..إختار موقع ” ميزان الزمان ” الأدبي 3 قصائد ملفتة من كتابات الشاعر عصمت حسان ( رئيس منتدى شواطئ الأدب في لبنان ) .
-1-
# ” لتراب “
أجـزاءُ نحنُ
عناصرٌ مخلوطةٌ
ماءٌ وموسيقى
وتفاحٌ
عناقيدٌ
شـرابُ
أجزاءُ يجمعُها نقاء الروحِ
أحياناً يقينٌ
هاجسٌ حيناً
وأوقاتٍ سـرابُ
وردٌ يخاصرُ نجمتينِ
وكوكبٌ يمتد نحوَ بواحهِ اللبلابُ
تاجٌ ترصّعهُ الطلاسمُ بالبهاءِ
وخطوتانِ على الدروبِ
ونظرتينِ سترسمُ الأهدابُ
يا نحنُ
أولَّ صرخةٍ في الريح كنّا
قبلَ أنْ تتشكلَ الأنهارُ
قبلَ تراقصِ الأشجارِ فوق الظلّ
يُفزعُها الغرابُ
يا نحنُ
تشعلنا الفراشاتُ النبيّةُ
والقناديلُ التي في صدرنا
كم صار يحضنُها الغيابُ
يا نحنُ
تختلطُ الحوافرُ باختلاجِ الوعلِ
فوق مواقدِ الأحلامِ
تدهسـُـنا الدوابُ
وتنهشُ المعنى الذئابُ
فينا العناصرُ كلُّهـا اجتمعتْ
فواحدنا الخميلةُ
والحِرابُ
وجميعنا بشــرٌ
وتختلف الوجوهُ
فبعضنا ثغرُ القصيدة
بعضنا حبرٌ
ومعظمنا خرابُ
نمشي على زيحِ الحياة
وننهشُ الأصواتَ
والكلمـاتُ مقصلةٌ
وهمسُ الشوقِ نـابُ
كنا سواسيةً
وصرنا لاقتتالِ الشـكّ أفراساً من الخشب العتيقِ
كأنَّ طروادة فينا كلُّ ما فينا
ولا يبدو ليكتملَ العناقُ المشتهى أفقٌ وبابُ
لأظنّنا نحتاجُ من يصرخُ هذا اليوم
أنّ جميعَنا قتلى
وقد ضاع الصّوابُ
قوموا إذاً لنعيدَ تشكيلَ الملامحِ والوجوهِ
فكلنا حبرٌ وهذي الأرضُ لو تحكي
كتابُ
قوموا لنردمَ كذبةَ الأفعى
ونرسمَ كوكباً أحلى
ألا يكفي اغترابُ
قوموا لنسجدَ للترابِ
فكلنا أبناؤه
هذا الترابُ .
وهو البداية والنهاية
بيتنا الأسمى
نواقيسُ القرنفلِ
سـجدةُ السارين نحو النور
والمحرابُ
-2-
# ” مرآة العيـون “
ما الذي قد كنته الأمسَ
وماذا في غدٍ آتٍ أكـــونْ ؟..
كنتُ عصفورا ترى
أم كنتُ وعلاً تقتفيهِ الريــحُ
نخلاً زيزفونْ ؟..
ما الذي قد كانني يوماً
خروفاً في مدار النطفة الأولــى
وأقني في جيوبِ الصوفِ شبّاكاً إلى المعنى
طريقي عشــبة الفردوس ، جدران المتونْ
ما الذي قد كانني أنثى من الضوء الشفيفِ الوقع
في دنيا المجونْ
أنجبت أشجار أعلى من تشابيه الغصونْ
أم حقولا ربما ..
صخراً بعيدَ القمةِ الأعلى
على عليائهِ غيمُ الحكايات ، التشظي
بالغَ الحكمة ، أم كنتُ الجنونْ؟..
كل يومٍ أشـعر الآفاق في قلبي
قفيرُ النحلِ
آلاف الرجال الطيبين ، السيئينَ
الرافضين العمر حبواً
كلَّ فوضـى الكونِ
إيقاع الســـــكونْ..
ذلك الراقدُ في جسمي ســوايَ ..
كلُّ هذا النبضِ أنهارٌ بلا مجرى
وأشـجارٌ تعري سطوة الريحِ
بمزمار الغصونْ..
ما الذي قد كنته .. ماذا أكونْ..
ما يراه العقلُ
اقصى ألفَ كونٍ
من فراغ فادح جدا بمرآة العيونْ.
-3-
# “لسان حالي وحالُ كل البنانيين اليوم”
“ما طار طيرٌ وارتفعْ”
إلا على رأسي وَقَعْ
وأنا أسيرُ
مظلَّتي حظي
وتملؤها الرُقعْ
خطواتي السبعون عاثرةٌ
وتاريخي بِدَعْ
رزقي فُتاتُ الملح فوق بحيرةٍ حمقاء
تنقره البَجعْ
وأنا رفعتُ البيت فوق قصيدةٍ
ما كان يُغريها الدلعْ
شَـدَّتْ على عنقي وثاقَ العيشِ
والرزقُ امْتَنَعْ
ما كانَ لي ، ما عاد لي أبداً
وعمري مُرتَجَعْ
فكأنّ غيري في حذاء الدربِ
ظلِّي كمْ خَدَعْ
وكأنّ حبري دائما في الرملِ
مُنْسكبٌ
وأوراقي شـَبَعْ
وكأنّ حرفي مترفٌ جداً بتاجِ الكدحِ
قافيتي طَمَعْ
في ليلةٍ حمقاء نحو سريرها المطفيّ
غادر والدي قحطاً
ومأساتي برحمٍ متخمٍ بالقهر موجوعاً زَرَعْ .
العدلُ يصنعُ جنةً
والظلمُ يقتلُ مجتمعْ
**************
# ( الشاعر عصمت حسان/ بشامون / لبنان )