وبالتالي فالمادّة زائلة ولا وظيفة لها سوى سدّ حاجة الإنسان.؛ فالمادة لم تستطع إنقاذ والدي من براثن الموت ولا حتى الإطالة بعمره ولو للحظات. أمّا بالنسبة غلى الحنين فأنا في حنين دائم إلى زمن الطفولة وإلى كل الأشخاص الذين مروا في حياتي، وقد أكون في حنين إلى مستقبل أنتظره ولمّا يأتِ…
صراع الإنسان مع الزمن لا يهدأ ولا يستكين، طبعًا هزمني الزمن في بعض المعارك ولكنني نهضت وتابعت وحسبي أن أربح المعركة الأخيرة وأترك بصمتي على جبين الزمان وفي قلب من عرفني يومًا…
بالنسبة إليّ ثمّة فرق بين قصائد الحب وقصائد الغزل، فقصائد الحبّ تركّز في نقاء العاطفة وصدفة في حين أنّ قصائد الغزل قد لا تركّز على اتّقاد العاطفة وصدق التّجربة
Al Chidiac Najwaصديقي الشاعر الياس زغيب من المعروف انّ الشعر يبدأ بالموهبة ثم يكمل طريقه نحو التقنية والثقافة ..هل تعتبر أنّ شهادة الدكتوراه اضافت الى الياس الشاعر ام أن ان الشاعر الحقيقي لا يحتاج الى شهادة عالية ؟؟ وماذا اضافت الدكتوراه الى شعرك؟؟
الغالية نجوى! الأساس في الشعر هو الموهبة التي تصقل بالعلم والمعرفة وتجارب الحياة، الثّقافة ضروريّة أمّا الشهادات العليا فلا تأثير لها. شهادة الدكتوراه كانت تتويجًا لمسار علميّ بدأته منذ سنوات، قد تنمّي الجانب النقديّ في شخصيّتي أمّا الجانب الأدبي فهو تعبير عن تجاربي الخاصّة ورؤيتي للوجود…
Maroun Mahouliصديقي العزيز… اهلا بك ضيفاً غاليا.
برأيك هل يتم متابعة الشعر المحكي اللبنانية خارج لبنان؟
وهل الفضاء الازرق (الفيسبوك)، بما يشتمل عليه من مجاملات و”صداقات” ، هو عنصر سلبي ام ايجابي في سماء الشعر؟
ولك منا كل تقدير ومحبة.- د.زغيب :
أخي مارون تحياتي! سأجيب عن القسم الأوّل من السّؤال لأنني سبق وأجبت عن القسم الثاني. من خلال بعض المشاركات في العواصم لاحظت بعض المتابعة لشعرنا المحكي مع العلم أنّ الأكثريّة السّاحقة تفضّل متابعة الشّعر الفصيح غير أنّ لغتنا المحكيّة قد تكون أنضج محكيات العالم العربي وبالتالي فالأشقّاء في العالم العربي يحبّونها ويفهمونها ويستمتعون بالشعر المحكي اللبناني استمتاعهم بالأغنية اللبنانيّة والمسرح اللبناني
Sleiman Ibrahimتحياتي دكتور الياس زغيب:
نسمع ونقرأ الكثير من الكلام عبر الشاشة الزرقاء.
١_ هل كل ما يقرأ ويسمع ،يدخل الأدب من باب الشعر برأيكم؟
٢يتداول القراء مناداة كل من يكتب، باسم “الشاعر” . ما المعايير، برأيكم، التي تجعل الكلام يصنف بباب الشعر؟ وهل يحوز تسمية الكل باسم الجزء، من باب التعيم؟ ٣ ما نظرتكم إلى النثر الفني؟ وهل يتدنى مستوى عن الشعر؟
والسلام.
الغالي الأستاذ سليمان! هناك فوضى التّصنيف في ظل غياب معايير واضحة، أنا لا تعنيني كثيرًا التّسميات بل أبحث عن الجمال في العمل الأدبي أنثرًا كان أم شعرًا. هناك توجّه لاعتبار كلّ من يكتب شاعرًا في حين أنّ النثر الفنّي لا يقلّ أهميّة عن الشعر، العبرة في جودة العمل وفي خدمته لحضارة الشّعب وتلبيته لتطلعات الأمّة.
Toni Khouzamiالشاعر الصديق الدكتور الياس زغيب: الشكل الجديد اللي رسيت عليه القصيده المحكيه اليوم برأيك رح يجي يوم يصير مستهلك؟
صديقي الرائع! الحياة مفتوحة على تجارب واحتمالات لا تنتهي، حتمًا شكل القصيده المحكيّه رح يصير مستهلك، وأكتر من هيك برأيي القصيده المحكيّه بعد ما وصلت للشكّل اللي بتطمح إلو… وكل شكل مهما كان جديد مع الوقت رح يصير مستهلك وبتضل العبره بالمضمون.- الكاتبة تنديارا جاموس :
Tandyar Jaصديقي أين أنت من الصراع الذي مازال دائرا منذ الستينيات حول شرعية قصيدة النثر؟
سبق وقلت في الإجابة عن سؤال الصديق سليمان ابراهيم أنّني لا أتوقّف كثيرًا عند التسميات، قصيدة النّثر جاءت في مرحلة التجريب وقد انتقلت من الغرب إلى الشّرق. أتابع بإعجاب النتاج في القصيدة بالنثر غير أنّني أرى أن بعض المحاولات غير موفّقة وتدّعي الشّعريّة تحت مسمى قصيدة النثر أو القصيدة بالنّثر. هذا النوع برأيي شرعي لمجرّد وجود بعض التجارب الناجحة فالهدف هو الجمال والشّعريّة لا تتقولب في شكل واحد ولا نهاية للأشكال والطرائق المعتمدة لتقديم النّصّ.
Jomana Najjarصديقي ، ما هي مقومات القصيدة التي تجعلك تقول من قلبك ” الله؟
وكم شاعر في لبنان في الفصيح والمحكي يجعلك تقول ذلك؟ - د.زغيب :
صديقتي الجمال مجرّد ونسبيّ، وبالتالي فمقوّمات النص الجميل نسبيّة، أكثر ما يعنيني بشكل عام هو صدق العاطفة واتساع الخيال المتداخل مع العمق الفكري… أمّا الشّعراء في لبنان فهم كثر وأنا أتتبّع الجميع بمحبّة وإعجاب، وما زلت عند رأيي فنحن في العصر الذهبيّ للقصيدة بالعربية الفصحى وبالمحكيّة، ليس في لبنان فقط بل في لبنان وسوريا خصوصًا وفي معظم أنحاء العالم العربي عمومًا!
Mardouk Alshamii – الانزياح في الصورة الشعرية بين الفصحى والعامية عنوان اطروحتك للدكتوراه ، برأيك أيهما أكثر قبولا للتطوير والحداثة وتلبية الواقع والعصر,, الفصحى أم المحكية؟ أعيد السؤال وأظنه فاتكَ في الإجابات السابقة .- د. زغيب :
صديقي ربّما مررت بشكل سريع في الإجابة عن هذا السّؤال حين قلت: “والمحكيّة اليوم هي لغة الحياة في كلّ المجتمعات العربيّة لذلك ربّما تكون أقرب إلى الشّعر مع العلم أنّ الفصحى ليست مقصّرة عن التعبير وعن مواكبة الحداثة والعصرنة بيد أنّ بعض متكلّميها هم المقصّرون.” فكلتا اللغتين غير عاجزة وتتوقف مسألة التطوير والتحديث على قدرة الشّاعر وتفاعله مع اللغة التي يكتب بها.
Najwa Feghaliمساء الخير. هل تكتب قصيدتك مرة ام مرات؟ وما الحد الفاصل برأيك بين الصنعة في الشعر والتصنع؟ وشكرا
قصيدتي تكتبني مرات ومرات قبل أن تنزل إلى الورق، وبعد نزولها أعمل عليها أزيّنها أنمّقها لكن بشكل لا يفقدها براءتها وعفويتها ويظهر الصنعة والتّصنّع فيها.
Mardouk Alshamiiصديقي ونحن في خضم هذا اللقاء الجميل، الشارع يشتغل!.. هل ثمة دور للكلمة ، للقصيدة، للشاعر حين ترتفع أصوات القبح ، ويخفت صوت الجمال؟- د. زغيب :
كلّ ثورات العالم كانت وليدة فكر نظّر لها ووجّهها، ودعا إليها كتّاب ومفكّرون كبار وعلى سبيل المثال لا الحصر الثورة الفرنسية عام 1789، ولكن مع الأسف حين تدخل السياسة والمصالح الشّخصية والدولية تجعل التحركات تنحرف عن مسارها وتستثمر إنجازات الشعب وتستغلها كما تستغل السلطة وأصحاب النّفوذ عرق العمال والفلاحين ودموع اليتامى. ما نحتاجه دائمًا هو المطالبة بحقوقنا بوعي وبتغليب دائم للغة العقل التي تجمع ولا تفرّق!
Osmat M. Hassanدكتورنا الحبيب
أرحب بك معنا، وأسألك:- هل تكفي الشاعر الموهبة؟.. وإلى أي مدى يمكن لثقافة الشاعر أن تجعل قصيدته أكثر اكتمالا؟
- أنت من مؤسسي جمعية تجاوز، ماذا تقول بالمشهد الثقافي وهو يزدحم بملتقيات ومنديات، هل ثمة وسيلة وقد جربنا معا من قبل في ضبط ما يمكن تسميته فوضى؟
- د. زغيب :
تحياتي أستاذ عصمت! كما أسلفنا القول، فالثقافة ضروريّة لاستمرار الشاعر في حين أنّ الموهبة هي الأساس الذي يبنى عليه كلّ شيء. أمّا في مسألة فوضى المنتديات فأنا أراها صحيّة، وهي تفسح في المجال لبروز مواهب جديدة ولإحياء الجوّ الثقافي في مختلف المناطق اللبنانيّة. أعتقد أنّ وزارة الثقافة مطالبة بمواكبة هذا الحراك الثقافي الواسع واستثماره في بناء مشروع وطنيّ ثقافيّ شامل، ونحن في اتحاد الكتّاب اللبنانيين نحاول أن نضع خطة طريق لمواكبة هذا النشاط الوطني والتنسيق بين جميع الأطراف الفاعلة فيه.
Sulaiman Hodaifa Abubadrصديقي الشاعر د الياس
قديش بيفرق انتشار القصيدة بين ان تكون من شاعر او شاعره ؟لا تقول عندي تمييز مجرد سؤال برئ
بالنسبه إلي ما في فرق هههه. صديقي وأخي سليمان المرا اليوم في مرحلة عطاء وإبداع وفي أسماء لامعه ومميزه جدًّا، أمّا مسألة الإنتشار ربّما بتتأثر عند بعض الناس بالشّكل، لكن هالأمر ما بينتقص من حضور النص الأنثوي ومن القدره الإبداعيه عند المرا اللي فرضت نفسا بقوه على الساحه الأدبيه بالفترة الأخيره
Reno Yehyaايها العازف على قيثارة الشعر ألف تحية لحضورك بيننا
ما رأيك بحضور العنصر الدارمي وما يشمله من بنى قصصية وحوارية وسردية في الشعر حديثا؟
يقول العسكري:أن الشعر كلام منسوج… أحسنه ما تلاءم نسجه ولم يستعمل فيه الغليظ من الكلام ؛ والسوقي منه…
فما رأيك في التركيز على الصنعة والمفردات الغليظة في الشعر والسوقي من الألفاظ أيضا في كتابة الشعر ان كان في الفصحى أو في المحكي؟
تحية لكل هذا الشعر الذي نقرأه من جعبتك
تحياتي لك أيتها الراقية! إنّ تداخل الأنماط التعبيريّة في العمل يزيده متعةً وجمالاً شرط أن يكون وليد موهبة حقيقيّة وقدرة عند الشاعر على تطويع كلّ هذه الأنواع في قصيدته، وكل شيء مفتوح على التجريب وبالتالي هناك قصائد يحضر فيها العمل الدرامي بشكل شيّق وقصي…عرض المزيد
د. رزق الله قسطنطين الصديق د. زغيب Elias Zgheib
أنت شاعر بالقوّة وباحث بالفعل، تكتب الشعر بقلبك وتبحث بعقلك عن المضمون الكامن في النصّ الأدبيّ.
هلي يقف الشاعر فيك بوجه الباحث؟ وإذا تحقّق الأمر فكيف تجسّد التناغم بين الإثنين؟
أخي الدكتور رزق الله! نحن في الميدان نفسه وأنت الشاعر والباحث الجدّيّ، أحاول الفصل بين الباحث والأديب في عملي مع العلم أنّ الشاعر الذي في داخلي يطغى على كلّ شيء. وفي حين التصادم بين الإثنين أحاول أن أضيف عين الشاعر إلى الباحث، وأن أحكم على نصّي بعين الباحث الناقد وطبعًا لا يكون الحكم موضوعيًّا في معظم الأحيان!
Fahda Chidiacدكتور الياس كونك شاعر وتربوي كيف برأيك بيتحفزو الطلاب لحبّ الشعر وكتابتو بعصر العولمة والتكنولوجيا
أولا من خلال كتابة قصايد بتحاكي تطلعاتن وعصرن، وهون لازم إعادة النظر ببعض نصوص المنهج، تانيًا بجعل التكنولوجيا تواكب الشعر أو العكس بحيث بيصير الطالب يشوف الشعر ابن العصر مش غريب عنو
Osmat M. Hassanدكتور شكرا لكم فما شعرت معكم بالضجر ولا الملل لكم مودتي واحترامي
أستاذ عصمت الشكر لمتابعتكم ولثقتكم، شهادتكم أعتزّ بها واحملها في قلبي.
Rima Fadel Mahfoudشكرا صديقي الشاعر الرائع Elias Zgheibولكل الأصدقاء المشاركين بهذا الحوار الجميل ..قرأته بشغف ..أحسست بأني في حديقة تعج بالزهور و الألوان و القصائد و الجمال ..أمنياتي الطيبة للجميع …
شكرا لكل أعضاء حبر أبيض الغاليين
شكرًا صديقتي على ذائقتك الرائعة ونبل مشاعرك
فضل مخدر
فضل مخدر كل الحب للشاعر الرائع الصديق والأخ ورفيق درب الكلمة والحرف الدكتور لياس زغيب
والشكر لادارة المجموعة على هذا اللقاء الممتع بما تركه من بصمة في ساحة الثقافة والشعر للبنان الادب والجمال.
فضل مخدر سماحتكم أخ وصديق كبير وقدوة في المحبة والتفاني، شكرًا لمتابعتكم ولشهادتكم التي سأحملها دومًا تاجًا على جبيني…
Mardouk Alshamii
الياس زغيب ، وراء قصيدته اللماحة العطرة الومّاضة كضوء، تقف ثقافة موسوعية ، ويقف إنسان غاية في الرقة والشاعرية ، لقاء ممتع ثري بالفائدة والتنوع، باسمي وباسم حبر أبيض بإدارييه وأعضائه أشكرك من القلب، والشكر موصول لكل الذين تشاركوا معنا متعة الحوار.
السبت 6 حزيران 2020